من أحق الناس بصحبتي
الحمد لله رِب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. أما بعد :
فإن الناظر المستبصر إذا رأى حال الناس في هذه الأيام يجد أن الأكثر منهم شغل عن كثير من الواجبات المحتمة عليه ومن أعظم هذه الواجبات : الواجب الذي قرنه الله بعبادته وتوحيده، وما ذلك إلا لعظيم شأنه وأكيد حقه وكبير أهميته، ألا وهو بر الوالدين قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [الإسراء: 23 ]
تعريف بر الوالدين
هو الإحسان إلى الوالدين والتعطف عليهما والرفق بهما والرعاية لأحوالهما وترك الإساءة إليهما وإكرام صديقهما من بعدهما .
قال الحسن البصري :"البر أن تطيعهما في كل ما أمراك به ما لم تكن معصية لله والعقوق هجرانهما وأن تحرمهما خيرك ".
شروط البر
الأول : أن يؤثر الولد رضا والديه على رضا نفسه وزوجته وأولاده والناس أجمعين.
الثاني : أن يطيعهما في كل ما يأمرانه به وينهيانه عنه سواءً أوافق رغباته أم لم يوافقها، ما لم يأمراه بمعصية الله تعالى .
الثالث: أن يقدم لهما كل ما يلحظ أنهما يرغبان فيه من غير أن يطلباه منه عن طيب نفس وسرور، مع شعوره بتقصيره في حقهما ولو بذل لهما دمه وماله.
طرق بر الوالدين
1- النفقة عليهما : قال تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [النساء :36].
قال السعدي : {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} أي أحسنوا إليهم بالقول الكريم والخطاب اللطيف والفعل الجميل بطاعة أمرهما واجتناب نهيهما، والإنفاق عليهما، وإكرام من له تعلق بهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا بهما، وللإحسان ضدان الإساءة وعدم الإحسان وكلاهما منهي عنه.
قال ابن قدامة : " والأصل وجوب نفقة الوالدين والمولودين ". وعن عائشة ا أن النبي قال : «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه» [رواه أبو داود وابن ماجه].
2- أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر : سأل الحسن البصري : الرجل يأمر والديه بالمعروف وينهاهما عن المنكر ؟ قال : " يأمرهما إن قبلا، وإن كرها سكت عنهما " .
3- إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما: عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي : «يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت استشيرك ، قال : هل لك من أم ؟ قال: نعم قال : فالزمها فإن الجنة عند رجليها» [رواه أحمد والنسائي].
قال الصنعاني : "ذهب الجمهور من العلماء إلى أنه يحرم الجهاد على الولد إذا منعه الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين، إن برهما فرض عين والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد فلا ".
4- لين الكلام لهما : قال تعالى: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} أي : حسنا جميلا لينا سهلا
5- الدعاء لهما بعد موتهما والتصدق عنهما وقضاء الدين عنهما: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له» [متفق عليه].
عن ابن عباس ما أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله فقال : «إن أمي ماتت وعليها نذر، فقال : اقضه عنها» [رواه البخاري].
وعن عائشة ا أن رجلا قال للنبي : «إن أمي افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم تصدق عنها» [رواه البخاري ومسلم] .
6- صلة أهل ودهما : عن ابن عمر ما أن النبي قال : «أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه» [رواه مسلم].
7- صلة الوالدين المشركين : عن أسماء بنت أبي بكر ما قالت : «قدمت أمي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيت رسول الله قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصل أمي ؟ قال: نعم صلي أمك» [رواه البخاري ومسلم].
قال الحافظ ابن حجر : " وفي قولها وهي راغبة أقوال والذي عليه الجمهور أنها قدمت طالبة من بر ابنتها لها، خائفة من ردها إياها خائبة وفي الحديث من الفوائد ما ذكره الخطابي: أن الرحم الكافرة توصل بالمال كما توصل المسلمة " .
فضل الأم على الأب
عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي فقال : «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال: أمك ، قال ثم من ؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال : أبوك» [رواه البخاري ومسلم].
وعن المقدام بن معدي كرب عن النبي قال : «إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب» [رواه أحمد وابن ماجة] .
الحمد لله رِب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .. أما بعد :
فإن الناظر المستبصر إذا رأى حال الناس في هذه الأيام يجد أن الأكثر منهم شغل عن كثير من الواجبات المحتمة عليه ومن أعظم هذه الواجبات : الواجب الذي قرنه الله بعبادته وتوحيده، وما ذلك إلا لعظيم شأنه وأكيد حقه وكبير أهميته، ألا وهو بر الوالدين قال تعالى: { وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً } [الإسراء: 23 ]
تعريف بر الوالدين
هو الإحسان إلى الوالدين والتعطف عليهما والرفق بهما والرعاية لأحوالهما وترك الإساءة إليهما وإكرام صديقهما من بعدهما .
قال الحسن البصري :"البر أن تطيعهما في كل ما أمراك به ما لم تكن معصية لله والعقوق هجرانهما وأن تحرمهما خيرك ".
شروط البر
الأول : أن يؤثر الولد رضا والديه على رضا نفسه وزوجته وأولاده والناس أجمعين.
الثاني : أن يطيعهما في كل ما يأمرانه به وينهيانه عنه سواءً أوافق رغباته أم لم يوافقها، ما لم يأمراه بمعصية الله تعالى .
الثالث: أن يقدم لهما كل ما يلحظ أنهما يرغبان فيه من غير أن يطلباه منه عن طيب نفس وسرور، مع شعوره بتقصيره في حقهما ولو بذل لهما دمه وماله.
طرق بر الوالدين
1- النفقة عليهما : قال تعالى : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} [النساء :36].
قال السعدي : {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} أي أحسنوا إليهم بالقول الكريم والخطاب اللطيف والفعل الجميل بطاعة أمرهما واجتناب نهيهما، والإنفاق عليهما، وإكرام من له تعلق بهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا بهما، وللإحسان ضدان الإساءة وعدم الإحسان وكلاهما منهي عنه.
قال ابن قدامة : " والأصل وجوب نفقة الوالدين والمولودين ". وعن عائشة ا أن النبي قال : «إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه» [رواه أبو داود وابن ماجه].
2- أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر : سأل الحسن البصري : الرجل يأمر والديه بالمعروف وينهاهما عن المنكر ؟ قال : " يأمرهما إن قبلا، وإن كرها سكت عنهما " .
3- إذا لم يتعين الجهاد ألا يجاهد إلا بإذنهما: عن معاوية بن جاهمة السلمي أن جاهمة جاء إلى النبي : «يا رسول الله أردت أن أغزو وقد جئت استشيرك ، قال : هل لك من أم ؟ قال: نعم قال : فالزمها فإن الجنة عند رجليها» [رواه أحمد والنسائي].
قال الصنعاني : "ذهب الجمهور من العلماء إلى أنه يحرم الجهاد على الولد إذا منعه الأبوان أو أحدهما بشرط أن يكونا مسلمين، إن برهما فرض عين والجهاد فرض كفاية، فإذا تعين الجهاد فلا ".
4- لين الكلام لهما : قال تعالى: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً} أي : حسنا جميلا لينا سهلا
5- الدعاء لهما بعد موتهما والتصدق عنهما وقضاء الدين عنهما: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : «إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له» [متفق عليه].
عن ابن عباس ما أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله فقال : «إن أمي ماتت وعليها نذر، فقال : اقضه عنها» [رواه البخاري].
وعن عائشة ا أن رجلا قال للنبي : «إن أمي افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها؟ قال: نعم تصدق عنها» [رواه البخاري ومسلم] .
6- صلة أهل ودهما : عن ابن عمر ما أن النبي قال : «أبر البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه» [رواه مسلم].
7- صلة الوالدين المشركين : عن أسماء بنت أبي بكر ما قالت : «قدمت أمي وهي مشركة في عهد رسول الله فاستفتيت رسول الله قلت : إن أمي قدمت وهي راغبة، أفأصل أمي ؟ قال: نعم صلي أمك» [رواه البخاري ومسلم].
قال الحافظ ابن حجر : " وفي قولها وهي راغبة أقوال والذي عليه الجمهور أنها قدمت طالبة من بر ابنتها لها، خائفة من ردها إياها خائبة وفي الحديث من الفوائد ما ذكره الخطابي: أن الرحم الكافرة توصل بالمال كما توصل المسلمة " .
فضل الأم على الأب
عن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي فقال : «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال: أمك ، قال ثم من ؟ قال: أمك، قال ثم من ؟ قال : أبوك» [رواه البخاري ومسلم].
وعن المقدام بن معدي كرب عن النبي قال : «إن الله يوصيكم بأمهاتكم ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب» [رواه أحمد وابن ماجة] .