مناهج التعليم في ظل العولمة
إعداد مشرفة اللغة الإنجليزية بمحافظة الجموم
كوثر جميل فادن
المقدمة :
ظهرت في مجتمعاتنا مشكلات كثيرة متنوعة ؛ نتيجة للتطورات السريعة وتدفق المعارف الإنسانية والعلمية وتعقد الحضارة وتشابكها ، أدى إلى عدم وجود توازن سليم بين التكنولوجيا الحديثة وبين الحياة الاجتماعية ، فاصبح الفرد غير قادر على التكيف أمام هذا الكم الهائل من وسائل التقنية ,التطورات السريعة .
إن اثر وسائل الإعلام الأجنبية المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ وتصفح أبناءنا للشبكة المعلوماتية دون نقد وتمحيص في ظل مخرجاتها المبهرة نتج عنه سلوكيات غريبة على مجتمعنا ، فقد تدنى مستوى العلاقة بين المعلم والمتعلم والتي وصلت إلى حد الإيذاء الجسدي .
كما أن مشكلات الطلاب في تزايد كإثارة الشغب و العدوان و الكذب و التأخر الدراسي و التسرب و الفراغ و المخدرات و السرقة والاعتداءات والجرائم المختلفة.
و ظهرت عادات وتقاليد وثقافات وممارسات سلوكية خطيرة في مجتمعنا مخالفة لديننا الإسلامي كطقوس الأفراح وصرعات الموضة والأعياد المستحدثة ( عيد الحب – عيد العمال – عيد الميلاد –... )
إن إصلاح ذلك يكمن في إيلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً وكيفاً؛ بإعادة النظر في مناهجنا والتدقيق في محتواها وفي الطرائق وأساليب التقويم والوسائل وتحديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة ، وغرس مبدأ التعلم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية ، و الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية ، والتمسك بالتراث الثقافي القائم على الكتاب والسنة .
وفي رؤية مستقبلية متفائلة لنوعية المتعلم المراد إعداده لمواجهة العولمة والتفاعل بنجاح مع المتغيرات السريعة والاتجاهات التربوية العالمية المعنية بتطور أنماط التفكير ، والسلوك العلمي ، والاستفادة من المعرفة الإنسانية ،، والأخذ بيد المعلم بتدريبه والرفع من شأنه للنهوض بالعملية التعليمية ، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية أفراده وسماته الثقافية .
أهداف الورقة :
§ إيجاد مخرجات تعلم أفضل في المستويات المعرفية والمهارية والسلوكية للمتعلمين.
§ أن يصبح المتعلم عضواً إيجابياً ومشاركاً في الموقف التعليمي.
§ تنمية مهارات التفكير المنظم لدى المتعلمين والتحليل والنقد والربط بين النتائج والأسباب.
§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة والمختلفة.
§ تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الحرف المهنية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه والمساهمة في
تنمية القوى البشرية.
§ تكوين العقلية الناقدة عند المتعلم ليستطيع مقابلة المواجهة الحضارية والانفتاح الإعلامي العالمي.
§ عصرنه التعلم بما يوافق الزمان والمكان مع المحافظة على التراث القائم على الكتاب والسنة.
§ تنمية شخصيات المتعلمين وصقل مواهبهم من خلال النشاط المدرسي.
§ إعادة النظر في أساليب التقويم بما يساعد على رفع كفاية العملية التعليمية.
§ توجيه المعلمين للإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.
§ تفعيل الحوار بين المعلم والمتعلم.
§ ربط المناهج ببيئة المتعلم ومجتمعه لمساعدته على التكيف السليم.
§ توجيه المتعلم للاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في البيئة.
§ التفاعل الإيجابي للمتعلم مع المتغيرات السريعة والاتجاهات العالمية.
§ تزويد المتعلم بمستحدثات المعارف العلمية والإنسانية.
§ تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلم ليكون قادراً على مواجهة المشكلات الراهنة والمستقبلية بإيجاد الحلول البدائل.
أهمية الورقة :
تقوم قنوات التعليم الرسمي ببناء الأجيال من خلال إكسابهم القيم والاتجاهات السائدة في المجتمع ؛ والعملية التعليمية هي الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وتشكيل سماته وثقافته وتأهيل العناصر البشرية القادرة على النهوض بالمجتمع.
وفي ظل تتطور وسائل الاتصال وعولمة الثقافة ، والاكتشافات العلمية والتكنولوجية وتطور أساليب الإنتاج ، والتغيير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وظهور معايير جديدة تحل محل القيم والمبادئ والمعايير القديمة؛ اصبح حتماً علينا تطوير المناهج التربوية .
إن نهضة المجتمع محكومة بنوعية المناهج التي تشكل أبناءها وتعدهم للمستقبل الذي يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة من خلال مساعدة المتعلمين على تحقيق التالي :
§ تنمية وتعزيز مفهوم الرقابة الذاتية لدى المتعلمين؛ وغرس مفاهيم الدين والقيم الأساسية في صدورهم.
§ تطوير المهارات الأساسية التي تخدم الحاجات الأساسية للمتعلم وتكسبه مهارات التعلم الذاتي ودافعية التعلم المستمر .
§ تعديل سلوكيات المتعلمين نحو الأفضل.
§ إحداث التكيف السريع بين المتعلم والبيئة من خلال تزويد المتعلم بالمعرفة الوظيفية وأساليب التفكير النقدي .
§ تحصين الفرد ضد ما يستقبله من الوسائل الإعلامية والثقافية للمجتمعات الأخرى عن طريق تنمية وعي المتعلمين وتزويدهم بالمهارات والقيم التي تمكنه من الاختيار والتمحيص بحيث يحافظ على الهوية الحضارية والقومية وحفظها من الذوبان .
§ مساعدة المتعلم على استخدام المعلومات المتدفقة الاستخدام الأمثل الذي يحقق الخير له ولمجتمعه.
التحديات الثقافية في ظل العولمة :
تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى ( العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمنا ومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ، والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105) " إن على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحماية أجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ، وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."
ويدعو عشقي (1420هـ : 85) إلى إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمة العربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوار مع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: 8) " وإن تطوير التربية والتعليم لرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة. "
يقول د. يماني (1419هـ: 35) "إن القرن القادم قرن يتميز بأهمية المعلومات فيه ومن يملك المعلومة يملك عنصراً قوياً من عناصر القوة، ومن واجبنا أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ، ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "
ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 ) " مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي، ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."
وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدم من يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.
ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) " أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة، وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد."
من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لها والمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل ضمن الإمكانيات التطويرية في التربية والتعليم يشمل عناصره : الأهداف والمعارف وأنشطة التعلم والتقييم، والتطور في المحتوى يلزمه تطور في الطريقة وتحسين استراتيجيات التعليم والتقويم في المدارس ويستلزم ذلك تطوير مهارات المعلمين أولاً من خلال التنمية العلمية التربوية والتقنية للمعلومات وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم، مرتكزين على أسس ومبادئ التربية الإسلامية.
ويستوجب للتنمية والتربية أولا خلفية فلسفية وسياسية عامة، تتوافق والتصور الإسلامي مع اعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية ، أن تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبي حاجة الإنسان العربي إلى النمو الشخصي والاجتماعي ، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون إضرار بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية .
إعداد مشرفة اللغة الإنجليزية بمحافظة الجموم
كوثر جميل فادن
المقدمة :
ظهرت في مجتمعاتنا مشكلات كثيرة متنوعة ؛ نتيجة للتطورات السريعة وتدفق المعارف الإنسانية والعلمية وتعقد الحضارة وتشابكها ، أدى إلى عدم وجود توازن سليم بين التكنولوجيا الحديثة وبين الحياة الاجتماعية ، فاصبح الفرد غير قادر على التكيف أمام هذا الكم الهائل من وسائل التقنية ,التطورات السريعة .
إن اثر وسائل الإعلام الأجنبية المرئية والمسموعة والمقروءة ؛ وتصفح أبناءنا للشبكة المعلوماتية دون نقد وتمحيص في ظل مخرجاتها المبهرة نتج عنه سلوكيات غريبة على مجتمعنا ، فقد تدنى مستوى العلاقة بين المعلم والمتعلم والتي وصلت إلى حد الإيذاء الجسدي .
كما أن مشكلات الطلاب في تزايد كإثارة الشغب و العدوان و الكذب و التأخر الدراسي و التسرب و الفراغ و المخدرات و السرقة والاعتداءات والجرائم المختلفة.
و ظهرت عادات وتقاليد وثقافات وممارسات سلوكية خطيرة في مجتمعنا مخالفة لديننا الإسلامي كطقوس الأفراح وصرعات الموضة والأعياد المستحدثة ( عيد الحب – عيد العمال – عيد الميلاد –... )
إن إصلاح ذلك يكمن في إيلاء التربية والتعليم مزيداً من العناية كماً وكيفاً؛ بإعادة النظر في مناهجنا والتدقيق في محتواها وفي الطرائق وأساليب التقويم والوسائل وتحديدها وجعلها مواكبة لعصر العولمة ، وغرس مبدأ التعلم الذاتي في نفس المتعلم والتفكير الناقد لسلوكيات حياته اليومية ، و الاهتمام بالبحث العلمي على مختلف المستويات والحقول المعرفية ، والتمسك بالتراث الثقافي القائم على الكتاب والسنة .
وفي رؤية مستقبلية متفائلة لنوعية المتعلم المراد إعداده لمواجهة العولمة والتفاعل بنجاح مع المتغيرات السريعة والاتجاهات التربوية العالمية المعنية بتطور أنماط التفكير ، والسلوك العلمي ، والاستفادة من المعرفة الإنسانية ،، والأخذ بيد المعلم بتدريبه والرفع من شأنه للنهوض بالعملية التعليمية ، فالتعليم هو الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وهوية أفراده وسماته الثقافية .
أهداف الورقة :
§ إيجاد مخرجات تعلم أفضل في المستويات المعرفية والمهارية والسلوكية للمتعلمين.
§ أن يصبح المتعلم عضواً إيجابياً ومشاركاً في الموقف التعليمي.
§ تنمية مهارات التفكير المنظم لدى المتعلمين والتحليل والنقد والربط بين النتائج والأسباب.
§ تنمية مهارات التعلم الذاتي باستخدام مصادر التعلم وتقنيات المعلومات الحديثة والمختلفة.
§ تنمية الاتجاه الإيجابي نحو الحرف المهنية لسد حاجة الفرد واعتماده على نفسه والمساهمة في
تنمية القوى البشرية.
§ تكوين العقلية الناقدة عند المتعلم ليستطيع مقابلة المواجهة الحضارية والانفتاح الإعلامي العالمي.
§ عصرنه التعلم بما يوافق الزمان والمكان مع المحافظة على التراث القائم على الكتاب والسنة.
§ تنمية شخصيات المتعلمين وصقل مواهبهم من خلال النشاط المدرسي.
§ إعادة النظر في أساليب التقويم بما يساعد على رفع كفاية العملية التعليمية.
§ توجيه المعلمين للإبداع والابتكار في تطبيق المنهج.
§ تفعيل الحوار بين المعلم والمتعلم.
§ ربط المناهج ببيئة المتعلم ومجتمعه لمساعدته على التكيف السليم.
§ توجيه المتعلم للاستفادة من مصادر التعلم المتوفرة في البيئة.
§ التفاعل الإيجابي للمتعلم مع المتغيرات السريعة والاتجاهات العالمية.
§ تزويد المتعلم بمستحدثات المعارف العلمية والإنسانية.
§ تنمية التفكير الإبداعي لدى المتعلم ليكون قادراً على مواجهة المشكلات الراهنة والمستقبلية بإيجاد الحلول البدائل.
أهمية الورقة :
تقوم قنوات التعليم الرسمي ببناء الأجيال من خلال إكسابهم القيم والاتجاهات السائدة في المجتمع ؛ والعملية التعليمية هي الوسيلة الفعالة لتغيير هيكل المجتمع وتشكيل سماته وثقافته وتأهيل العناصر البشرية القادرة على النهوض بالمجتمع.
وفي ظل تتطور وسائل الاتصال وعولمة الثقافة ، والاكتشافات العلمية والتكنولوجية وتطور أساليب الإنتاج ، والتغيير الاجتماعي والعلاقات الاجتماعية، وظهور معايير جديدة تحل محل القيم والمبادئ والمعايير القديمة؛ اصبح حتماً علينا تطوير المناهج التربوية .
إن نهضة المجتمع محكومة بنوعية المناهج التي تشكل أبناءها وتعدهم للمستقبل الذي يعتمد على المعرفة العلمية المتقدمة من خلال مساعدة المتعلمين على تحقيق التالي :
§ تنمية وتعزيز مفهوم الرقابة الذاتية لدى المتعلمين؛ وغرس مفاهيم الدين والقيم الأساسية في صدورهم.
§ تطوير المهارات الأساسية التي تخدم الحاجات الأساسية للمتعلم وتكسبه مهارات التعلم الذاتي ودافعية التعلم المستمر .
§ تعديل سلوكيات المتعلمين نحو الأفضل.
§ إحداث التكيف السريع بين المتعلم والبيئة من خلال تزويد المتعلم بالمعرفة الوظيفية وأساليب التفكير النقدي .
§ تحصين الفرد ضد ما يستقبله من الوسائل الإعلامية والثقافية للمجتمعات الأخرى عن طريق تنمية وعي المتعلمين وتزويدهم بالمهارات والقيم التي تمكنه من الاختيار والتمحيص بحيث يحافظ على الهوية الحضارية والقومية وحفظها من الذوبان .
§ مساعدة المتعلم على استخدام المعلومات المتدفقة الاستخدام الأمثل الذي يحقق الخير له ولمجتمعه.
التحديات الثقافية في ظل العولمة :
تشهد البشرية اليوم ظاهرة عالمية غربية تسمى ( العولمة ) تسعى لتوحد فكري ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي؛ تحمل تحدياً قوياًً لهوية الإنسان العربي المسلم خاصة بما يستهدف الدين والقيم المثل والفضائل من خلال التركيز على الناحية الثقافية وتوظيف وسائل الإتصال ووسائل الإعلام ، والشبكة المعلوماتية (الإنترنت) والتقدم التكنولوجي بشكل عام لخدمة ذلك مما حول العالم إلى قرية صغيرة كما يقولون، فلم يعد هناك أي حواجز جغرافية..تاريخية..سياسية أو ثقافية ، و اصبح العالم يخضع لتأثيرات معلوماتية وإعلامية واحدة تحمل قيم مادية وثقافية ومبادئ لا تتلاءم مع قيمنا ومبادئنا ؛ منافية للدين الإسلامي كما أن هناك توجه استهلاكي مفرط نحوها .. دون وعي أو تمييز لنوعية المادة المستهلكة وتأثيرها على تربية وثقافة الأفراد المستهدفة تحت تأثير إغراء لا يقاوم من التدفق الصوري والإعلامي المتضمن انبهاراً يستفز ويستثير حواس ومدارك الأفراد بما يلغي عقولهم ويجعل الصورة التي تحطم الحاجز اللغوي هي مفتاح الثقافة الغربية الجديدة الذي تستهدفه العولمة، الأمر الذي يدعو إلى ضرورة سرعة مقاومة ذلك الغزو لحماية الهوية الثقافية العربية لحمايتها والإسلامية ، والعناية بالتربية والتعليم في مختلف مستوياتهما وأشكالهما هي الحصن المنيع.
ويرى د. الحامد ( 1419هـ: 105) " إن على التربية في المدرسة والبيت والمجتمع أن تتصدى لهذه الإشكالية، وأن توجد الوسائل المناسبة لحماية أجيالنا الصاعدة ، وأن توعيهم إلى مخاطر هذه القنوات الغازية ، وان تحصنهم من الداخل ، وتزودهم بالمهارات العقلية وبالقيم الأخلاقية القادرة على الوقوف في وجه الثقافات الدخيلة ."
ويدعو عشقي (1420هـ : 85) إلى إعادة بناء الشخصية الثقافية للأمة العربية والإسلامية بتجديد الفكر القومي وتحويله على الانتماء الثقافي والعودة لتراث الأمة القائم على الكتاب والسنة حتى نستطيع الحوار مع العولمة ونضمن عدم التأثر بمغرياتها .ويضيف السنبل (1420هـ: 8) " وإن تطوير التربية والتعليم لرهن بإصلاح عميق شامل طموح يتناول الأهداف فيدققها ، والطرائق والأساليب والوسائل فيجددها ويكيفها مع مقتضيات عصر العولمة وضرورة مواكبته ، والمحتويات فيحدثها ويجددها ، والمعلم فيزيد تدريبه والرفع من شأنه ، والمتعلم فيغرس في ذهنه ووجدانه ضرورة التعلم الذاتي والمستمر مدى الحياة. "
يقول د. يماني (1419هـ: 35) "إن القرن القادم قرن يتميز بأهمية المعلومات فيه ومن يملك المعلومة يملك عنصراً قوياً من عناصر القوة، ومن واجبنا أن نأخذ في عين الاعتبار أهمية العناية بالمعلومة في القرن القادم ، ونأخذ بيد أولادنا وناشئتنا ومدارسنا ومؤسساتنا للاستفادة من ثورة الاتصالات في العالم والإقبال على استخدام الكومبيوتر والاتصالات الإلكترونية "
ويرى الطرابلسي (1420هـ: 81 ) " مواجهة الغزو الثقافي والإعلامي لقوى العولمة، مؤسسة على ثوابت الهوية العربية وسماتها الإيمانية والحضارية الجامعة، ومسلحة بعقلية انفتاحية على كل منجزات الفكر والعلم والتكنولوجيا، تقرأها قراءة نقدية وتتفاعل معها لتطويعها بما يتناسب مع قواعد وضوابط فكرنا، فلا نرفضها بداعي الخوف والعداء لكل ما هو أجنبي، ولا نذوب فيها بتأثير عقد النقص تجاه الآخرين."
وإذا كان للثورة المعرفية تأثيرات إيجابية وسلبية فإنها ستخدم من يحسن الاستفادة من المعلومات والتقدم التكنولوجي والتغيير الثقافي في ظل الهوية العربية و الإسلامية ، وتوظيفها لزيادة القوة والثروة القومية.
ويؤكد شحاتة (1419هـ: 23) " أن النهضة الحقيقية في المجتمع لا تتم بدون إعادة النظر في المناهج الدراسية من حيث المحتوى والهدف لأن التعليم هو السبيل الوحيد للتحكم في مسار التنمية ورسم خريطة المستقبل، ولقد أثبتت التجارب دائماً .. أن التقدم قرين العلم والمعرفة، وأن رفاهية الشعوب لابد أن تعتمد على نظام تعليمي رشيد."
من هذا المنطلق اصبح التعليم حجر الزاوية في هذه المرحلة التي تستوجب توجيه الجهود وتسخيرها لتطوير عملية التربية والتعليم وتحسين مناهجها الدراسية في مختلف المراحل التعليمية مع الاهتمام بالنوعية وما يوافق متطلبات العصر واحتياجات المتعلمين في ظل العولمة إعداداً للتصدي لها والمواجهة، ويعتبر المنهج (المحتوى والطريقة) من أهم المداخل ضمن الإمكانيات التطويرية في التربية والتعليم يشمل عناصره : الأهداف والمعارف وأنشطة التعلم والتقييم، والتطور في المحتوى يلزمه تطور في الطريقة وتحسين استراتيجيات التعليم والتقويم في المدارس ويستلزم ذلك تطوير مهارات المعلمين أولاً من خلال التنمية العلمية التربوية والتقنية للمعلومات وتوظيفها في عملية التعليم والتعلم، مرتكزين على أسس ومبادئ التربية الإسلامية.
ويستوجب للتنمية والتربية أولا خلفية فلسفية وسياسية عامة، تتوافق والتصور الإسلامي مع اعتبار طبيعة المعرفة والإنسان واتجاهاته الأخلاقية ، أن تتصف التربية المستقبلية التنموية المنشودة بخصائص تلبي حاجة الإنسان العربي إلى النمو الشخصي والاجتماعي ، والوعي والمشاركة والفكر النقدي، والكفاية الاقتصادية والإنتاجية واستمرار هذه التربية مدى الحياة حسب الحاجة دون إضرار بالآخرين وبالبيئة الطبيعية والاجتماعية .