عادة أم عبادة؟
لابد أن يتساءل المرء، هل الحجاب عادة أتت من تقاليد الشعوب وعاداتها أم أنها عبادة أمر الله عز وجل بها؟ فإن كانت عادة من عادات الشعوب، فأنت أحق وأولى بالبقاء على العادات والتقاليد الموروثة من آبائك وأجدادك؟ لأنها رمز الشعوب، وكل أمة تفخر بذلك، لكن حجابك ليس من ذاك الموروث الأوروبي أو الأفريقي أو العربي، أتى متوارثاً من أجيال متعاقبة، بل هو تشريع سماوي من رب العالمين، فهل تنقاد المسلمة لتقاليد وعادات؟ أم تسر وتفرح بأمر الله عز وجل وطاعته؟.
أختي المسلمة:
هذه خواطر سريعة ذات ثمار يانعة وقطوف دانية، قلائد ناصعة لك في قراءتها زاد ومغنم، وسرور وبشر.
القلادة الأولى:
أجمل القلائد وأولها وأنصعها قلادة العبادة، فالحجاب عبادة من العبادات التي تتقربين بها إلى الله عز وجل آية تخالط شغاف القلوب، فالخطاب لأزواج الرسول وبناته ولك أنت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]. قال ابن عباس رضي الله عنهما : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ". فكلما جعلت الحجاب الشرعي على رأسك وأسدلت الغطاء على وجهك، ولم يظهر منك شيء فاعلمي أنك في طاعة وعبادة، تزيد كلما التزمت أكثر، وتنقص إن فرطت وضيعت، وقد قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "ظفر المرأة عورة، فإذا خرجت من بيتها فلا تُبن منه شيئاً ولا خفها".
وقد ذكر الداعية أحمد الصويان قصة قريبة العهد حيث قال: "كنت في رحلة دعوية إلى بنجلاديش، مع فريق طبي أقام مخيماً لعلاج أمراض العيون، فتقدم إلى الطبيب شيخ وقور ومعه زوجته بتردد وارتباك، ولما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها، فإذا بها تبكي وترتجف من الخوف، فظن الطبيب أنها تتألم من المرض، فسأل زوجها عن ذلك، فقال: - وهو يغالب دموعه - إنها لا تبكي من الألم بل تبكي لأنها ستضطر أن تكشف وجهها لرجل أجنبي لم تنم ليلة البارحة من القلق والارتباك، وكانت تعاتبني كثيراً: أترضى لي أن أكشف وجهي؟! وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمت لها أيماناً مغلظة بأن الله - تعالى - أباح لها ذلك للاضطرار، والله تعالى يقول:{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[البقرة: 173].
فلما اقترب منها الطبيب، نفرت منه، ثم قالت: هل أنت مسلم؟
قال: نعم، والحمد الله!!
قالت: إن كنت مسلمأ ..إن كنت مسلماً.. فأسألك بالله ألا تهتك ستري إلا إذا كنت تعلم يقيناً أن الله أباح لك ذلك.
أجريت لها العملية بنجاح، وأزيل الماء الأبيض، وعاد إليها بصرها بفضل الله تعالى حدث عنها زوجها أنها قالت: لولا اثنتان لأحببت أن أصبر على حالي، ولا يمسني رجل أجنبي: قراءة القرآن، وخدمتي لك ولأولادك ".
القلادة الثانية:
يا عفيفة: قري بحجابك عيناً، فلك أجر الرضا والتسليم، والامتثال والطاعة لله عز وجل فإن ما تقومين به إنما هو طاعة لله عز وجل ورسوله، فليهنك القبول والعمل؛ امتثالاً واستجابة لقول الله عز وجل : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [الأحزاب: 36].
جلس موسى بن إسحاق قاضي الري في الأهواز ينظر في قضايا الناس، وكان بين المتقاضين امرأة ادعت على زوجها أن عليه خمس مائة دينار مهراً، فأنكر الزوج أن لها في ذمته شيئاً، فقال له القاضي: "هات شهودك؟ ليشيروا إليها في الشهادة" فأحضرهم، فاستدعى القاضي أحدهم وقال له: " انظر إلى الزوجة؟ لتشير إليها في شهادتك " فقام الشاهد، وقال للزوجة: "قومي "، فقال الزوج: "وماذا تريدون منها؟ " فقيل له: "لابد أن ينظر الشاهد إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح معرفته بها". فكره الرجل (المدعي) أن تضطر زوجته إلى الكشف عن وجهها للشهود أمام الناس فصاح: "إني أشهد القاضي على أن لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها! "
فلما سمعت الزوجة ذلك أكبرت في رجلها أنه يضن بوجهها على رؤية الشهود، وأنه يصونه عن أعين الناس، فصاحت تقول للقاضي: "إنني أشهدك أنني قد وهبت له هذا المهر، وأبرأته منه في الدنيا والآخرة!.
القلادة الثالثة:
قلادة تقربك من مولاك فالحجاب قربة لله عز وجل تمتثل فيه المسلمة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم << والمرأة عورة >> [رواه البخاري].
قال العلماء: " وفي هذا الحديث دلالة على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب ". لذا فهي تطيع، وترضى، ولا تخالف ولا تعصي.
وقد حدثني قريب لنا: أن امرأة عجوزاً طاعنة في السن أصابها ألم في الأذن - وألم الأذن شديد لا يطاق - ولما أتي بالطبيب على رفض منها وعدم موافقة، وأصبحت أمام الأمر الواقع، أخرجت أذنها وغطت باقي وجهها كاملاً، فلم يظهر إلا الأذن فقط، تعجب الطبيب من فعلها، واستغرب صنيعها وقال: يا أمي أنا طبيب اكشفي عن وجهك! قالت له وهي واثقة من طاعة ربها: أنت لا تريد إلا أذني أخرجتها لك، أما وجهي فلا والله.
القلادة الرابعة:
تهادي بهذه القلادة فرحاً فأنت تنالين أجر الصبر على العبادة وما تلاقينه من تعب ونصب، واستهزاء وسخرية، فلك أجر الصبر والاحتساب. ومن أعظم أنواع الصبر:
الصبر على أداء الواجبات، والبعد عن المحرمات، قال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ الزمر:10]. وقال عز وجل : {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [ آل عمران: 146].
القلادة الخامسة:
بحجابك الشرعي تقتدين بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة، وهن من هن في الصلاح والتقى والسنا والرفعة، قالت عائشة رضي الله عنها: " إن لنساء قريش لفضلاً، وإني ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فانقلب رجالهن إليهن، يتلون عليهن ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته، وابنته، وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا وقامت إلى مرطها المرحل (أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن) فاعتجرت به (أي سترت به رأسها ووجهها)؛ تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متعجرات، كأن على رؤوسهن الغربان ".
وعلى هذا قال الإمام ابن حجر - رحمه الله - في الفتح: "لم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً أن يسترن وجوههن عن الأجانب ".
لابد أن يتساءل المرء، هل الحجاب عادة أتت من تقاليد الشعوب وعاداتها أم أنها عبادة أمر الله عز وجل بها؟ فإن كانت عادة من عادات الشعوب، فأنت أحق وأولى بالبقاء على العادات والتقاليد الموروثة من آبائك وأجدادك؟ لأنها رمز الشعوب، وكل أمة تفخر بذلك، لكن حجابك ليس من ذاك الموروث الأوروبي أو الأفريقي أو العربي، أتى متوارثاً من أجيال متعاقبة، بل هو تشريع سماوي من رب العالمين، فهل تنقاد المسلمة لتقاليد وعادات؟ أم تسر وتفرح بأمر الله عز وجل وطاعته؟.
أختي المسلمة:
هذه خواطر سريعة ذات ثمار يانعة وقطوف دانية، قلائد ناصعة لك في قراءتها زاد ومغنم، وسرور وبشر.
القلادة الأولى:
أجمل القلائد وأولها وأنصعها قلادة العبادة، فالحجاب عبادة من العبادات التي تتقربين بها إلى الله عز وجل آية تخالط شغاف القلوب، فالخطاب لأزواج الرسول وبناته ولك أنت: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ} [الأحزاب: 59]. قال ابن عباس رضي الله عنهما : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلاليب ". فكلما جعلت الحجاب الشرعي على رأسك وأسدلت الغطاء على وجهك، ولم يظهر منك شيء فاعلمي أنك في طاعة وعبادة، تزيد كلما التزمت أكثر، وتنقص إن فرطت وضيعت، وقد قال الإمام أحمد - رحمه الله -: "ظفر المرأة عورة، فإذا خرجت من بيتها فلا تُبن منه شيئاً ولا خفها".
وقد ذكر الداعية أحمد الصويان قصة قريبة العهد حيث قال: "كنت في رحلة دعوية إلى بنجلاديش، مع فريق طبي أقام مخيماً لعلاج أمراض العيون، فتقدم إلى الطبيب شيخ وقور ومعه زوجته بتردد وارتباك، ولما أراد الطبيب المعالج أن يقترب منها، فإذا بها تبكي وترتجف من الخوف، فظن الطبيب أنها تتألم من المرض، فسأل زوجها عن ذلك، فقال: - وهو يغالب دموعه - إنها لا تبكي من الألم بل تبكي لأنها ستضطر أن تكشف وجهها لرجل أجنبي لم تنم ليلة البارحة من القلق والارتباك، وكانت تعاتبني كثيراً: أترضى لي أن أكشف وجهي؟! وما قبلت أن تأتي للعلاج إلا بعد أن أقسمت لها أيماناً مغلظة بأن الله - تعالى - أباح لها ذلك للاضطرار، والله تعالى يقول:{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[البقرة: 173].
فلما اقترب منها الطبيب، نفرت منه، ثم قالت: هل أنت مسلم؟
قال: نعم، والحمد الله!!
قالت: إن كنت مسلمأ ..إن كنت مسلماً.. فأسألك بالله ألا تهتك ستري إلا إذا كنت تعلم يقيناً أن الله أباح لك ذلك.
أجريت لها العملية بنجاح، وأزيل الماء الأبيض، وعاد إليها بصرها بفضل الله تعالى حدث عنها زوجها أنها قالت: لولا اثنتان لأحببت أن أصبر على حالي، ولا يمسني رجل أجنبي: قراءة القرآن، وخدمتي لك ولأولادك ".
القلادة الثانية:
يا عفيفة: قري بحجابك عيناً، فلك أجر الرضا والتسليم، والامتثال والطاعة لله عز وجل فإن ما تقومين به إنما هو طاعة لله عز وجل ورسوله، فليهنك القبول والعمل؛ امتثالاً واستجابة لقول الله عز وجل : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} [الأحزاب: 36].
جلس موسى بن إسحاق قاضي الري في الأهواز ينظر في قضايا الناس، وكان بين المتقاضين امرأة ادعت على زوجها أن عليه خمس مائة دينار مهراً، فأنكر الزوج أن لها في ذمته شيئاً، فقال له القاضي: "هات شهودك؟ ليشيروا إليها في الشهادة" فأحضرهم، فاستدعى القاضي أحدهم وقال له: " انظر إلى الزوجة؟ لتشير إليها في شهادتك " فقام الشاهد، وقال للزوجة: "قومي "، فقال الزوج: "وماذا تريدون منها؟ " فقيل له: "لابد أن ينظر الشاهد إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح معرفته بها". فكره الرجل (المدعي) أن تضطر زوجته إلى الكشف عن وجهها للشهود أمام الناس فصاح: "إني أشهد القاضي على أن لزوجتي في ذمتي هذا المهر الذي تدعيه، ولا تسفر عن وجهها! "
فلما سمعت الزوجة ذلك أكبرت في رجلها أنه يضن بوجهها على رؤية الشهود، وأنه يصونه عن أعين الناس، فصاحت تقول للقاضي: "إنني أشهدك أنني قد وهبت له هذا المهر، وأبرأته منه في الدنيا والآخرة!.
القلادة الثالثة:
قلادة تقربك من مولاك فالحجاب قربة لله عز وجل تمتثل فيه المسلمة لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم << والمرأة عورة >> [رواه البخاري].
قال العلماء: " وفي هذا الحديث دلالة على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب ". لذا فهي تطيع، وترضى، ولا تخالف ولا تعصي.
وقد حدثني قريب لنا: أن امرأة عجوزاً طاعنة في السن أصابها ألم في الأذن - وألم الأذن شديد لا يطاق - ولما أتي بالطبيب على رفض منها وعدم موافقة، وأصبحت أمام الأمر الواقع، أخرجت أذنها وغطت باقي وجهها كاملاً، فلم يظهر إلا الأذن فقط، تعجب الطبيب من فعلها، واستغرب صنيعها وقال: يا أمي أنا طبيب اكشفي عن وجهك! قالت له وهي واثقة من طاعة ربها: أنت لا تريد إلا أذني أخرجتها لك، أما وجهي فلا والله.
القلادة الرابعة:
تهادي بهذه القلادة فرحاً فأنت تنالين أجر الصبر على العبادة وما تلاقينه من تعب ونصب، واستهزاء وسخرية، فلك أجر الصبر والاحتساب. ومن أعظم أنواع الصبر:
الصبر على أداء الواجبات، والبعد عن المحرمات، قال تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [ الزمر:10]. وقال عز وجل : {وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [ آل عمران: 146].
القلادة الخامسة:
بحجابك الشرعي تقتدين بأمهات المؤمنين ونساء الصحابة، وهن من هن في الصلاح والتقى والسنا والرفعة، قالت عائشة رضي الله عنها: " إن لنساء قريش لفضلاً، وإني ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقاً لكتاب الله، ولا إيماناً بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} فانقلب رجالهن إليهن، يتلون عليهن ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته، وابنته، وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا وقامت إلى مرطها المرحل (أي الذي نقش فيه صور الرحال وهي المساكن) فاعتجرت به (أي سترت به رأسها ووجهها)؛ تصديقاً وإيماناً بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متعجرات، كأن على رؤوسهن الغربان ".
وعلى هذا قال الإمام ابن حجر - رحمه الله - في الفتح: "لم تزل عادة النساء قديماً وحديثاً أن يسترن وجوههن عن الأجانب ".