كــــارل ماركــــــس (1818-1883)
( سيرة ، مختارات من رأس المال ، مختارات من البيان الشيوعي )



ولد كارل ماركس (Karl Marx) في مدينة ترير(Trier)، إحدى المدن الألمانية القريبة من الحدود الفرنسية، في عائلة متوسطة حيث عمل والده محاميا.

درس ماركس القانون والفلسفة والتاريخ في جامعات بون، برلين ويينا. ودار موضوع رسالة الدكتوراه حول فلسفة الطبيعة عند كل من ابيقورس وديموقريطس. بعد انتهاء دراسته في سنة 1841 عرض عليه التدريس في جامعة بون. لكنه اختار طريقاً أخرى لحياته حيث اشترك في تحرير إحدى الصحف الراديكالية لمدة قصيرة. لكن الرقابة البروسية أغلقت الصحيفة ولاحقت السلطات محرريها. نتيجة لذلك هاجر ماركس إلى باريس سنة 1843.

أحدثت فلسفة هيجل (Hegel) ثورة فكرية في دول ألمانيا بعد موته (1832)، واعتبر ماركس في فترة حياته المبكرة من الهيجليين (أتباع هيجل). من ناحية ثانية، أولى ماركس اهتماماً خاصاً لدراسة النظريات الاقتصادية كنظرية آدم سميث (Adam Smith). وخلال قراءة ماركس لآثار هيجل الفلسفية كتب ملاحظات وتعليقات جمعت فيما بعد.

واصلت السلطات البروسية ملاحقة المعارضة الراديكالية في باريس بتعاون وبتنسيق مع فرنسا، وأدى ذلك إلى طرد الكثير من المهاجرين الألمان. وكان ماركس من بين المطرودين، فترك باريس وتوجه إلى بروكسل سنة 1845.

وخلال إقامته في بروكسل زار ماركس إنجلز. وكان لقيام "رابطة الشيوعيين" سنة 1847 على الصعيد العملي، وإصدار "البيان الشيوعي" سنة 1848 على الصعيد الفكري، أهمية خاصة في حياة ماركس.

كان اثر ثورة 1848 في بلدان أوروبا المختلفة على ماركس عميقاً. كذلك يمكن القول عن اثر موت كومونة باريس (1871) فيما بعد. فكل دارس للنظرية الثورية عند ماركس لا يستطيع إهمال مؤلفات ماركس حول هذين الحدثين كـ "الثامن عشر من برومير" (1851) و"الحرب الأهلية في فرنسا" (1871).

كرس ماركس حياته للدراسات الاقتصادية إلى جانب نشاطه السياسي. فقد أتم "نقد الاقتصاد السياسي" في 1857. وفيما بعد بدأ ماركس بالعمل على وضع الأسس العريضة لكتابه المشهور "رأس المال". وكانت الفكرة الأساسية دراسة الموضوع في ثلاثة مجلدات. وصدر المجلد الأول 1867. غير ان نشاطه السياسي ضمن اتصالاته المستمرة مع مختلف الأحزاب والتنظيمات الاشتراكية في مختلف بلدان أوروبا منعه من مواصلة مشروعه الفكري. وفي 1878 بدأ بكتابة المجلد الثاني، لكنه لم يتم. أما المجلد الثالث فبقي فكرة لم تتم.

أما كتابات ماركس السياسية بعد 1849 فهي كثيرة ومتعددة. ولا يمكننا هنا ذكرها، فهي تحتاج لصفحات عديدة. ويمكن القول انها عبرت عن مواقف ماركس من المؤتمرات وبرامج الأحزاب الاشتراكية في بلدان أوروبا. والقسم الآخر مراسلات شخصية، لا سيما مع صديق حياته إنجلز.




فريدريك إنجلز (1820-1895)


فريدريك إنجلز (Frederick Engels) مفكر وكاتب ألماني المولد. كان من الهيجليين الجدد (الجناح اليساري)، هاجر إلى بريطانيا، وتعرف هناك إلى أوضاع الطبقة العاملة التي أصبحت تشكل له موضوع اهتمام كبير، خاصة وانه كان منذ وجوده في ألمانيا يهتم بقضايا تبديل العلاقات الاجتماعية السائدة، واصبح من الاشتراكيين.

في عام 1844 التقى بماركس في باريس، وقامت بينهما علاقة متينة قائمة على الصداقة الشخصية، وعلى الاشتراك في الأفكار والتوجهات السياسية. وقاما بتأليف عدد من المؤلفات بشكل مشترك، كان اشهرها وأوسعها انتشارا "البيان الشيوعي" الذي صاغ إنجلز مسودته. كما كان بينها "الأيديولوجية الألمانية" و"العائلة المقدسة". وقد ألّف إنجلز بشكل منفرد كتبا منها: "لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية"، و"ضد دوهرنج"، و"أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة".

وعمل إنجلز مع ماركس من أجل تفعيل الرابطة الشيوعية، وتحويلها إلى حزب ثوري للبروليتاريا.