اتجاهات المعلمة نحو المهنة ودلالتها الاجتماعية:
إن مشاعر المعلم واتجاهاته نحو مهنة التعليم سيكون لها تأثير كبير على الطرق والوسائل التي يتخذها كمدخل للوصول إلى تحقيق مسؤولياته نحو التلاميذ إذ إن اتجاهاته نحو مهنة التدريس ومدى إيمانه بها سوف يحدد خطاه على الطريق التي يرسمها لنفسه للإسهام المنتج الفعال كشخص له مهنته وله مكانته ووزنه وقيمته والمدرسة مؤسسة اجتماعية تربوية تساهم في تلبية احتياجات المجتمع وتكون دائماً قريبة من الناس فهي تظل موضعاً لأحاديث الناس والآباء والأمهات الذين يبدون آرائهم وانتقاداتهم حولها وحول إنجازاتها فيما تؤديه للنشئ من تعليم وتربية وهذا يطلب من المعلمين أن يقفوا دائماً وباستمرار على كل ما يكتب أو ينشر أو يقال عن المدارس والتعليم فيها وأن يتعرفوا على رأي الناس خارج دائرة المدرسة. هذه المعلومات تعين المعلم في تبني اتجاهات تجاه مهنة التدريس. ولذلك فعلى المعلم أن يوجه لنفسه الكثير من الأسئلة ويحاول الإجابة عليها بصدق كأن نسأل لماذا اخترت أن نكون معاً؟ هل اخترت التدريس لأنه يمنحك الفرصة لتسهم إسهاما حيوياً في تنشئة التلاميذ؟ هل اخترت التدريس لأنك تسعد إذا عاونت الناس ولمست نتيجة معاونتك فتشعر بالرضا والارتياح؟
أم أنك اخترت مهنة التدريس تحت ضغط ظروف أخرى كأن يكون مجموع الدرجات في الشهادة الثانوية لم يؤهلك إلا للالتحاق بمعاهد وكليات إعداد المعلمين؟ هل اخترت مهنة التدريس لأنها تمنحك الفرص لزيادة دخلك من وراء الدروس الخصوصية؟ أو لأنها تتيح لك عطلة صيفية أطول؟
وأياً كانت الأسباب التي دفعت لاختيار المهنة فإنها ستحدد طريقك واتجاهك ونظرتك نحو التعليم والتدريس فإما أن تسعد وتُسعد غيرك بها وأما تشقى وتُشقي غيرك من ورائها. فالمعلم يدخل المدرسة والفصل ومعه خلفية عريضة من ميول واتجاهات وخبرات ويكون موقفه من التلاميذ مرتبطاً بهذه الخلفية ومتأثراً بها فإما أن يكون بمثابة الموجه والقائد المرشد للتلاميذ يعمل لمصلحتهم وتنميتهم، وإما أن ينظر إلى التدريس على أنه صناعة من لا صناعة له؟
إن مهنة التدريس تسمو مكانتها وتعلو في اعتبار الناس كلما أحسوا بما يقدمه المعلمون لأبنائهم من إنجازات وإسهامات بقصد تنميتهم وتطويرهم ومكانة التدريس سوف تتحقق عندما يستطيع كل معلم أن يتكلم بثقة وإيمان عن دور التربية في إعداد جيل المستقبل وتسليحهم بالمهارات والخبرات العلمية والعملية.
وكما لاتجاهات المعلم نحو المهنة أهمية وتأثير على أدائه في عرض الدرس فإن لهيئته العامة ومظهره الخارجي أثرهم أيضاً على التلاميذ وسنعرض فيما يلي أثرها.