ليوناردو دافنشيى

(1452 ـ1511)



كما جاء في المراجع التاريخية – مصور ونحات ومعماري وموسيقي ومهندس ، وعالم إيطالي ، ولد في فينشي ، وكان ابنا غير شرعي لكاتب عدل فلونسي وفتاة فلاحة ، تتلمذ على فيروشو ، " لودفيكو سفورتا " ، وفي تلك الفترة فرغ من تأليف الجزء الأكبر من كتابة عن التصوير ، ثم بدأ كتابه في الهدرليكا والميكانيكا والجيولوجيا والنبات ، كما رسم بمساعدة تلميذه " امبرجيو " لوحتي العذراء والصخور ثم صور العشاء الأخير ،

وفي عام ( 1500) عاد إلى فلورنسا وخدم عند ( سيزار بورجيه ) كمهندس حربي ، كما صور رائعته المشهورة ( الموناليزا ) المسماة كذلك بالجوكندا ، وأخيرا دعاه فرانسوا الأول إلى فرنسا فأقام فيها بقية حياة ، وفي فرنسا تابع بكل سكينة وهدوء بحوثه المتعددة.
لقد تراكمت لدي الباحثين في سيرة ليوناردو أكداس من الأبحاث والمؤلفات والمقالات دبج بعضها لفيف من معاصريه ومعارفه ، وكتب بعضها الآخر من تلاهم من النقاد والكتاب والأدباء على مر العصور وحتى الزمن الأخير .
كان آخر ما صدر من هذه المطبوعات التي تتناول فن ليوناردو وأعماله الخالدة مجلد بالألوان ، وقد تضمن هذا المجلد خلاصة مكثفة لما قيل في ( ليوناردو) منذ نشأته الأولى وحتى أواخر عصرنا الحاضر ، بالإضافة إلى أنه ضم بين دفتيه لوحاته الرائعة التي تنطبق ألوانها على الأصل انطباقا تقنيا جيدا.
جاء في مقدمة هذا المجلد القيم التي وضعها الناقد ( اندره شاستل ) قوله:
- لم يكن أحد ممن أعلام الفن في عصر النهضة عرضه للنقد والتقريظ ، أو المديح والتجريح ، مثل ( ليوناردو دافينشيى ) ولم يكن من المستطاع النظر الى أعماله من زاوية واحدة ، أو على وجه دون آخر.
لقد اطلعنا كلنا ولا ريب على الرسالة التي خطها ( بيرو دانوفالاريا ) وكيل أعمال دوقة ( فلورنسا ) حول أعمال ليوناردو إذ قال فيها:
- ( أن حياة ليوناردو لا تتميز ببعد النظر ، يبدو أنه يعيش يومه فقط ولا يأبه لغده ، لقد جعلت الرياضيات منه رجلا عاجزا عن الإمساك بريشة فنان).
والأغرب من ذلك أن ( ب. كاستيلون ) كتب يقول :
- ( من الطريف جدا أن الرسام الأول في العالم كان يكره الفن ، وقد انصرف إلى دراسة الفلسفة ، ومن هذه الفلسفة تكونت لديه اغرب المفاهيم ، واحدث التصورات ، ولكنه لم يعرف ان يعبر عنها في صورة ورسومه ).
ثم جاء ( فازاري ) الفنان الإيطالي والمؤرخ العلامة ( 1512 – 1574 ) ، فأنصف ليوناردو في مؤلفه الضخم ( أحسن الرسامين والنحاتين والمهندسين) وقدره حق قدره ، ولم يخف إعجابه بأعماله التاريخية وقال على لسان أحد معاصريه : - ( أننا لم نقدر فن التصوير عنده ، كما ينبغي ، كما قدرنا فنونه الأخرى).
ومع ذلك أشار فازاري إلى أن ( ليوناردو ) الذي عاش أواخر أيامه في كنف ملك فرنسا ( لقد أغضب الله والناس لأنه لم يعمل في حقل الفن ، كما يجب أن يعمل إنسان فنان عبقري مثله ).
ويمضي صاحب المقدمة في حديثه فيقول :
- ( عندما نبحث في ليوناردو عن الفنان نجد أنفسنا إزاء رجل علم وتجاه مفكر من الطراز الأول ، وعندما نتطلع إليه كرسام نكتشف أننا أمام مهندس نحات مصمم ، وعندما نصل أخيرا إلى انترسيم عنده كرسم تستوقفنا تجارب النظر يأتي وآياته ، أكثر مما تستوقفنا الصورة بحد ذاتها كصورة.
وعلى هذا وباختصار ، تساءلوا في إيطاليا ولا يزالوا يتساءلون عن المضمون الحقيقي ، والبعد الواقعي في عمل ( ليوناردو ) الفني .