كشف مصدر مقرّب من الرئاسة اليمنية أن السعودية تسعى الى فتح قناة تواصل للمصالحة الوطنية بين الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبين خصومه الذين اطاحوا به وفي مقدمتهم حزب التجمع اليمني للاصلاح واللواء علي محسن الأحمر، في محاولة منها لاستعادة لحمة القوى المؤثرة في البلاد في مواجهة التمدد الحوثي المسلح الذي أصبح يشكل تهديدا للبلدين اليمن والسعودية.
وقال لـ«القدس العربي» «ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أرسل قبل أيام مستشاره الخاص الى العاصمة اليمنية صنعاء، لابلاغ صالح وخصومه رغبة الرياض في رعاية مبادرة سعودية للمصالحة الوطنية بين القوى اليمنية ورأب الصدع بينها، التقى خلال زيارته لصنعاء علي عبدالله صالح والرئيس عبدربه منصور هادي واللواء علي محسن».
وأوضح أن المبعوث السعودي أوصل رسالة سعودية لهذه الأطراف المتصارعة منذ أحداث ثورة 2011 التي أطاحت بنظام صالح، طالبتهم بضرورة «فتح صفحة جديدة من العلاقة السياسية بين هذه الأطراف، عبر مصالحة وطنية، يمكن مناقشة تفاصيلها لاحقا، إذا قبلت بهذا العرض من حيث المبدأ».
وأكد أن «صالح وافق من حيث المبدأ على التصالح وإعادة علاقاته مع اللواء علي محسن فقط، غير أنه رفض المصالحة مع حزب الاصلاح، الذي يعتبره السبب الرئيسي في الاطاحة بنظامه عبر ثورة 2011، حيث لعب حزب الاصلاح الدور الأكثر تأثيرا في تأجيجها واستمراريتها».
وذكر أن «اللواء علي محسن من جانبه وافق أيضا من حيث المبدأ على المصالحة الوطنية مع صالح، ولكنه اشترط أن تشمل المصالحة حزب الاصلاح أيضا، ولذا رفض عرض صالح باجراء المصالحة معه فقط بمعزل عن حزب الاصلاح».
ولم يذكر المصدر فيما اذا كان المبعوث السعودي التقى أيا من قيادات حزب الاصلاح في هذه المساعي السعودية للتقريب بين هذه الأطراف لأول مرةـ منذ اندلاع ثورة 2011 والتي جاءت على خلفية النشاط العسكري الكبير لجماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن، والتي أسقطت مؤخرا محافظة عمران بقوة السلاح، واستولت على أكبر معسكر فيها وهو اللواء 310 بعد أن قتلت قائد اللواء حميد القشيبي والعديد من كبار الضباط في اللواء.
مشيرا الى أنه في الوقت الذي تجاهل فيه المبعوث السعودي الحديث عن المصالحة الوطنية بين علي صالح وأبناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشائخ قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، لم يتطرق ايضا الى الحديث عن الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري، للاعتقاد بضعف تأثيرهما السياسي وأيضا للاشتباه في دخول هذين الحزبين في تحالف غير معلن مع جماعة الحوثي، إثر مخاوفهما من قوتها العسكرية التي بدأت بالهيمنة على مكامن القوة في البلاد.
وظهرت مواقف حزبي الاشتراكي والناصري وكأنها مؤيدة لمعارك جماعة الحوثي في عمران ولما حققته من اسقاط لمدينة عمران ولمعسكر الجيش فيها من خلال انتقادهما العلني لشريكهما السياسي الرئيس منذ أكثر من 15 عاما في تكتل احزاب اللقاء المشترك، وهو حزب الاصلاح وتجاهلما تماما لكل الفضاعات العسكرية التي ارتكبتها جماعة الحوثي في محافظة عمران وغيرها من المناطق بقوة السلاح.
وكانت صحيفة (الميثاق) لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح كشفت مطلع الأسبوع ان مبعوثا خاصا من العاهل السعودي زار صنعاء والتقى خلال زيارته كل من الرئيس هادي والرئيس السابق علي صالح، ولم تعط تفاصيل أكثر، ولكن مضمون الزيارة فهمت لإجراء مصالحة وطنية في البلاد.
ويرى محللون سياسيون أن الخطوة السعودية تجاه المصالحة الوطنية في اليمن، جاءت إثر شعورها بالخطر المحدق عليها، مع توسع التمدد الحوثي المسلح الذي أصبح يدق أبواب الحدود السعودية، حيث يتخذ الحوثيون من محافظة صعده الحدودية مع السعودية عاصمة لنظام حكمهم، وبدؤوا قبل عدة أيام إشعال الحرب في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، والتي يسعون فيها الى تكرار سيناريو محافظة عمران، مستغلين عدم وجود معسكرات كبيرة لقوات الجيش في الجوف، وامتلاك الحوثيين للكثير من العتاد العسكري والأسلحة الثقيلة التي استحوذوا عليها من اللواء 310 في عمران، ونقلوا بعضا منه الى محافظة الجوف والمناطق المحيطة بها وبالعاصمة صنعاء.
وقالوا لـ»القدس العربي» «ان القلق السعودي من اقتراب شرارة الحوثيين نحو الحدود السعودية وتقديرها لخطورة الوضع السياسي في اليمن، دفعها للتعجيل بتقديم هذه المبادرة للمصالحة الوطنية في اليمن، لخلق جبهة قوية متماسكة في وجه جماعة الحوثي المدعومة ماديا ولوجستيا وتقنيا من ايران ومن الجماعات الشيعية في لبنان والخليج العربي، بحكم التعاطف الطائفي معها، حيث تصنف جماعة الحوثي في اليمن بانها جماعة شيعية في حين أغلبية سكانه من السنة.
وأضحوا أن الهدف الثاني من الخطوة السعودية ايضا تحقيق اعادة صناعة النظام السابق، لإظهار فشل الثورة الشعبية في اليمن، عبر تصوير جماعة الحوثي بأنها الخطر المسلح القادم الذي سيلتهم الجميع، للدفع بقوى الثورة نحو المصالحة مع علي صالح، رغم اتهامات للسعودية بتقديم دعم خفي للحوثيين خلال الفترة الماضية لضرب صعود التيار الاسلامي نحو السلطة، ممثلا بحزب الاصلاح المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين.
وفي كل الأحوال تثبت الرياض أمام المجتمع الدولي أنها لازالت المتحكم الرئيس بالملف اليمني، والتي تعتبر اليمن الحديقة الخلفية للسعودية، والتي كانت اللاعب الرئيسي فيه منذ الثورة اليمنية الأم مطلع الستينيات، وأدارت الرياض اللعبة السياسية في اليمن في كل المحطات والمنعطفات الهامة فيه، ابتداء بتشكيل جبهات قبلية مسلحة ضد الأنظمة التي حكمته، مرورا بدعم بعض الشخصيات من أجل الوصول الى السلطة، وانتهاء بالمبادرة الخليجية التي تبنتها نهاية 2011 لامتصاص زخم الثورة الشعبية والتي كانت الأرضية للتسوية السياسية في اليمن، التي بموجبها تم نقل السلطة من حليف الرياض التاريخي علي صالح الى حليفها الجديد عبده ربه منصور هادي.
وقال لـ«القدس العربي» «ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أرسل قبل أيام مستشاره الخاص الى العاصمة اليمنية صنعاء، لابلاغ صالح وخصومه رغبة الرياض في رعاية مبادرة سعودية للمصالحة الوطنية بين القوى اليمنية ورأب الصدع بينها، التقى خلال زيارته لصنعاء علي عبدالله صالح والرئيس عبدربه منصور هادي واللواء علي محسن».
وأوضح أن المبعوث السعودي أوصل رسالة سعودية لهذه الأطراف المتصارعة منذ أحداث ثورة 2011 التي أطاحت بنظام صالح، طالبتهم بضرورة «فتح صفحة جديدة من العلاقة السياسية بين هذه الأطراف، عبر مصالحة وطنية، يمكن مناقشة تفاصيلها لاحقا، إذا قبلت بهذا العرض من حيث المبدأ».
وأكد أن «صالح وافق من حيث المبدأ على التصالح وإعادة علاقاته مع اللواء علي محسن فقط، غير أنه رفض المصالحة مع حزب الاصلاح، الذي يعتبره السبب الرئيسي في الاطاحة بنظامه عبر ثورة 2011، حيث لعب حزب الاصلاح الدور الأكثر تأثيرا في تأجيجها واستمراريتها».
وذكر أن «اللواء علي محسن من جانبه وافق أيضا من حيث المبدأ على المصالحة الوطنية مع صالح، ولكنه اشترط أن تشمل المصالحة حزب الاصلاح أيضا، ولذا رفض عرض صالح باجراء المصالحة معه فقط بمعزل عن حزب الاصلاح».
ولم يذكر المصدر فيما اذا كان المبعوث السعودي التقى أيا من قيادات حزب الاصلاح في هذه المساعي السعودية للتقريب بين هذه الأطراف لأول مرةـ منذ اندلاع ثورة 2011 والتي جاءت على خلفية النشاط العسكري الكبير لجماعة الحوثي المتمردة في شمال اليمن، والتي أسقطت مؤخرا محافظة عمران بقوة السلاح، واستولت على أكبر معسكر فيها وهو اللواء 310 بعد أن قتلت قائد اللواء حميد القشيبي والعديد من كبار الضباط في اللواء.
مشيرا الى أنه في الوقت الذي تجاهل فيه المبعوث السعودي الحديث عن المصالحة الوطنية بين علي صالح وأبناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، شيخ مشائخ قبيلة حاشد، كبرى القبائل اليمنية، لم يتطرق ايضا الى الحديث عن الحزب الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري، للاعتقاد بضعف تأثيرهما السياسي وأيضا للاشتباه في دخول هذين الحزبين في تحالف غير معلن مع جماعة الحوثي، إثر مخاوفهما من قوتها العسكرية التي بدأت بالهيمنة على مكامن القوة في البلاد.
وظهرت مواقف حزبي الاشتراكي والناصري وكأنها مؤيدة لمعارك جماعة الحوثي في عمران ولما حققته من اسقاط لمدينة عمران ولمعسكر الجيش فيها من خلال انتقادهما العلني لشريكهما السياسي الرئيس منذ أكثر من 15 عاما في تكتل احزاب اللقاء المشترك، وهو حزب الاصلاح وتجاهلما تماما لكل الفضاعات العسكرية التي ارتكبتها جماعة الحوثي في محافظة عمران وغيرها من المناطق بقوة السلاح.
وكانت صحيفة (الميثاق) لسان حال حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه صالح كشفت مطلع الأسبوع ان مبعوثا خاصا من العاهل السعودي زار صنعاء والتقى خلال زيارته كل من الرئيس هادي والرئيس السابق علي صالح، ولم تعط تفاصيل أكثر، ولكن مضمون الزيارة فهمت لإجراء مصالحة وطنية في البلاد.
ويرى محللون سياسيون أن الخطوة السعودية تجاه المصالحة الوطنية في اليمن، جاءت إثر شعورها بالخطر المحدق عليها، مع توسع التمدد الحوثي المسلح الذي أصبح يدق أبواب الحدود السعودية، حيث يتخذ الحوثيون من محافظة صعده الحدودية مع السعودية عاصمة لنظام حكمهم، وبدؤوا قبل عدة أيام إشعال الحرب في محافظة الجوف الحدودية مع السعودية، والتي يسعون فيها الى تكرار سيناريو محافظة عمران، مستغلين عدم وجود معسكرات كبيرة لقوات الجيش في الجوف، وامتلاك الحوثيين للكثير من العتاد العسكري والأسلحة الثقيلة التي استحوذوا عليها من اللواء 310 في عمران، ونقلوا بعضا منه الى محافظة الجوف والمناطق المحيطة بها وبالعاصمة صنعاء.
وقالوا لـ»القدس العربي» «ان القلق السعودي من اقتراب شرارة الحوثيين نحو الحدود السعودية وتقديرها لخطورة الوضع السياسي في اليمن، دفعها للتعجيل بتقديم هذه المبادرة للمصالحة الوطنية في اليمن، لخلق جبهة قوية متماسكة في وجه جماعة الحوثي المدعومة ماديا ولوجستيا وتقنيا من ايران ومن الجماعات الشيعية في لبنان والخليج العربي، بحكم التعاطف الطائفي معها، حيث تصنف جماعة الحوثي في اليمن بانها جماعة شيعية في حين أغلبية سكانه من السنة.
وأضحوا أن الهدف الثاني من الخطوة السعودية ايضا تحقيق اعادة صناعة النظام السابق، لإظهار فشل الثورة الشعبية في اليمن، عبر تصوير جماعة الحوثي بأنها الخطر المسلح القادم الذي سيلتهم الجميع، للدفع بقوى الثورة نحو المصالحة مع علي صالح، رغم اتهامات للسعودية بتقديم دعم خفي للحوثيين خلال الفترة الماضية لضرب صعود التيار الاسلامي نحو السلطة، ممثلا بحزب الاصلاح المحسوب على جماعة الاخوان المسلمين.
وفي كل الأحوال تثبت الرياض أمام المجتمع الدولي أنها لازالت المتحكم الرئيس بالملف اليمني، والتي تعتبر اليمن الحديقة الخلفية للسعودية، والتي كانت اللاعب الرئيسي فيه منذ الثورة اليمنية الأم مطلع الستينيات، وأدارت الرياض اللعبة السياسية في اليمن في كل المحطات والمنعطفات الهامة فيه، ابتداء بتشكيل جبهات قبلية مسلحة ضد الأنظمة التي حكمته، مرورا بدعم بعض الشخصيات من أجل الوصول الى السلطة، وانتهاء بالمبادرة الخليجية التي تبنتها نهاية 2011 لامتصاص زخم الثورة الشعبية والتي كانت الأرضية للتسوية السياسية في اليمن، التي بموجبها تم نقل السلطة من حليف الرياض التاريخي علي صالح الى حليفها الجديد عبده ربه منصور هادي.