يجادل قلبه الرحيل و قليلاً ما جادله..

فالسفر اليوم بعيدٌ و الدرب ما أطوله..

و مسافرُ الليلِ يحبو ... و الهمُّ ما أعجله..

مدَّ يده لمعطف السفر المعلق فى الركن و تناوله..

فالسفرُ الآن حتمٌ.... و الوعدُ لم يُمهِلَه..

ثم مال على صغيره و قبَّله..

نظر اليه الصغير و فى عينيه الأسئلة..

فغض الاب الطرف مليّاً ثم سبَّله..

و مسح بيده كل دمعه الذى أرسله..

و تحجَّرت باقى الدموعُ و ما أحراها سائلة..

و جرَّ قدمه يحاولُ الخروج و القدمُ ما أثقله..

و قصد الباب فلم يجده و لم يدرِ ما حوَّله..

و دار على كل الحوائط فاءذا الحوائط مُقْفَلة..

و مراراً يدور مُحاوِلاً و يعيد كل الذى حاوله..

ولا شئ هناك غير حزن الليلة المُقْحِلة..

و ما لديه شموعٌ ولا عودٌ لكى يُشعله..

فوقف حااااااااااااااائراً.............

فهو فى ظلمةٍ...

و كل الذى يرتجيه ظلمة ً مُقْبِلَة..

..ظلمة ً مقبلة..

ظلمة مقبلة..

ظلمة مقبلة.