أرثر ميلر (17 أكتوبر 1915 - 10 فبراير 2005) كاتب وروائي ومسرحي أمريكي.
كان أحد رموز الأدب والسينما الأمريكية لمدة 61 عاما. يعتبر من عمالقة المسرح الأميركي المعاصر، وكان من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية منددا بكل أشكال القمع وكان من المنادين بفكرة مسرح في متناول الجمهور،
خرج ميلر من سنوات الكساد في الثلاثينات ليكتب مسرحيات تحاكي في قوتها التراجيديا الكلاسيكية اليونانية، تعتبر مسرحيته "وفاة بائع متجول" نموذجا كلاسيكيا لدراما القرن العشرين وتدرس تلك المسرحية في المدارس بمختلف أنحاء العالم وتتناول نقاط التصادم في طبيعة العلاقة بين ماهو اجتماعي وماهو فردي حاملا في طياتها نظرة ناقدة للحلم الأمريكي.
اشتهر ميلر بآراءه اليسارية وتم اتهامه بالشيوعية في الخمسينيات، تميزت كتاباته المسرحية بطروحات حادة في تناولها لإشكاليات الإنسان المعاصر وبشكل خاص الإنسان الأمريكي. كتب العديد من المسرحيات لعل من أهمها: المحنة، نظرة من الجسر، وكلهم أبنائي، والتي حصلت عام 1947 على جائزة توني لأفضل مسرحية. في عام 1949 منح جائزتي "بوليتزر" وجائزة نقاد الدراما عن عمله الأكثر شهرة موت بائع متجول وهي مسرحية ترجمت إلى أكثر من 20 لغة بعد شهور على ظهورها ولا زالت تدرس وتعرض حول العالم.
شملته حملة لجنة تحقيق النشاط المعادي لأمريكا وقاده صيته ككاتب تقدمي وناشط في مجال حرية الرأي والتعبير إلى المحكمة في عام 1956. قام بإدانة الأنظمة القمعية في كل مكان وفي نفس اللحظة كان يدين السياسة الخارجية للولايات المتحدة خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان. كانت حياة أرثر ميلر الخاصة على نفس القدر من الإثارة وخاصة زواجه الفاشل من مارلين مونرو، وقد لحقت الشائعات هذا الزواج من لحظاته الأولى فأشيع إن زواج ميلر من مانرو هو محاولة لتمويه مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يلاحق نشاطات ميلر اليسارية. خاطبته زوجته المشهورة مارلين مونرو في أحد الأيام وهما يتعشيان على ضوء الشموع في إحدى مطاعم هوليود: "بصراحة يا عزيزي دون أن تغضب! مسرحياتك أنا لست معجبةً بها".
سيرة ذاتية
ولد ميلر لعائلة يهودية متوسطة الحال في مدينة نيويورك. كان والده أيسدور ميللر بولوني هاجر إلى الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى وكان مصمم وصاحب محل أزياء نسائية والذي دمر في فترة الكساد العظيم عام 1929 مما كان سبباً في تأثر آرثر لتنقله من حالة ميسورة إلى الفقر. كان لانتقال العائلة المتوسطة الحال إلى عائلة فقيرة بسبب الكساد العظيم أثرا كبيرا بأن يواجه ميلر وهو في الرابعة عشرة من عمره العالم الواقعي وجعله يعي أزمة العالم اقتصادياً واجتماعياً، بسبب هذه الهزة الاقتصادية العنيفة اضطر ميلر لممارسة العديد من المهن البسيطة مثل عامل في كافتيريا وسائق شاحنة وعامل في مصنع إلى جانب دراسته في جامعة ميشيغان، غير انه سرعان ما تمكن من كسب معيشته من كتاباته فقام بالإلتحاق بحلقة للتدرب على كتابة المسرحية. بدأ ميلر بممارسة الكتابة الدرامية في سنة 1938، أي بعد تخرجه، وكان أول عمل له عُرض على مسرح في برودواي "الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ". كانت أعماله الأولى تحمل أثر التمزق والضياع اللذان أحس بهما أيام الكساد العظيم، وتأثر حينذاك بالأفكار الاشتراكية وأعجب بالمسرح الثوري وتتلمذ على أعمال المسرحي النروجي هنريك إبسن ورغب مثله في أن يبرز النظام الذي يقمع الإنسان. كانت والدته ربة منزل مهتمة بالأدب والتعليم. أخته جوان أصبحت ممثلة معروفة باسم جوان كوبلاند وظهرت في بعض مسرحياته. أمضى ميلر دراسته الابتدائية في هارلم من عام 1920 إلى 1928 وشاهد المسرح لأول مرة في 1923 على مسرح شوبرت. قضى دراسته الثانوية في مدرسة أبراهام لينكون الثانوية بالقرب من جزيرة كلوني في بروكلين بنيويورك وكان ميلر متفوقاً رياضياً ولكنه كان ضعيف دراسياً. تم رفض طلبه الالتحاق بجامعة ميشيغان، ولكن على الرغم من ذلك كان ميلر يضع 13 دولار من كل 15 دولار يكسبها في صندوق الكلية حتى تم قبول طلبه الالتحاق بجامعة ميتشغان سنة 1934.
في بداية إلتحاقة بجامعة ميتشغان اختار تخصص الصحافة ثم انتقل إلى الأدب الإنجليزي وانصب اهتمامه على الأدب اليوناني القديم وكتابات هنريك إبسن. خلال عطلة الربيع سنة 1936 كتب عمله الأول للإشتراك به في مسابقة ذات جائزة 250 دولار. وفاز عنه بجائزة آفرى وود. وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1938. في 5 أغسطس 1940 تزوج زميلته ماري جريس سلاتري بعد قصة حب وأنجبا جان وروبرت، الذي أصبح مخرجا وكاتب ومنتج سينمائي، وهو من أنتج فيلم المحنة سنة 1996 وقام ببطولته دانيال داى لويس، أي صهر ملير.
تم إعفاء ملير من الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية لإصابة رياضية قديمة. في عام 1956 طلّق ماري سلاتري، وفي 29 يونيو من نفس العام تزوج مارلين مونرو والتي قابلها منذ ثماني سنوات عبر إليا كازان، وحينها تحولت مارلين إلى اليهودية. في 24 يناير 1961 حصلت مارلين مونرو على الطلاق من ميلر. وفي 17 فبراير 1962 تزوج ميلر من المصورة الفوتوغرافية إينج موراث والتي إلتقى بها عندما حضرت مع عدد من المصورين من وكالة ماجنوم لتصوير إنشاء فيلم "سيئو الحظ" عام 1961، وأنجبا طفلين هما دانيال وريبيكا، واستمر زواجهما 40 عاما حتى وفاتها في 30 يناير 2002.
أصبحت ريبيكا ميلر ممثلة وكاتبه ومخرجة وتزوجت من دانيال داي لويس والتي قابلته أثناء تصوير فيلم عن رواية والدها، "المحنة" عام 1996. أعلن ميلر خطوبته للرسامة آجنس بارلي في عام 2004 ولكنهما لم يتزوجا، إلا أنهما عاشا معاً منذ 2002. توفي أرثر ميللر عن عمر 89 عاماً بسكتة قلبية بعد معاناة مع مرض السرطان وأمراض القلب والرئتين مساء 10 فبراير 2005 في الذكرى السادسة والخمسين للعرض الأول لمسرحية "موت بائع متجول" في برودواي. كان ميلر محاطاً بعائلته عندما مات في منزله في روكسبوري، كونيتيكت، بعد أربع شهور من موت أخيه الأكبر كريمت ميلر وبعد ثلاث سنوات من موت زوجته إينج موراث. وقد كتب ميلر سيرته الذاتية في كتاب أسماه "منعطفات زمنية".
كان أحد رموز الأدب والسينما الأمريكية لمدة 61 عاما. يعتبر من عمالقة المسرح الأميركي المعاصر، وكان من كبار المدافعين عن الحرية الفكرية منددا بكل أشكال القمع وكان من المنادين بفكرة مسرح في متناول الجمهور،
خرج ميلر من سنوات الكساد في الثلاثينات ليكتب مسرحيات تحاكي في قوتها التراجيديا الكلاسيكية اليونانية، تعتبر مسرحيته "وفاة بائع متجول" نموذجا كلاسيكيا لدراما القرن العشرين وتدرس تلك المسرحية في المدارس بمختلف أنحاء العالم وتتناول نقاط التصادم في طبيعة العلاقة بين ماهو اجتماعي وماهو فردي حاملا في طياتها نظرة ناقدة للحلم الأمريكي.
اشتهر ميلر بآراءه اليسارية وتم اتهامه بالشيوعية في الخمسينيات، تميزت كتاباته المسرحية بطروحات حادة في تناولها لإشكاليات الإنسان المعاصر وبشكل خاص الإنسان الأمريكي. كتب العديد من المسرحيات لعل من أهمها: المحنة، نظرة من الجسر، وكلهم أبنائي، والتي حصلت عام 1947 على جائزة توني لأفضل مسرحية. في عام 1949 منح جائزتي "بوليتزر" وجائزة نقاد الدراما عن عمله الأكثر شهرة موت بائع متجول وهي مسرحية ترجمت إلى أكثر من 20 لغة بعد شهور على ظهورها ولا زالت تدرس وتعرض حول العالم.
شملته حملة لجنة تحقيق النشاط المعادي لأمريكا وقاده صيته ككاتب تقدمي وناشط في مجال حرية الرأي والتعبير إلى المحكمة في عام 1956. قام بإدانة الأنظمة القمعية في كل مكان وفي نفس اللحظة كان يدين السياسة الخارجية للولايات المتحدة خاصة في ما يتعلق بحقوق الإنسان. كانت حياة أرثر ميلر الخاصة على نفس القدر من الإثارة وخاصة زواجه الفاشل من مارلين مونرو، وقد لحقت الشائعات هذا الزواج من لحظاته الأولى فأشيع إن زواج ميلر من مانرو هو محاولة لتمويه مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي كان يلاحق نشاطات ميلر اليسارية. خاطبته زوجته المشهورة مارلين مونرو في أحد الأيام وهما يتعشيان على ضوء الشموع في إحدى مطاعم هوليود: "بصراحة يا عزيزي دون أن تغضب! مسرحياتك أنا لست معجبةً بها".
سيرة ذاتية
ولد ميلر لعائلة يهودية متوسطة الحال في مدينة نيويورك. كان والده أيسدور ميللر بولوني هاجر إلى الولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى وكان مصمم وصاحب محل أزياء نسائية والذي دمر في فترة الكساد العظيم عام 1929 مما كان سبباً في تأثر آرثر لتنقله من حالة ميسورة إلى الفقر. كان لانتقال العائلة المتوسطة الحال إلى عائلة فقيرة بسبب الكساد العظيم أثرا كبيرا بأن يواجه ميلر وهو في الرابعة عشرة من عمره العالم الواقعي وجعله يعي أزمة العالم اقتصادياً واجتماعياً، بسبب هذه الهزة الاقتصادية العنيفة اضطر ميلر لممارسة العديد من المهن البسيطة مثل عامل في كافتيريا وسائق شاحنة وعامل في مصنع إلى جانب دراسته في جامعة ميشيغان، غير انه سرعان ما تمكن من كسب معيشته من كتاباته فقام بالإلتحاق بحلقة للتدرب على كتابة المسرحية. بدأ ميلر بممارسة الكتابة الدرامية في سنة 1938، أي بعد تخرجه، وكان أول عمل له عُرض على مسرح في برودواي "الرجل الذي كان ينعم بكل الحظ". كانت أعماله الأولى تحمل أثر التمزق والضياع اللذان أحس بهما أيام الكساد العظيم، وتأثر حينذاك بالأفكار الاشتراكية وأعجب بالمسرح الثوري وتتلمذ على أعمال المسرحي النروجي هنريك إبسن ورغب مثله في أن يبرز النظام الذي يقمع الإنسان. كانت والدته ربة منزل مهتمة بالأدب والتعليم. أخته جوان أصبحت ممثلة معروفة باسم جوان كوبلاند وظهرت في بعض مسرحياته. أمضى ميلر دراسته الابتدائية في هارلم من عام 1920 إلى 1928 وشاهد المسرح لأول مرة في 1923 على مسرح شوبرت. قضى دراسته الثانوية في مدرسة أبراهام لينكون الثانوية بالقرب من جزيرة كلوني في بروكلين بنيويورك وكان ميلر متفوقاً رياضياً ولكنه كان ضعيف دراسياً. تم رفض طلبه الالتحاق بجامعة ميشيغان، ولكن على الرغم من ذلك كان ميلر يضع 13 دولار من كل 15 دولار يكسبها في صندوق الكلية حتى تم قبول طلبه الالتحاق بجامعة ميتشغان سنة 1934.
في بداية إلتحاقة بجامعة ميتشغان اختار تخصص الصحافة ثم انتقل إلى الأدب الإنجليزي وانصب اهتمامه على الأدب اليوناني القديم وكتابات هنريك إبسن. خلال عطلة الربيع سنة 1936 كتب عمله الأول للإشتراك به في مسابقة ذات جائزة 250 دولار. وفاز عنه بجائزة آفرى وود. وحصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1938. في 5 أغسطس 1940 تزوج زميلته ماري جريس سلاتري بعد قصة حب وأنجبا جان وروبرت، الذي أصبح مخرجا وكاتب ومنتج سينمائي، وهو من أنتج فيلم المحنة سنة 1996 وقام ببطولته دانيال داى لويس، أي صهر ملير.
تم إعفاء ملير من الخدمة العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية لإصابة رياضية قديمة. في عام 1956 طلّق ماري سلاتري، وفي 29 يونيو من نفس العام تزوج مارلين مونرو والتي قابلها منذ ثماني سنوات عبر إليا كازان، وحينها تحولت مارلين إلى اليهودية. في 24 يناير 1961 حصلت مارلين مونرو على الطلاق من ميلر. وفي 17 فبراير 1962 تزوج ميلر من المصورة الفوتوغرافية إينج موراث والتي إلتقى بها عندما حضرت مع عدد من المصورين من وكالة ماجنوم لتصوير إنشاء فيلم "سيئو الحظ" عام 1961، وأنجبا طفلين هما دانيال وريبيكا، واستمر زواجهما 40 عاما حتى وفاتها في 30 يناير 2002.
أصبحت ريبيكا ميلر ممثلة وكاتبه ومخرجة وتزوجت من دانيال داي لويس والتي قابلته أثناء تصوير فيلم عن رواية والدها، "المحنة" عام 1996. أعلن ميلر خطوبته للرسامة آجنس بارلي في عام 2004 ولكنهما لم يتزوجا، إلا أنهما عاشا معاً منذ 2002. توفي أرثر ميللر عن عمر 89 عاماً بسكتة قلبية بعد معاناة مع مرض السرطان وأمراض القلب والرئتين مساء 10 فبراير 2005 في الذكرى السادسة والخمسين للعرض الأول لمسرحية "موت بائع متجول" في برودواي. كان ميلر محاطاً بعائلته عندما مات في منزله في روكسبوري، كونيتيكت، بعد أربع شهور من موت أخيه الأكبر كريمت ميلر وبعد ثلاث سنوات من موت زوجته إينج موراث. وقد كتب ميلر سيرته الذاتية في كتاب أسماه "منعطفات زمنية".