بومبي .. المدينة التي توقف عندها الزمن
في الكتب السماوية , هناك قصص عن مدن كاملة اختفت عن وجه الأرض بعد ان حلت عليها اللعنة الإلهية فأصبحت أطلالا لشوارع و أسواق كانت تعج بالحياة و النشاط ثم توقف الزمن عندها فجأة , و مدينة بومبي هي إحدى تلك المدن التي تطل لتلقم حجرا أفواه العديد من الباحثين و العلماء الذين يعتبرون قصص الكتب السماوية مجرد أساطير و خرافات , إليك عزيزي القارئ , من موقع مملكة الخوف , القصة الحقيقية لما جرى في ذلك اليوم الأخير و المشئوم من حياة مدينة بومبي الايطالية.
تحول بعض سكانها الى تماثيل حجرية
الى اليمين صورة تمثل بعض ضحايا ثورة البركان في بومبي و قد تحولوا الى تماثيل حجرية نتيجة اكتساء اجسادهم بالرماد البركاني و الى اليسار صورة لأحد شوارع المدينة
بومبي (Pompeii ) هي مدينة قديمة تقع في جنوب ايطاليا بالقرب من مدينة نابولي الحالية , و قد بنيت على سفح بركان فيزوف الشهير , و هو احد البراكين القليلة في القارة الأوربية التي لازالت تتمتع بنشاط بركاني. و قد كانت بومبي مدينة مزدهرة ما بين القرن السابع قبل الميلاد و حتى عام 79 للميلاد و هو تاريخ اختفائها الذي دام لـ 1700 عام. و ربما تكون المئتي سنة الأخيرة من عمرها تمثل أوج الازدهار و النشاط و الرقي الذي بلغته في جميع مناحي الحياة , فما وصل الى أيدي علماء التاريخ يثير الحيرة و التساؤل حول الحياة في العصور القديمة و التي توصف غالبا بالتخلف و الانحطاط , فمدينة بومبي كانت تتمتع بنظام متناغم من التصميم المعماري كما كانت تتمتع بنظام رائع و متطور للري و توزيع المياه و الصرف الصحي و كانت تزخر بالمنتديات العامة و الثقافية و برك السباحة و الحمامات و المراكز الرياضية و المعابد و الأبنية الحكومية الفارهة و تزدان جدرانها بأجمل الرسوم الفسيفسائية التي أبدعتها انامل الفنانون القدماء و التي تصور جمال و أناقة سكان المدينة و سحر الحياة التي كانوا يتمتعون بها. و كما كان بركان فيزوف هو سبب دمار المدينة فأنه كان و لقرون عدة سبب ازدهارها و غناها , فتربة الحقول المحيطة بالمدينة كانت أغنى تربة زراعية في اوربا بسبب طبيعتها البركانية حيث يذكر المؤرخون ان سكان بومبي كانوا يزرعون و يحصدون محاصيلهم الزراعية ثلاث مرات في السنة , كما كانت المدينة منتجعا للأغنياء و عوائلهم و هذه السياحة كانت تدر الأرباح الطائلة على سكان المدينة.
زلزال عام 62 المدمر .. الكارثة الاولى
في الخامس من شباط / فبراير عام 62 للميلاد و بينما كان السكان يحتفلون بأحد أعيادهم الدينية , فجأة أصم آذانهم صوت مهيب لم يعلم احد مصدره ثم أخذت الأرض تهتز بعنف و راح الناس يتدافعون بهلع للهرب من المعابد و البيوت التي أخذت تتهاوى واحدا بعد الأخر و بدأت النيران تلتهم أجزاء كبيرة من المدينة نتيجة لتحطم المصابيح الزيتية المعلقة في البيوت , الهزة الأولى استمرت للحظات و لكن تبعتها بعد ساعة من الزمن عدة هزات استمرت بصورة متقطعة حتى حلول المساء , و في الليل كانت اغلب المباني قد تهدمت و تحولت الى ركام و اخذ اللصوص و المجرمون يجوبون المدينة ليسرقوا و يغتصبوا و يعيثوا في الأرض فسادا , و مات الكثيرون من الأهالي و هم يحاولون الفرار من المدينة حيث ابتلعتهم الشقوق العظيمة و السحيقة التي أحدثتها الهزة الأرضية , و رغم حجم المأساة و هول المصيبة التي حلت على المدينة , الا ان الكثيرون من سكانها صمموا على الاستمرار في حياتهم و بدءوا بحملة لأعمار مدينتهم و بمرور الزمن عاد الكثيرون ممن كانوا قد هجروا بومبي اليها ليصلحوا بيوتهم و يبدءوا حياة جديدة , و ربما كان للازدهار الاقتصادي الكبير الذي كانت تتمتع به المنطقة الأثر الأكبر في عودة الناس اليها.
ما بين عامي 62-79 ميلادية , أي لسبعة عشر عاما , انشغل سكان بومبي بإصلاح الخراب الذي حل بالمدينة نتيجة الزلزال , فتم تشييد المباني الفاخرة و إعادة تزينها بالرسوم الجميلة و أصلاح نظام توزيع المياه داخل المدينة , و قد كان أهالي المدينة يعملون بهمة و عزم لكي تعود بومبي الى سابق عهدها و لكن لم يكن يدر في خلد أي منهم حجم الكارثة و المصير الأسود الذي يخبئه لهم المستقبل القريب.
فيزوف ينشر الموت
في الـ 20 من آب / أغسطس عام 79 ميلادية , حدثت بعض الشقوق في الأرض و تحولت مياه الخليج الهادئة الى أمواج عملاقة غاضبة , الحيوانات و الطيور أصبحت مضطربة و يصعب السيطرة عليها , و رغم جميع هذه العلامات و الإشارات الا ان سكان المدينة استمروا في حياتهم العادية و في اليوم السابق لثورة البركان كان هناك احتفال صاخب و مهيب في بومبي مكرس للآله (Vulcanalia ) و هو آله النار و البراكين عند الرومان و انشغل السكان بالسكر و العربدة حتى ساعة متأخرة من الليل حيث عادوا الى بيوتهم ليخلدوا الى النوم.
الى الاعلى عينات من الصور الفسيفسائية التي كانت تكسو بيوت المدينة و الى الاسفل مجموعة صور لأجسام بشرية متحجرة تم العثور عليها في مناطق متفرقة من المدينة لضحايا الحمم البركانية
و في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي 24 آب / أغسطس بدأ بركان فيزوف يطلق حممه الغاضبة الى السماء التي تلبدت بالدخان الأسود لتحيل النهار ليلا و بدء الرماد الأسود يهطل على المدينة ليغطي سقوف منازلها و طرقاتها الحجرية , هناك العديد من السكان ممن قرروا الهرب و ترك المدينة منذ الساعات الأولى لثورة البركان و قد يكون بعضهم قد نجا و لكن هناك اخرون قرروا البقاء و اعتقدوا ان من سيحميهم من الموت و من حمم البركان هو سقوف بيوتهم الحجرية. استمر الرماد الأسود بالهطول على المدينة ليصل الى علو 3 أمتار و قرابة الساعة الثانية عشر ليلا حدث الانفجار الفعلي للبركان و بدء فيزوف يقذف الحمم النارية الى مسافات بعيدة مصحوبة بالغازات البركانية السامة و القاتلة و أخذت المزيج الناري الأحمر للأحجار المنصهرة يتقدم ببطء نحو المدينة و هو ما كان إيذانا بموت جميع السكان , فحتى هؤلاء الذين لم يدفنوا أحياء تحت الرماد البركاني , فأنهم ماتوا تحت سقوف منازلهم التي دمرتها الصخور الضخمة التي قذفها البركان او هلكوا خنقا بسبب الغازات البركانية السامة التي تسير بسرعة 100 كلم / ساعة.
من المستحيل على الباحثين اليوم , تقدير عدد الذين قتلوا نتيجة ثورة بركان فيزوف , فبالإضافة الى بومبي , هناك ثلاث مدن رومانية اخرى كانت تقع على سفح البركان و قد اختفت كليا او جزئيا , ربما تكون أشهرها مدينة هيركولانيوم , و قد لا تمثل العينات المتحجرة الموجودة اليوم لضحايا البركان الا نسبة ضئيلة جدا من العدد الفعلي للقتلى ممن ماتوا اثناء محاولتهم الهرب في الحقول او ابتلعتهم أمواج البحر الهائج.
لـقرابة 1700 عام اختفت بومبي و لم يبق لها أي ذكر , سوى إشارات متفرقة في كتب المؤرخين القدماء , ربما تكون أكثرها دقة و تفصيل , هو ما ذكره المؤرخ الروماني الشهير بليني الصغير و الذي كان شاهدا عينيا لانفجار بركان فيزوف عام 79 للميلاد , و رغم محاولات الكثيرين , خصوصا الباحثين عن الكنوز , لقرون عديدة الوصول الى بومبي المدفونة تحت 30 قدما من الرماد البركاني الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل حتى ان البعض بدء يشك في وجود المدينة أصلا و يظن انها مجرد أسطورة قديمة.
و لن يتم استكشاف مدينة بومبي ثانية حتى عام 1748 و منذ ذلك الحين أصبحت قبلة للسياح و الزائرين بسبب الطبيعة المتفردة التي تمتاز بها بومبي عن بقية المدن التاريخية , فما تشاهده في بومبي هو الزمن الذي توقف عام 79 للميلاد , فكل المباني و الشوارع تعود الى ذلك التاريخ و لم يجري لها أي إضافة او تعديل منذ ذلك اليوم , و في عام 2007 وحدها استقبلت آثار المدينة 2,571,725 سائح من مختلف أنحاء العالم.
في الختام و للأمانة ينبغي ان نذكر شيئا عن المدينة يعتبره أنصار نظرية العقاب الالهي دليلا على ان الكارثة التي حلت بالمدينة هي عقاب من الله , فعندما اكتشفت المدينة و أخرجت اغلب مبانيها من تحت الرماد , ذهل العلماء و الباحثين لما رأوه مرسوما على جدران بعض الأبنية , لقد كان هناك عدد كبير من الصور الإباحية التي تصور العلاقة الجنسية بين الرجل و المرأة بشكل علني حتى ان من يراها يظن لوهلة انه ينظر الى صور من مجلة إباحية حديثة. شخصيا أتحرج من نشر هذه الصور في موقع مملكة الخوف و لكنها منتشرة على الانترنت لمن يريد البحث عنها , علما ان علماء التاريخ حاليا يقولون ان المباني المزينة بهذه الصور كانت بيوت دعارة و ان من يعمل بها كانوا من العبيد و اغلبهم من اليونان.
في الكتب السماوية , هناك قصص عن مدن كاملة اختفت عن وجه الأرض بعد ان حلت عليها اللعنة الإلهية فأصبحت أطلالا لشوارع و أسواق كانت تعج بالحياة و النشاط ثم توقف الزمن عندها فجأة , و مدينة بومبي هي إحدى تلك المدن التي تطل لتلقم حجرا أفواه العديد من الباحثين و العلماء الذين يعتبرون قصص الكتب السماوية مجرد أساطير و خرافات , إليك عزيزي القارئ , من موقع مملكة الخوف , القصة الحقيقية لما جرى في ذلك اليوم الأخير و المشئوم من حياة مدينة بومبي الايطالية.
تحول بعض سكانها الى تماثيل حجرية
الى اليمين صورة تمثل بعض ضحايا ثورة البركان في بومبي و قد تحولوا الى تماثيل حجرية نتيجة اكتساء اجسادهم بالرماد البركاني و الى اليسار صورة لأحد شوارع المدينة
بومبي (Pompeii ) هي مدينة قديمة تقع في جنوب ايطاليا بالقرب من مدينة نابولي الحالية , و قد بنيت على سفح بركان فيزوف الشهير , و هو احد البراكين القليلة في القارة الأوربية التي لازالت تتمتع بنشاط بركاني. و قد كانت بومبي مدينة مزدهرة ما بين القرن السابع قبل الميلاد و حتى عام 79 للميلاد و هو تاريخ اختفائها الذي دام لـ 1700 عام. و ربما تكون المئتي سنة الأخيرة من عمرها تمثل أوج الازدهار و النشاط و الرقي الذي بلغته في جميع مناحي الحياة , فما وصل الى أيدي علماء التاريخ يثير الحيرة و التساؤل حول الحياة في العصور القديمة و التي توصف غالبا بالتخلف و الانحطاط , فمدينة بومبي كانت تتمتع بنظام متناغم من التصميم المعماري كما كانت تتمتع بنظام رائع و متطور للري و توزيع المياه و الصرف الصحي و كانت تزخر بالمنتديات العامة و الثقافية و برك السباحة و الحمامات و المراكز الرياضية و المعابد و الأبنية الحكومية الفارهة و تزدان جدرانها بأجمل الرسوم الفسيفسائية التي أبدعتها انامل الفنانون القدماء و التي تصور جمال و أناقة سكان المدينة و سحر الحياة التي كانوا يتمتعون بها. و كما كان بركان فيزوف هو سبب دمار المدينة فأنه كان و لقرون عدة سبب ازدهارها و غناها , فتربة الحقول المحيطة بالمدينة كانت أغنى تربة زراعية في اوربا بسبب طبيعتها البركانية حيث يذكر المؤرخون ان سكان بومبي كانوا يزرعون و يحصدون محاصيلهم الزراعية ثلاث مرات في السنة , كما كانت المدينة منتجعا للأغنياء و عوائلهم و هذه السياحة كانت تدر الأرباح الطائلة على سكان المدينة.
زلزال عام 62 المدمر .. الكارثة الاولى
في الخامس من شباط / فبراير عام 62 للميلاد و بينما كان السكان يحتفلون بأحد أعيادهم الدينية , فجأة أصم آذانهم صوت مهيب لم يعلم احد مصدره ثم أخذت الأرض تهتز بعنف و راح الناس يتدافعون بهلع للهرب من المعابد و البيوت التي أخذت تتهاوى واحدا بعد الأخر و بدأت النيران تلتهم أجزاء كبيرة من المدينة نتيجة لتحطم المصابيح الزيتية المعلقة في البيوت , الهزة الأولى استمرت للحظات و لكن تبعتها بعد ساعة من الزمن عدة هزات استمرت بصورة متقطعة حتى حلول المساء , و في الليل كانت اغلب المباني قد تهدمت و تحولت الى ركام و اخذ اللصوص و المجرمون يجوبون المدينة ليسرقوا و يغتصبوا و يعيثوا في الأرض فسادا , و مات الكثيرون من الأهالي و هم يحاولون الفرار من المدينة حيث ابتلعتهم الشقوق العظيمة و السحيقة التي أحدثتها الهزة الأرضية , و رغم حجم المأساة و هول المصيبة التي حلت على المدينة , الا ان الكثيرون من سكانها صمموا على الاستمرار في حياتهم و بدءوا بحملة لأعمار مدينتهم و بمرور الزمن عاد الكثيرون ممن كانوا قد هجروا بومبي اليها ليصلحوا بيوتهم و يبدءوا حياة جديدة , و ربما كان للازدهار الاقتصادي الكبير الذي كانت تتمتع به المنطقة الأثر الأكبر في عودة الناس اليها.
ما بين عامي 62-79 ميلادية , أي لسبعة عشر عاما , انشغل سكان بومبي بإصلاح الخراب الذي حل بالمدينة نتيجة الزلزال , فتم تشييد المباني الفاخرة و إعادة تزينها بالرسوم الجميلة و أصلاح نظام توزيع المياه داخل المدينة , و قد كان أهالي المدينة يعملون بهمة و عزم لكي تعود بومبي الى سابق عهدها و لكن لم يكن يدر في خلد أي منهم حجم الكارثة و المصير الأسود الذي يخبئه لهم المستقبل القريب.
فيزوف ينشر الموت
في الـ 20 من آب / أغسطس عام 79 ميلادية , حدثت بعض الشقوق في الأرض و تحولت مياه الخليج الهادئة الى أمواج عملاقة غاضبة , الحيوانات و الطيور أصبحت مضطربة و يصعب السيطرة عليها , و رغم جميع هذه العلامات و الإشارات الا ان سكان المدينة استمروا في حياتهم العادية و في اليوم السابق لثورة البركان كان هناك احتفال صاخب و مهيب في بومبي مكرس للآله (Vulcanalia ) و هو آله النار و البراكين عند الرومان و انشغل السكان بالسكر و العربدة حتى ساعة متأخرة من الليل حيث عادوا الى بيوتهم ليخلدوا الى النوم.
الى الاعلى عينات من الصور الفسيفسائية التي كانت تكسو بيوت المدينة و الى الاسفل مجموعة صور لأجسام بشرية متحجرة تم العثور عليها في مناطق متفرقة من المدينة لضحايا الحمم البركانية
و في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي 24 آب / أغسطس بدأ بركان فيزوف يطلق حممه الغاضبة الى السماء التي تلبدت بالدخان الأسود لتحيل النهار ليلا و بدء الرماد الأسود يهطل على المدينة ليغطي سقوف منازلها و طرقاتها الحجرية , هناك العديد من السكان ممن قرروا الهرب و ترك المدينة منذ الساعات الأولى لثورة البركان و قد يكون بعضهم قد نجا و لكن هناك اخرون قرروا البقاء و اعتقدوا ان من سيحميهم من الموت و من حمم البركان هو سقوف بيوتهم الحجرية. استمر الرماد الأسود بالهطول على المدينة ليصل الى علو 3 أمتار و قرابة الساعة الثانية عشر ليلا حدث الانفجار الفعلي للبركان و بدء فيزوف يقذف الحمم النارية الى مسافات بعيدة مصحوبة بالغازات البركانية السامة و القاتلة و أخذت المزيج الناري الأحمر للأحجار المنصهرة يتقدم ببطء نحو المدينة و هو ما كان إيذانا بموت جميع السكان , فحتى هؤلاء الذين لم يدفنوا أحياء تحت الرماد البركاني , فأنهم ماتوا تحت سقوف منازلهم التي دمرتها الصخور الضخمة التي قذفها البركان او هلكوا خنقا بسبب الغازات البركانية السامة التي تسير بسرعة 100 كلم / ساعة.
من المستحيل على الباحثين اليوم , تقدير عدد الذين قتلوا نتيجة ثورة بركان فيزوف , فبالإضافة الى بومبي , هناك ثلاث مدن رومانية اخرى كانت تقع على سفح البركان و قد اختفت كليا او جزئيا , ربما تكون أشهرها مدينة هيركولانيوم , و قد لا تمثل العينات المتحجرة الموجودة اليوم لضحايا البركان الا نسبة ضئيلة جدا من العدد الفعلي للقتلى ممن ماتوا اثناء محاولتهم الهرب في الحقول او ابتلعتهم أمواج البحر الهائج.
لـقرابة 1700 عام اختفت بومبي و لم يبق لها أي ذكر , سوى إشارات متفرقة في كتب المؤرخين القدماء , ربما تكون أكثرها دقة و تفصيل , هو ما ذكره المؤرخ الروماني الشهير بليني الصغير و الذي كان شاهدا عينيا لانفجار بركان فيزوف عام 79 للميلاد , و رغم محاولات الكثيرين , خصوصا الباحثين عن الكنوز , لقرون عديدة الوصول الى بومبي المدفونة تحت 30 قدما من الرماد البركاني الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل حتى ان البعض بدء يشك في وجود المدينة أصلا و يظن انها مجرد أسطورة قديمة.
و لن يتم استكشاف مدينة بومبي ثانية حتى عام 1748 و منذ ذلك الحين أصبحت قبلة للسياح و الزائرين بسبب الطبيعة المتفردة التي تمتاز بها بومبي عن بقية المدن التاريخية , فما تشاهده في بومبي هو الزمن الذي توقف عام 79 للميلاد , فكل المباني و الشوارع تعود الى ذلك التاريخ و لم يجري لها أي إضافة او تعديل منذ ذلك اليوم , و في عام 2007 وحدها استقبلت آثار المدينة 2,571,725 سائح من مختلف أنحاء العالم.
في الختام و للأمانة ينبغي ان نذكر شيئا عن المدينة يعتبره أنصار نظرية العقاب الالهي دليلا على ان الكارثة التي حلت بالمدينة هي عقاب من الله , فعندما اكتشفت المدينة و أخرجت اغلب مبانيها من تحت الرماد , ذهل العلماء و الباحثين لما رأوه مرسوما على جدران بعض الأبنية , لقد كان هناك عدد كبير من الصور الإباحية التي تصور العلاقة الجنسية بين الرجل و المرأة بشكل علني حتى ان من يراها يظن لوهلة انه ينظر الى صور من مجلة إباحية حديثة. شخصيا أتحرج من نشر هذه الصور في موقع مملكة الخوف و لكنها منتشرة على الانترنت لمن يريد البحث عنها , علما ان علماء التاريخ حاليا يقولون ان المباني المزينة بهذه الصور كانت بيوت دعارة و ان من يعمل بها كانوا من العبيد و اغلبهم من اليونان.