صيام الجوارح
ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك، وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوة، ليس لأن الله تعالى في حاجةٍ إلى جوعنا، حاشا وكَلَّا! هو الغنى ونحن الفقراء، وهو الذي -سبحانه وتعالى- لا تنفعه طاعة المخلوقين، ولا تضره معصيتهم، وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب والشهوة، وحتى يكون الصومُ عن هذه المفطرات قائداً إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات .. الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان، وعلى ما منً به علينا من شهر الصيام والقيام، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأشهد أن لا إله إلاَ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير من صَلَّى وصام، وقام بالليل والناس نيام، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى من تبع هداه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا.
أمًا بعد : فأوصيكم ونفسي -أيها الناس- بتقوى الله، فهي الكنزُ العظيم، والحصن الحصين، إن خيري الدنيا والآخرة مجموع فيها، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى[البقرة:197]، وقبول الأعمال مُعَلَّقٌ بها، إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]، والغفران والثواب موعودٌ عليها، وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرَاً[الطلاق:5].
لكن مادية الحياة وزخرف الدنيا كسَتْ قلوب المتعلقين بها سحابةً من الغفلة، وأعمَتْ أبصارَهم غشاوة ٌ من الضلالة، حتى أصبحت المادة هي المقياس عندهم، فالمحظوظ -في نظرهم القاصر- هو من ترقَّى في جاه الدنيا وأموالها وسلطانها, والخاسر والشقيُّ -حسب زعمهم- هو مَن قلَّتْ مادَّتُه، أو تناساه الناس.
وقد نسِيَ هؤلاء أو تناسَوا قول الحق تبارك وتعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجَاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:131].
يُقَال ذلك -أيها المسلمون- ونحن في هذا الشهر الكريم، شَهْرٌ فرَض الله عليكم صيامه لعلكم تتقون.
غاية الصوم -أيها الإخوة- تقوى الله -عز وجل-، وذلك في جميع الجوارح، بما فيها القلب, فالقلب إذا صلح صلحت الجوارح والأعمال، وسلمت الحياة من العطب، والاستقامة على الدين تكون باستقامة الجوارح.
ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك، وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوة، ليس لأن الله تعالى في حاجةٍ إلى جوعنا، فحاشا وكلا! هو الغنى ونحن الفقراء، وهو الذي -سبحانه وتعالى- لا تنفعه طاعة المخلوقين، ولا تضره معصيتهم، وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب والشهوة، وحتى يكون الصومُ عن هذه المفطرات قائداً إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات.
وقد جاء في الحديث الصحيح التقريع والتوبيخ لمن تصوم أفواههم عن الطعام والشراب ولا تصوم جوارحهم عن المعاصي والمنكرات؛ لأن الصيام شُرع وسيلةً تقوِّى إرادة الإنسان على ضبط تصرفاته، وإلزام جوارحه الصيام عن المحرمات، فمَن أبَى إلاَ الاستمرار في المعاصي مكتفياً بالامتناع عن الطعام والشراب فهو لم يستفد شيئاً من هذا الشهر المبارك.
ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك، وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوة، ليس لأن الله تعالى في حاجةٍ إلى جوعنا، حاشا وكَلَّا! هو الغنى ونحن الفقراء، وهو الذي -سبحانه وتعالى- لا تنفعه طاعة المخلوقين، ولا تضره معصيتهم، وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب والشهوة، وحتى يكون الصومُ عن هذه المفطرات قائداً إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات .. الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان، وعلى ما منً به علينا من شهر الصيام والقيام، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأشهد أن لا إله إلاَ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خير من صَلَّى وصام، وقام بالليل والناس نيام، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى من تبع هداه إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا.
أمًا بعد : فأوصيكم ونفسي -أيها الناس- بتقوى الله، فهي الكنزُ العظيم، والحصن الحصين، إن خيري الدنيا والآخرة مجموع فيها، وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى[البقرة:197]، وقبول الأعمال مُعَلَّقٌ بها، إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27]، والغفران والثواب موعودٌ عليها، وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرَاً[الطلاق:5].
لكن مادية الحياة وزخرف الدنيا كسَتْ قلوب المتعلقين بها سحابةً من الغفلة، وأعمَتْ أبصارَهم غشاوة ٌ من الضلالة، حتى أصبحت المادة هي المقياس عندهم، فالمحظوظ -في نظرهم القاصر- هو من ترقَّى في جاه الدنيا وأموالها وسلطانها, والخاسر والشقيُّ -حسب زعمهم- هو مَن قلَّتْ مادَّتُه، أو تناساه الناس.
وقد نسِيَ هؤلاء أو تناسَوا قول الحق تبارك وتعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجَاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى [طه:131].
يُقَال ذلك -أيها المسلمون- ونحن في هذا الشهر الكريم، شَهْرٌ فرَض الله عليكم صيامه لعلكم تتقون.
غاية الصوم -أيها الإخوة- تقوى الله -عز وجل-، وذلك في جميع الجوارح، بما فيها القلب, فالقلب إذا صلح صلحت الجوارح والأعمال، وسلمت الحياة من العطب، والاستقامة على الدين تكون باستقامة الجوارح.
ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك، وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوة، ليس لأن الله تعالى في حاجةٍ إلى جوعنا، فحاشا وكلا! هو الغنى ونحن الفقراء، وهو الذي -سبحانه وتعالى- لا تنفعه طاعة المخلوقين، ولا تضره معصيتهم، وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب والشهوة، وحتى يكون الصومُ عن هذه المفطرات قائداً إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات.
وقد جاء في الحديث الصحيح التقريع والتوبيخ لمن تصوم أفواههم عن الطعام والشراب ولا تصوم جوارحهم عن المعاصي والمنكرات؛ لأن الصيام شُرع وسيلةً تقوِّى إرادة الإنسان على ضبط تصرفاته، وإلزام جوارحه الصيام عن المحرمات، فمَن أبَى إلاَ الاستمرار في المعاصي مكتفياً بالامتناع عن الطعام والشراب فهو لم يستفد شيئاً من هذا الشهر المبارك.