بدأ يجمع أوراقه المتناثرة وكأنه يهم بالرحيل
عيناي ترقبه
لكن مازال الوقت مبكراً
أخاف تلك اللحظة
لكنها لم تحن بعد
لازال أمامنا المزيد من الوقت
لكنه بدا متجهاً للباب الكبير
إنه لا ينظر للخلف
ولا يلتفت
حدقت طويلاً بمنظره وهو يهم بالخروج
اقترب من الباب
فزعت مسرعة لأثنيه عن المضي قدماً
عله يتمهل قليلا
مازال لدي ولديه الكثير
اقتربت منه كثيراً ولكنه خرج
وإذا برجلين شداد غلاظ يحكمون قفل الباب
قذفت الرياح بوجهي شماغه
مسحت به دموعي
وبكيت حتى ابتلت الأرض
رائحته لا تشبه الآخرين
صوته ضجيج داخلي
ثغره الباسم
عينه التي تلمع وتدمع
كان أبي
بل كان أخي
كان صديقي
كان قريبي
وكان متنفسي
وكان كل شيء
كنت أحيا به
واليوم غادرني
ربما نلتقي وربما لا
لكني أعده بأن أصعد إلى القمة لأجده هناك..