مرض التوحد
إبراهيم نمر
تنشر بالتعاون مع جريدة النور
يتجلى هذا المرض في قصور أو غياب القدرة على الاتصال والتواصل، والطفل التوحدي قد لا يحب الحضن والحمل ولا يتجاوب مع أغاني الأطفال التي تغنيها الأم.
وبعض الأطفال التوحديين لديهم حركات استثارة داخلية مثل رفرفة اليد أو التحديق في الأصابع وهي تتحرك لساعات طويلة. وتختلف كل حالة عن الحالة الأخرى، إذ لا توجد عوارض تنطبق على الجميع، إلا أن معظم المصابين يعانون من قصور في ثلاث مناطق تطورية بالنسبة إلى الطفل، وهي: القدرة على التواصل، وتكوين العلاقات الاجتماعية، والتعلم من خلال اكتشاف البيئة المحيطة، ولهذا تكون شخصية الطفل التوحدي مختلفة ومتأخرة، وبالتالي توجد حواجز وعوائق أمام النمو الطبيعي وتطوير الذكاء والقدرة الاجتماعية والعاطفية.
تبدي السيدة ابتسام والدة أحد المصابين بمرض التوحد استغرابها للعلاج التجاري في سورية لهذا المرض، وتهرب الدولة من التزاماتها تجاه الأمراض الخطيرة. وتضيف: لماذا لا تقوم الدولة بإنشاء مراكز صحية لمعالجة مرض التوحد؟ وهل يعقل أن يُترك محدودو الدخل ليواجهوا هذا المرض وحدهم، أم أن حياة الأطفال لم تعد تهم أحداً؟
ويتحدث يوسف والد الطفل إمام بحرقة شديدة عن حالة ولده المصاب منذ سنتين: منذ أن ظهر هذا المرض، وأنا أعمل ليل نهار في سبيل علاجه، ولم أترك جمعية أهلية أو حكومية إلا وطرقت أبوابها، وكانت النتيجة أن لا أحد لديه القدرة على تقديم المساعدة. ويتابع: قمنا بعلاجه في دار السلام بدمشق فترة قصيرة، والآن يُعالج في أحد المراكز الأردنية لعدم توفر مركز صحي في سورية بمثل هذا المرض. يقال إنه يوجد مركز جديد تم أنشؤوه مؤخراً في منطقة حرستا، لكنه غالٍ جداً، إذ تُقدَّر تكاليف الإقامة فيه بنحو 45 ألف ليرة شهرياً، لذلك فضَّلت علاجه في الأردن لأن تكاليف العلاج أرخص، فأنا أحتاج إلى 225 ديناراً أردنياً شهرياً أو ما يعادل 17 ألف ليرة، عدا مصاريف الذهاب والإياب وتأشيرات الخروج لي ولعائلتي، علماً أن المركز غير مسؤول عن مصاريف المريض الشخصية من لباس وأدوية وبعض العلاجات الخاصة.
إن إقامة مراكز علاج لمثل هذه الأمراض صارت ملحة على ألا تكون ملاجئ معزولة، فمشاركة أهالي الأطفال التوحديين ضرورية من أجل تكوين حوافز لدى هؤلاء الأطفال للتحسن وتنفيذ برامج العلاج والأهداف التعليمية المخصصة لهم.
إبراهيم نمر
تنشر بالتعاون مع جريدة النور
يتجلى هذا المرض في قصور أو غياب القدرة على الاتصال والتواصل، والطفل التوحدي قد لا يحب الحضن والحمل ولا يتجاوب مع أغاني الأطفال التي تغنيها الأم.
وبعض الأطفال التوحديين لديهم حركات استثارة داخلية مثل رفرفة اليد أو التحديق في الأصابع وهي تتحرك لساعات طويلة. وتختلف كل حالة عن الحالة الأخرى، إذ لا توجد عوارض تنطبق على الجميع، إلا أن معظم المصابين يعانون من قصور في ثلاث مناطق تطورية بالنسبة إلى الطفل، وهي: القدرة على التواصل، وتكوين العلاقات الاجتماعية، والتعلم من خلال اكتشاف البيئة المحيطة، ولهذا تكون شخصية الطفل التوحدي مختلفة ومتأخرة، وبالتالي توجد حواجز وعوائق أمام النمو الطبيعي وتطوير الذكاء والقدرة الاجتماعية والعاطفية.
تبدي السيدة ابتسام والدة أحد المصابين بمرض التوحد استغرابها للعلاج التجاري في سورية لهذا المرض، وتهرب الدولة من التزاماتها تجاه الأمراض الخطيرة. وتضيف: لماذا لا تقوم الدولة بإنشاء مراكز صحية لمعالجة مرض التوحد؟ وهل يعقل أن يُترك محدودو الدخل ليواجهوا هذا المرض وحدهم، أم أن حياة الأطفال لم تعد تهم أحداً؟
ويتحدث يوسف والد الطفل إمام بحرقة شديدة عن حالة ولده المصاب منذ سنتين: منذ أن ظهر هذا المرض، وأنا أعمل ليل نهار في سبيل علاجه، ولم أترك جمعية أهلية أو حكومية إلا وطرقت أبوابها، وكانت النتيجة أن لا أحد لديه القدرة على تقديم المساعدة. ويتابع: قمنا بعلاجه في دار السلام بدمشق فترة قصيرة، والآن يُعالج في أحد المراكز الأردنية لعدم توفر مركز صحي في سورية بمثل هذا المرض. يقال إنه يوجد مركز جديد تم أنشؤوه مؤخراً في منطقة حرستا، لكنه غالٍ جداً، إذ تُقدَّر تكاليف الإقامة فيه بنحو 45 ألف ليرة شهرياً، لذلك فضَّلت علاجه في الأردن لأن تكاليف العلاج أرخص، فأنا أحتاج إلى 225 ديناراً أردنياً شهرياً أو ما يعادل 17 ألف ليرة، عدا مصاريف الذهاب والإياب وتأشيرات الخروج لي ولعائلتي، علماً أن المركز غير مسؤول عن مصاريف المريض الشخصية من لباس وأدوية وبعض العلاجات الخاصة.
إن إقامة مراكز علاج لمثل هذه الأمراض صارت ملحة على ألا تكون ملاجئ معزولة، فمشاركة أهالي الأطفال التوحديين ضرورية من أجل تكوين حوافز لدى هؤلاء الأطفال للتحسن وتنفيذ برامج العلاج والأهداف التعليمية المخصصة لهم.