الأساس البيولوجي للمتعة
د. تيسير حسون
ثمة دلائل على أن هناك "أساساً عصبياً للمتعة" أي ما اصطلح على تسميته "مراكز المتعة" في منطقة من الدماغ تسمى الجهاز الحوفي. فقد وجد أنه يمكن تدريب الفأر على الضغط على عتلة في قفصه ليثير جهازه الحوفي بواسطة تيار كهربائي يحرر من خلال أقطاب كهربائية(إلكترودات). فبعض الفئران يمكن أن تضغط القضيب آلاف المرات خلال ساعة واحدة ، ولمدة 15 إلى 20 ساعة ، إلى أن تنهار من الإجهاد. وعندما تستعيد نشاطها فإنها تتجه إلى القضيب مباشرة. ولا يمكن إغراء هذه الحيوانات المستمتعة بالماء أ والطعام أو حتى بإيماءات مثيرة لفأر جذاب من الجنس الآخر. (قد ترتاح أو يصيبك الإحباط عندما تعرف أن الكائنات البشرية لا تتصرف مثل الفئران بهذا الخصوص).
والمرضى الذين تطوعوا لإجراء تنبيه مناطق المتعة لديهم وذلك من أجل علاج الاكتئاب ، قالوا بأن الخبرة كانت "ممتعة " بوجه عام ، لكن "التحريض الذاتي" الكهربائي لا يستطيع شفاء الاكتئاب أو منح "ارتفاعاً مزاجياً" كهربائياً.
حالياً ، يعتقد الباحثون بأن التحريض الدماغي كالذي أجري للفئران يفعٌل سبلاً عصبية مختلفة وليس مراكز محددة وأنه يتعين اشتمال التغيرات في مستوى النواقل والمعدلات العصبية. وقد ركزت بعض الاتجاهات في البحث عن الدور المحتمل الذي تلعبه الإندورفينات والتي هي عبارة عن مواد كيماوية شبيهة بالأفيونات موجودة في الجملة العصبية المركزية. ويحتوي الجهاز الحوفي بعضاً من أعلى التراكيز للإندورفينات ومستقبلاتها في الدماغ ، وقد لا تريح الإندورفينات من الألم فحسب ، بل قد تعزز المتعة.
في دراسة غير معهودة طلب أحد علماء الأعصاب من الطلاب أن يسموا له خبرات شخصية منحتهم رعشة انفعالية. تقريباً ، أشار معظمهم إلى الاستماع إلى مقطوعة موسيقية ، والعديد منهم تحدث عن شعور بالتنميل خلال هذه الخبرات ، ثم جعل هذا العالم الطلاب الذين شعروا بالتنميل يستمعون إلى مقطوعتهم المفضلة قبل وبعد إعطائهم دواءً خلبياً (غفلاً) أو حقنة النالوكسون (وهو مادة كيماوية تمنع تأثيرات الإندورفينات). والنتيجة هي أن النالوكسون أنقص تواتر وشدة التنميل ، والنتيجة أن الإندورفينات قد تتوسط الاستماع بالموسيقى.
أظهر بحث آخر ، مستخدماً الحيوانات ، رابطاً بين الإندورفينات والمتعة في الاتصال الاجتماعي. فقد أعطى العلماء جرعات صغيرة من المورفين أو الإندورفينات للصيصان أو صغار خنازير غينية. وقد أظهرت هذه الحيوانات بعد الحقن ضائقة أقل من المعتاد عند فصلها عن أمهاتها. فقد بدا أن هذه الحقنات قدمت إعاضة كيماوية حيوية عن الأم ، أو بشكل أدق جيشان أو دفق الإندورفين الذي يفترض حدوثه أثناء التماس مع الأم. وعند تلقي صغار الحيوانات هذه مواد تمنع تأثيرات الأفيونات ازداد صراخها. تقترح هذه النتائج بأن ارتفاع المزاج نتيجة تحريض الإندورفين قد يكون المحرك البدئي عند الطفل لنشدان العاطفة والراحة الاجتماعية. في الواقع إن الطفل المتعلق بأمه هو طفل مدمن على الحب.
د. تيسير حسون، اختصاصي في الطب النفسي، دمشق، (الأساس البيولوجي للمتعة)،
د. تيسير حسون
ثمة دلائل على أن هناك "أساساً عصبياً للمتعة" أي ما اصطلح على تسميته "مراكز المتعة" في منطقة من الدماغ تسمى الجهاز الحوفي. فقد وجد أنه يمكن تدريب الفأر على الضغط على عتلة في قفصه ليثير جهازه الحوفي بواسطة تيار كهربائي يحرر من خلال أقطاب كهربائية(إلكترودات). فبعض الفئران يمكن أن تضغط القضيب آلاف المرات خلال ساعة واحدة ، ولمدة 15 إلى 20 ساعة ، إلى أن تنهار من الإجهاد. وعندما تستعيد نشاطها فإنها تتجه إلى القضيب مباشرة. ولا يمكن إغراء هذه الحيوانات المستمتعة بالماء أ والطعام أو حتى بإيماءات مثيرة لفأر جذاب من الجنس الآخر. (قد ترتاح أو يصيبك الإحباط عندما تعرف أن الكائنات البشرية لا تتصرف مثل الفئران بهذا الخصوص).
والمرضى الذين تطوعوا لإجراء تنبيه مناطق المتعة لديهم وذلك من أجل علاج الاكتئاب ، قالوا بأن الخبرة كانت "ممتعة " بوجه عام ، لكن "التحريض الذاتي" الكهربائي لا يستطيع شفاء الاكتئاب أو منح "ارتفاعاً مزاجياً" كهربائياً.
حالياً ، يعتقد الباحثون بأن التحريض الدماغي كالذي أجري للفئران يفعٌل سبلاً عصبية مختلفة وليس مراكز محددة وأنه يتعين اشتمال التغيرات في مستوى النواقل والمعدلات العصبية. وقد ركزت بعض الاتجاهات في البحث عن الدور المحتمل الذي تلعبه الإندورفينات والتي هي عبارة عن مواد كيماوية شبيهة بالأفيونات موجودة في الجملة العصبية المركزية. ويحتوي الجهاز الحوفي بعضاً من أعلى التراكيز للإندورفينات ومستقبلاتها في الدماغ ، وقد لا تريح الإندورفينات من الألم فحسب ، بل قد تعزز المتعة.
في دراسة غير معهودة طلب أحد علماء الأعصاب من الطلاب أن يسموا له خبرات شخصية منحتهم رعشة انفعالية. تقريباً ، أشار معظمهم إلى الاستماع إلى مقطوعة موسيقية ، والعديد منهم تحدث عن شعور بالتنميل خلال هذه الخبرات ، ثم جعل هذا العالم الطلاب الذين شعروا بالتنميل يستمعون إلى مقطوعتهم المفضلة قبل وبعد إعطائهم دواءً خلبياً (غفلاً) أو حقنة النالوكسون (وهو مادة كيماوية تمنع تأثيرات الإندورفينات). والنتيجة هي أن النالوكسون أنقص تواتر وشدة التنميل ، والنتيجة أن الإندورفينات قد تتوسط الاستماع بالموسيقى.
أظهر بحث آخر ، مستخدماً الحيوانات ، رابطاً بين الإندورفينات والمتعة في الاتصال الاجتماعي. فقد أعطى العلماء جرعات صغيرة من المورفين أو الإندورفينات للصيصان أو صغار خنازير غينية. وقد أظهرت هذه الحيوانات بعد الحقن ضائقة أقل من المعتاد عند فصلها عن أمهاتها. فقد بدا أن هذه الحقنات قدمت إعاضة كيماوية حيوية عن الأم ، أو بشكل أدق جيشان أو دفق الإندورفين الذي يفترض حدوثه أثناء التماس مع الأم. وعند تلقي صغار الحيوانات هذه مواد تمنع تأثيرات الأفيونات ازداد صراخها. تقترح هذه النتائج بأن ارتفاع المزاج نتيجة تحريض الإندورفين قد يكون المحرك البدئي عند الطفل لنشدان العاطفة والراحة الاجتماعية. في الواقع إن الطفل المتعلق بأمه هو طفل مدمن على الحب.
د. تيسير حسون، اختصاصي في الطب النفسي، دمشق، (الأساس البيولوجي للمتعة)،