عدم القدرة على اكتساب استراتيجيات الاستيعاب القرائي
يصادف بعض الأطفال صعوبات في تعلم القراءة لأنهم لا يحسنون استنتاج المعنى مما يقرأون. ففي الصفوف الأعلى التي تتطلب مهارات أعلى للاستيعاب بحيث تصبح هي الهم الأول في تعلم القراءة. يضع الاستيعاب القرائي مطالب هامة على استيعاب اللغة وعلى القدرات اللفظية العامة. فالمعوقات في هذا المجال ستحد من الاستيعاب. إن عدم القدرة على الاستيعاب القرائي تعود إلى:
1. فهم غير صحيح وغير دقيق للكلمات الواردة في النص.
2. عدم معرفة صحيحة ودقيقة لما يحيط بالمجالات الممثلة في النص.
3. نقص في أبنية المعاني والقواعد التي تساعد على تنبؤ العلاقة بين الكلمات.
4. نقص في معرفة الأساليب الكتابية التي تستخدم للوصول إلى الأهداف المختلفة من خلال النص: كالدعابة والشرح والتفسير والحوار ..الخ.
5. القدرة على التبرير اللفظي التي تساعد القارئ على قراءة ما بين السطور.
6. القدرة على تذكر المعلومة اللفظية.
فإذا لم يزود الأطفال بالخبرات المبكرة والمتواصلة والمصممة لتطوير المفردات ولتطوير الثقافة والقدرة على تحري واستيعاب العلاقة فيما بين المفاهيم اللفظية وكذلك القدرة على توظيف فعال لاستراتيجيات تضمن فهم المادة وتذكرها، فإن العجز والفشل القرائي سيحدث بغض النظر عن قوة مهارات التعرف على المفردات.
رابعا، تطور الحافز على تعلم القراءة والإبقاء عليه
من العوامل الرئيسة التي تساعد على أو تحد من التقدم الذي يحرزه الطفل في القراءة تعتمد كثيرا على حافز المثابرة في تعلم القراءة على الرغم من الصعوبات. لا يعرف في هذا المجال الكثير عن التوقيت الصحيح وعن مشاكل الدافعية لتطور القراءة. ولكن من الواضح أن الفشل القرائي له نتائجه المدمرة على الأطفال. ففي الصفوف الأولى الابتدائية تشكل النشاطات القرائية الجزء الرئيس من النشاطات الأكاديمية في الصف. فالأطفال الذين يعانون من صعوبة القراءة يلاحظون بسرعة من قبل زملائهم ومدرسيهم. ومع أن معظم الأطفال يدخلون المدرسة بنزعة إيجابية وبآمال وتوقعات كبيرة للنجاح إلا أنهم يواجهون صعوبات في تعلم القراءة ويحاولون تجنب القراءة في منتصف السنة الأولى من الصف الأول. ومن المعروف أن النجاح في تطور القراءة ينشأ من التمرن على القراءة.
وبصورة أوضح فكلما قل تمرن الطفل على القراءة أصبح تطور المهارات المختلفة للقراءة متواضعا. ولمواجهة هذا الانحدار وانعدام الدافعية لتعلم القراءة تصبح برامج العلاج ضرورية وهامة منذ البداية.
خامسا، الإعداد غير الكافي والمناسب للمدرسين
وكما يتضح أن صعوبات القراءة تنبع على الأكثر من صعوبات في تطور الإدراك الصوتي وفي الأصوات وفي طلاقة القراءة وسلاستها وفي استراتيجيات الاستيعاب القرائي. ومن هنا فإن الحاجة إلى تعليم راشد لملايين الأطفال الذين يعانون من صعوبة تعلم القراءة هي حاجة ملحة جدا.
ومن المؤسف أن دراسات كثيرة حول خبرة ومعرفة مدرسي القراءة تشير إلى أن الكثير منهم غير مؤهلين بطريقة صحيحة لتدريس القراءة.
ففي عالمنا العربي لا يوجد تخصصات واضحة في الجامعات، إلا ما ندر في بعضها على نطاق أكاديمي بحت، تهتم بالإعداد العملي للمدرسين لتدريس طرق وعلاج القراءة. وإن وجدت في بعض البلدان فهي في الغالب ما تكون دراسة نظرية أكاديمية بحتة ولاتمت إلى واقع المدرسة وأنظمتها ومناهجها بصلة.
إن المدرسين الذين يعلمون ذوي صعوبات التعلم يجب أن يكونوا على دراية وفهم كبيرين في كيفية تطوير مهارات القراءة العفوية لدى الأطفال. ويجب تدريبهم بطريقة صحيحة ومتكاملة على طرق التقييم والتعرف على الأطفال المحتمل أن يصادفوا صعوبات في القراءة في السنوات الأولى من دراستهم.
هناك خلط واضح في مفهوم كيف نعلم القراءة وكيف نساعد الأطفال الذين يعانون من صعوبة تعلم القراءة. لذا نجد برامج التدريب في الجامعات وكليات التربية تركز على تدريب المدرس على استراتيجيات عامة تعامل الطلاب على أنهم وحدة واحدة ولا تراعي الفروقات الفردية بين الأطفال. وبعبارة أخرى تقدم هذه البرامج وصفة واحدة أو حذاء بقياس واحد لجميع الطلاب. وهذه البرامج غير منسقة فهي إما تركز على "اللغة كاملة" كوحدة واحدة أو على "الأصوات" فقط. فبلا شك فإن هذا النوع من الإعداد العقيدي للمدرسين يبقي الطلاب ذوي العجز القرائي على ما هم عليه دون تغيير طالما لا تتوفر لهم برامج علاجية تركز على(الإدراك الصوتي وعلى الأصوات وعلى طلاقة القراءة وعلى الاستيعاب القرائي) كوحدة كاملة.
إن السؤال الحقيقي دائما هو من هم الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة؟ وماذا يحتاجون؟ وكيف نساعدهم؟ وكم المدة؟ ومن هو المدرس المناسب؟ وكيف وأين يتم تدريبه؟
فالإجابة الصحيحة على مثل هذه الأسئلة قد تساهم في حل مشكلة العجز القرائي الذي يعاني منه الكثير والكثير من الصغار والكبار. فالكرة في ملعب المؤسسات التعليمية لتطوير وتغيير اتجاه ومضمون برامج التدريب وبرامج التربية الخاصة بتعليم القراءة بصورة خاصة وبرامج ومناهج التعليم بصورة عامة.
المصادر
يصادف بعض الأطفال صعوبات في تعلم القراءة لأنهم لا يحسنون استنتاج المعنى مما يقرأون. ففي الصفوف الأعلى التي تتطلب مهارات أعلى للاستيعاب بحيث تصبح هي الهم الأول في تعلم القراءة. يضع الاستيعاب القرائي مطالب هامة على استيعاب اللغة وعلى القدرات اللفظية العامة. فالمعوقات في هذا المجال ستحد من الاستيعاب. إن عدم القدرة على الاستيعاب القرائي تعود إلى:
1. فهم غير صحيح وغير دقيق للكلمات الواردة في النص.
2. عدم معرفة صحيحة ودقيقة لما يحيط بالمجالات الممثلة في النص.
3. نقص في أبنية المعاني والقواعد التي تساعد على تنبؤ العلاقة بين الكلمات.
4. نقص في معرفة الأساليب الكتابية التي تستخدم للوصول إلى الأهداف المختلفة من خلال النص: كالدعابة والشرح والتفسير والحوار ..الخ.
5. القدرة على التبرير اللفظي التي تساعد القارئ على قراءة ما بين السطور.
6. القدرة على تذكر المعلومة اللفظية.
فإذا لم يزود الأطفال بالخبرات المبكرة والمتواصلة والمصممة لتطوير المفردات ولتطوير الثقافة والقدرة على تحري واستيعاب العلاقة فيما بين المفاهيم اللفظية وكذلك القدرة على توظيف فعال لاستراتيجيات تضمن فهم المادة وتذكرها، فإن العجز والفشل القرائي سيحدث بغض النظر عن قوة مهارات التعرف على المفردات.
رابعا، تطور الحافز على تعلم القراءة والإبقاء عليه
من العوامل الرئيسة التي تساعد على أو تحد من التقدم الذي يحرزه الطفل في القراءة تعتمد كثيرا على حافز المثابرة في تعلم القراءة على الرغم من الصعوبات. لا يعرف في هذا المجال الكثير عن التوقيت الصحيح وعن مشاكل الدافعية لتطور القراءة. ولكن من الواضح أن الفشل القرائي له نتائجه المدمرة على الأطفال. ففي الصفوف الأولى الابتدائية تشكل النشاطات القرائية الجزء الرئيس من النشاطات الأكاديمية في الصف. فالأطفال الذين يعانون من صعوبة القراءة يلاحظون بسرعة من قبل زملائهم ومدرسيهم. ومع أن معظم الأطفال يدخلون المدرسة بنزعة إيجابية وبآمال وتوقعات كبيرة للنجاح إلا أنهم يواجهون صعوبات في تعلم القراءة ويحاولون تجنب القراءة في منتصف السنة الأولى من الصف الأول. ومن المعروف أن النجاح في تطور القراءة ينشأ من التمرن على القراءة.
وبصورة أوضح فكلما قل تمرن الطفل على القراءة أصبح تطور المهارات المختلفة للقراءة متواضعا. ولمواجهة هذا الانحدار وانعدام الدافعية لتعلم القراءة تصبح برامج العلاج ضرورية وهامة منذ البداية.
خامسا، الإعداد غير الكافي والمناسب للمدرسين
وكما يتضح أن صعوبات القراءة تنبع على الأكثر من صعوبات في تطور الإدراك الصوتي وفي الأصوات وفي طلاقة القراءة وسلاستها وفي استراتيجيات الاستيعاب القرائي. ومن هنا فإن الحاجة إلى تعليم راشد لملايين الأطفال الذين يعانون من صعوبة تعلم القراءة هي حاجة ملحة جدا.
ومن المؤسف أن دراسات كثيرة حول خبرة ومعرفة مدرسي القراءة تشير إلى أن الكثير منهم غير مؤهلين بطريقة صحيحة لتدريس القراءة.
ففي عالمنا العربي لا يوجد تخصصات واضحة في الجامعات، إلا ما ندر في بعضها على نطاق أكاديمي بحت، تهتم بالإعداد العملي للمدرسين لتدريس طرق وعلاج القراءة. وإن وجدت في بعض البلدان فهي في الغالب ما تكون دراسة نظرية أكاديمية بحتة ولاتمت إلى واقع المدرسة وأنظمتها ومناهجها بصلة.
إن المدرسين الذين يعلمون ذوي صعوبات التعلم يجب أن يكونوا على دراية وفهم كبيرين في كيفية تطوير مهارات القراءة العفوية لدى الأطفال. ويجب تدريبهم بطريقة صحيحة ومتكاملة على طرق التقييم والتعرف على الأطفال المحتمل أن يصادفوا صعوبات في القراءة في السنوات الأولى من دراستهم.
هناك خلط واضح في مفهوم كيف نعلم القراءة وكيف نساعد الأطفال الذين يعانون من صعوبة تعلم القراءة. لذا نجد برامج التدريب في الجامعات وكليات التربية تركز على تدريب المدرس على استراتيجيات عامة تعامل الطلاب على أنهم وحدة واحدة ولا تراعي الفروقات الفردية بين الأطفال. وبعبارة أخرى تقدم هذه البرامج وصفة واحدة أو حذاء بقياس واحد لجميع الطلاب. وهذه البرامج غير منسقة فهي إما تركز على "اللغة كاملة" كوحدة واحدة أو على "الأصوات" فقط. فبلا شك فإن هذا النوع من الإعداد العقيدي للمدرسين يبقي الطلاب ذوي العجز القرائي على ما هم عليه دون تغيير طالما لا تتوفر لهم برامج علاجية تركز على(الإدراك الصوتي وعلى الأصوات وعلى طلاقة القراءة وعلى الاستيعاب القرائي) كوحدة كاملة.
إن السؤال الحقيقي دائما هو من هم الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة؟ وماذا يحتاجون؟ وكيف نساعدهم؟ وكم المدة؟ ومن هو المدرس المناسب؟ وكيف وأين يتم تدريبه؟
فالإجابة الصحيحة على مثل هذه الأسئلة قد تساهم في حل مشكلة العجز القرائي الذي يعاني منه الكثير والكثير من الصغار والكبار. فالكرة في ملعب المؤسسات التعليمية لتطوير وتغيير اتجاه ومضمون برامج التدريب وبرامج التربية الخاصة بتعليم القراءة بصورة خاصة وبرامج ومناهج التعليم بصورة عامة.
المصادر