عبدالحكيم هلال |
كم مرة سيتوجب عليهم الانكشاف وتعرية إفكهم على هذا النحو الفاضح، كي يدرك اسكافيوهم أنه قد آن الأوآن للتوقف عن مواصلة تلقي البصق مقابل كل مرة يتفننون فيها بتلميع أحذيتهم!
الآن بعد أن تبجحت مليشيات الحوثي بمهاجمتها مدينة عمران السبت الماضي، ومحاولتها السيطرة على مجمع المحافظة الحكومي، أتساءل: هل مازال أولئك الإسكافيون الأفذاذ قادرين أكثر على مواصلة مسح وجوههم المبصوقة بيد، ومواصلة التلميع باليد الأخرى؟
ذلك أن الحديث هنا عن مليشيات القشيبي والإصلاح والتكفيريين كأهداف تبريرية لغسل قذاراتهم المبطنة، لن يكون مجدياً بعد الآن، حيث ورمزية الدولة بالمحافظة المنتهكة (المجمع الحكومي) تعرضت سيادته هو الآخر لمحاولة إنتهاك واضحة غير منكرة!
دعوكم من كل ما حدث سابقاً، في السياق ذاته، كـ: استهداف مواقع الجيش؛ اقتحام السجن المركزي وتهريب المجرمين؛ وتفجير المدارس والمنشآت الحكومية؛ وضرب الكهرباء..الخ تلك الواضحات الكثيرات..
وتوقفوا معنا أمام هذه الجريمة الأخيرة، بما تمثله من تحدٍّ وجسارة للقيام بمحاولة انقلابية:
من كان المستهدف بهذا الهجوم، إن لم تكن الدولة؟
فهنا، لم يعد ثمة مكان شاغر لتلك الشماعات التبريرية الصدئة والمكرورة..
بل هي هنا بكل وضوح: سيادة الدولة، بمقرها الحكومي الأكثر تمثيلاً لها في المحافظات، وبمحافظها المستقل المعين حديثاً بمرسوم رئاسي.
نعم، حتى وإن كان هذا المرسوم قد جاء تنفيذاً لرغبة السيد، درءاً لمدافع مليشياته، إلا أن تلك المدافع في نهاية الأمر، ليس فقط لم تدرأ، بل تحولت بكل تحدٍّ وجسارة لتطال المكان الأكثر رمزية للدولة في المحافظة، حيث لا توجد هناك ميليشيات مسلحة تستحق الهجوم والسحق غير تلك التي وجهت قذائفها إليها فاستحقت ضرباً بالطيران الحربي.
بل أكثر من ذلك، فإنه سيتوجب هنا على قادة وأفراد ألوية الجيش المتواجدة هناك والقريبة، أن توجه ضربة عنيفة وقاسية ضد تلك المليشيات التي انتهكت سيادة الدولة، وحاولت السيطرة على مقر تمثيلها بالمحافظة.
حتى القشيبي، ذلك القائد الميليشاوي في نظر المليشيات المهاجمة لمقرات الدولة السيادية، سيكون خائناً لوطنه إن تقاعس أمام تلك الجريمة ولم يوجه أوامره الصارمة للقوات المكلف بقيادتها في التدخل، ليس فقط بتوجيه ضربة قوية ضد تلك العناصر الإرهابية لدحرها، بل سيتحتم عليه مطاردتها للقضاء عليها نهائياً، عملاً بما يقتضيه واجب الجيش في مثل هذه الحالات، والا سيعد ذلك خيانة موجبة للمحاسبة والمحاكمة والعقاب.
عليه أن يصبح بطلاً كالصبيحي، الذي تسابقت الصحافة على نشر صوره مؤخراً وهو يقود المعارك في أبين وشبوة ضد إرهابيين هاجموا مقرات عسكرية، ما مثل انتهاكاً صارخاً لجزء من رمزية سيادة الدولة.
وها قد أعلن الحوثي بنفسه انتهاء تاريخ صلاحية مهزلة "حيادية الجيش".
ما الذي يمكن أن يقال هنا، غير ذلك؟