الحمدُ للهِ ، خالق الموت والحياة ، الآمر باغتنام الأوقات قبل الفوات ، القائل في كتابه لعباده : وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ . أحمده حمدا يليق بكريم وجهه ، وبعظيم سلطانه ، له الحمد في الأرض والسموات .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له في الربوبية ولا في الإلوهية ولا في الأسماء ولا في الصفات .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، كانت كل أوقاته طاعات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى أن يرث الله الأرض والسماوات ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ، عباد الله :
تقوى الله، وصية الله لكم ولمن كان قبلكم ، يقول سبحانه : وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ فاتقوا الله ـ عباد الله ، وتفقدوا أنفسكم في جانب التقوى ، وهي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ، كما عرفها علي بن أبي طالب .
حاسب نفسك أخي ، هل أثرت فيك ، أكثر من عشرين يوما مضت من رمضان ، فأثمرت فيك التقوى ، فصرت تخاف من الله ، وتعمل بكتابه ، ورضيت بما قسم لك ، وصرت مستعدا للموت ، أم لم يتغير فيك شئ ، لم تزل وكأنك لم تدرك شهر رمضان ، حظك الجوع والعطش والسهر ، كما قال النبي في الحديث الصحيح : رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، ورُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ .
أيها الأخوة المؤمنون :
يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فالتقوى ثمرة من ثمار الصيام ، وهاهو شهر الصيام دنى رحيله ، مضت أيامه ولياليه ، وقربت نهايته ؛ فنحن اليوم في اليوم الثاني والعشرين منه . أكثر أيام رمضان مضت وكأنها ساعة من نهار . من منا ـ أيها الأخوة ـ من يتذكر ما مر عليه في تلك الأيام أيام مرت ولا يُذكر مما حدث فيها شيئا !
المحسنون الذين أحسنوا في هذه الأيام ، فأتعبوا أنفسهم بالامتناع عن الشهوات ، وأتعبوا أجسادهم بالقيام والصيام ، والبعد عن المحرمات ، وتقربوا إلى الله بأنواع من الطاعات ، الآن لا يحسون بتعب طاعتهم و لا بمشقة إحسانهم .
وكذلك المفرطون الذين ألهتهم شهواتهم وملذاتهم ؛ فقضوا أوقاتهم بما تهواه وتشتهيه أنفسهم ، فتلذذوا بأنواع الراحة والمتعة ، التي شغلتهم عن استغلال شهرهم ، بما يقربهم من خالقهم . أيضا لا يحسون الآن في شيء من لذة شهواتهم وملذاتهم . انتهت مشقة الطاعات ، وذهبت لذة الشهوات ولم يبق إلا الحسنات والسيئات :
تفنى الذاذاتُ ممن نالَ صفوتَها
من الحرامِ ويبقى الإثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوءٍ في مغبتِها
لا خير في لذةٍ من بعدها النارُ
أيها الأخوة :
وحتى وإن مضى من رمضان أكثره ؛ فأفضل ما في شهر رمضان ، هو هذه الأيام ، ولعل خير من يقتدى به ، وخاصة في هذه الأيام ، النبي كما قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا .
إذا كان الناس في هذه الأيام ، تشغلهم الأسواق ، والبحث عن كل جديد ، وقضاء الأوقات الثمينة في البيع والشراء ، فإن المسلم يحرص على الإقتداء بنبيه e ، الذي كان يُغيّر ، في مثل هذه الأيام - مما اعتاد عليه ، فإنه - صلوات ربي وسلامه عليه - يجتهد في رمضان منذ دخوله ، ولكنه إذا دخلت العشر الأخيرة منه ، اجتهد أكثر ؛ تقول عائشة ـ ـ : كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ، وفي الحديث المتفق عليه تقول : إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، وأيقظ أهله .
تأملوا ـ يا عباد الله ـ ماذا كان يفعل نبيكم ، قدوتكم ، ؛ إنه يغتنم هذه الأوقات الفاضلة ، فالله .. الله ، يا عباد الله ، اقتدوا بنبيكم ، واستغلوا ما بقي من شهركم ، واحذروا التفريط ، فإن الأيام ثمينة ، وسوف تمضي وتنقضي كما مضى وانقضى غيرها من الأيام ، ومن يدري فربما يكون هذا الشهر ، هو آخر شهر تصومه يا عبد الله في حياتك ، بل ربما يدركك الأجل قبل أن تتم هذا الشهر ، فالله ... الله ... في مضاعفة الجهود ، وبذل الطاقات فيما بقي من أيام وليال مباركة ، والحذر من التفريط أو الكسل والفتور .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن الذي يفرط في هذه الأيام ، يفوت عليه خير كثير ، فهي عشر العتق من النار ، وقد تكون فيها ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر كما قال تعالى : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ والتي قال عنها النبي : في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم .
فاغتنموا ـ يا عباد الله ـ ما بقي من شهركم ، واحرصوا على ما يقربكم من خالقكم .
اسأل الله U لي ولكم علما نافعا وعملا خالصا وسلامة دائمة إنه سميع مجيب . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له في الربوبية ولا في الإلوهية ولا في الأسماء ولا في الصفات .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، كانت كل أوقاته طاعات ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى أن يرث الله الأرض والسماوات ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد ، عباد الله :
تقوى الله، وصية الله لكم ولمن كان قبلكم ، يقول سبحانه : وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ فاتقوا الله ـ عباد الله ، وتفقدوا أنفسكم في جانب التقوى ، وهي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والاستعداد ليوم الرحيل ، كما عرفها علي بن أبي طالب .
حاسب نفسك أخي ، هل أثرت فيك ، أكثر من عشرين يوما مضت من رمضان ، فأثمرت فيك التقوى ، فصرت تخاف من الله ، وتعمل بكتابه ، ورضيت بما قسم لك ، وصرت مستعدا للموت ، أم لم يتغير فيك شئ ، لم تزل وكأنك لم تدرك شهر رمضان ، حظك الجوع والعطش والسهر ، كما قال النبي في الحديث الصحيح : رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، ورُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ .
أيها الأخوة المؤمنون :
يقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ فالتقوى ثمرة من ثمار الصيام ، وهاهو شهر الصيام دنى رحيله ، مضت أيامه ولياليه ، وقربت نهايته ؛ فنحن اليوم في اليوم الثاني والعشرين منه . أكثر أيام رمضان مضت وكأنها ساعة من نهار . من منا ـ أيها الأخوة ـ من يتذكر ما مر عليه في تلك الأيام أيام مرت ولا يُذكر مما حدث فيها شيئا !
المحسنون الذين أحسنوا في هذه الأيام ، فأتعبوا أنفسهم بالامتناع عن الشهوات ، وأتعبوا أجسادهم بالقيام والصيام ، والبعد عن المحرمات ، وتقربوا إلى الله بأنواع من الطاعات ، الآن لا يحسون بتعب طاعتهم و لا بمشقة إحسانهم .
وكذلك المفرطون الذين ألهتهم شهواتهم وملذاتهم ؛ فقضوا أوقاتهم بما تهواه وتشتهيه أنفسهم ، فتلذذوا بأنواع الراحة والمتعة ، التي شغلتهم عن استغلال شهرهم ، بما يقربهم من خالقهم . أيضا لا يحسون الآن في شيء من لذة شهواتهم وملذاتهم . انتهت مشقة الطاعات ، وذهبت لذة الشهوات ولم يبق إلا الحسنات والسيئات :
تفنى الذاذاتُ ممن نالَ صفوتَها
من الحرامِ ويبقى الإثمُ والعارُ
تبقى عواقبُ سوءٍ في مغبتِها
لا خير في لذةٍ من بعدها النارُ
أيها الأخوة :
وحتى وإن مضى من رمضان أكثره ؛ فأفضل ما في شهر رمضان ، هو هذه الأيام ، ولعل خير من يقتدى به ، وخاصة في هذه الأيام ، النبي كما قال تعالى : لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا .
إذا كان الناس في هذه الأيام ، تشغلهم الأسواق ، والبحث عن كل جديد ، وقضاء الأوقات الثمينة في البيع والشراء ، فإن المسلم يحرص على الإقتداء بنبيه e ، الذي كان يُغيّر ، في مثل هذه الأيام - مما اعتاد عليه ، فإنه - صلوات ربي وسلامه عليه - يجتهد في رمضان منذ دخوله ، ولكنه إذا دخلت العشر الأخيرة منه ، اجتهد أكثر ؛ تقول عائشة ـ ـ : كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ، وفي الحديث المتفق عليه تقول : إذا دخل العشر شد مئزره ، و أحيا ليله ، وأيقظ أهله .
تأملوا ـ يا عباد الله ـ ماذا كان يفعل نبيكم ، قدوتكم ، ؛ إنه يغتنم هذه الأوقات الفاضلة ، فالله .. الله ، يا عباد الله ، اقتدوا بنبيكم ، واستغلوا ما بقي من شهركم ، واحذروا التفريط ، فإن الأيام ثمينة ، وسوف تمضي وتنقضي كما مضى وانقضى غيرها من الأيام ، ومن يدري فربما يكون هذا الشهر ، هو آخر شهر تصومه يا عبد الله في حياتك ، بل ربما يدركك الأجل قبل أن تتم هذا الشهر ، فالله ... الله ... في مضاعفة الجهود ، وبذل الطاقات فيما بقي من أيام وليال مباركة ، والحذر من التفريط أو الكسل والفتور .
أيها الأخوة المؤمنون :
إن الذي يفرط في هذه الأيام ، يفوت عليه خير كثير ، فهي عشر العتق من النار ، وقد تكون فيها ليلة القدر ، التي هي خير من ألف شهر كما قال تعالى : لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ والتي قال عنها النبي : في شهر رمضان ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم .
فاغتنموا ـ يا عباد الله ـ ما بقي من شهركم ، واحرصوا على ما يقربكم من خالقكم .
اسأل الله U لي ولكم علما نافعا وعملا خالصا وسلامة دائمة إنه سميع مجيب . أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .