العاطفة: فصل اليأس و الإحباط
1) الأحداث:
لم يعد إدريس مباشرة بعد إنتهاء الإمتحان إلى المغرب و ذلك ما فعله زملاءه الذين دخلوا إلى المغرب ليملأ المناصب الشاغرة بسبب نزوح الموظفين الفرنسيين مما هيأ له فرصة السياحة في باريس و قراءة "مؤلف البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست----------------التشاؤم" و هي الفترة التي أدرك فيها أن تربيته الفكرية لم تكن بالمستوى تربيته الوجدانية من خلال تصرفاته مع الفتاة الألمانية و التي خصها بعد عودته إلى المغرب برسائل يعبر فيها عن المعاناة التي يعيشها المثقف المحب و يكشف فيها عن حالة البؤس و التردد التي تنتابه منذ الصغر "و انا أشعر بخصاص عاطفي" فقررت أن أقسو على نفسي و أن أنبد التعاطف و التوالد ثم حصل ما حصل و اليوم إذا ما تماديت في سكوتك حكمت علي بحزن مؤبد و يختم الفصل بالرسالة المطولة التي بعث بها إدريس من باريس إلى شعيب يطلب منه أن يزوده بأخبار المدينة و الوطن كاشفاً عن خيبة أمله في استغلال المغرب " كنا طفيلين في مغرب الأجانب وها نحن اجانب في مغرب أشباح العائلة" ص 157.
مبيناً خطأ الخيار المتمثل في عدم اتباع سياسية المبادئ المحققة للتضامن مع قوى التغيير في العالم و الرضى في تحكيم سياسة المصالح و الاعتقاد في الخرافات و الأساطير التي يملكها الغرب أفئدتنا، ويرى أن حالة المغرب لم تتغير في العمق إلا بوضع أساس تصنيع حقيقي أو حتى إذا لم نتمكن على الأقل ندرك واقعنا "---------------" ص161.
و يعين هذا الفصل برسائل إدريس إلى الفتاة الفرنسية مثل اللجوء إلى الكتابة إليها حالة من حالات التعويض عن الحياة الحقة التي لا يحياها إدريس، فكل من راسلهن لا يزدن عن أشباح يخاطبها إدريس كتابة لأنه يحتاج إلى مراسل فكانت الرسالة بذلك وسيلة المناجاة للنفس و الذات. ص163.
مع الإشارة إلى ما منحته إياه السنتان اللتان قضاهما في باريس بعد إنهائه دراسته من فرصة حقيقية للتكوين إذ لم يعد مقيداً بامتحان او مباريات.
2) القضايا:
يمثل فصل العاطفة فصل رصد حالة اليلأس و الإحباط التي تتملك ذات إدريس و هو إحباط يرتبط بعاملين رئيسيين هما:
1. فشله في إقامة علاقات إيجابية مع المرأة و هو أمر يضرب بجذوره أبعد من المرحلة التي تؤطر الأحداث في هذا الفصل، نستحضر في هذا السياق علاقته بالمرأة في الفصول السابقة فهي علاقة تتراوح بين الصور و الأشكال التالية:
أ- الكراهية و الإعراض
ب- التردد و الاضطراب = المؤدي إلى الإنفصال أو عدم قيام أي ارتباط.
ت- السعي لاستجداء اللذة و المتعة الجسدية = علاقته بالبغايا او غيره من المكنة و تتحكم في اتسام علاقته بالمرأة في هذه الصفة عوامل عدة نشير منها بالخصوص إلى التربية التي تلقاها إدريس و إلى وفاة الأم.
2. خدعة الإستقلال: فقد خاب امل إدريس في إستقلال المغرب لما وقف عليه من تخبط في تحديد الخيارات الفكرية و السياسية و الإقتصادية و بذلك فقد مثل إدريس نموذج الرجل الذي أخطأ موعده مع الأحداث.
3. القوى الفاعلة: و يمكن التمييز في هذا المستوى بين الأطراف التالية:
• الأطراف الثابتة: إدريس – شعيب – الراوي
• الأطراف التي تواصل معها إدريس عبر القراءة مثلاً : هيرمان هيسه من خلال روايته " ذئب الفيافي" و مارسيل بروست من خلال روايته " البحث عن الزمن الضائع".
• الاطراف التي تعامل معها عبر المراسلة: الفتاة الألمانية- شعيب –الفتاة الفرنسية.
• الأطراف العابرة: التي كانت تحضر و تختفي حسب الحداث و قد مثل إدريس نقطة تقاطع بين هذه القوى الفاعلة
4) الزمن في فصل العاطفة:
إذا كانت بنية الزمن في الفصل السابق تتسم بالمحدودية فإنها في هذا الفصـل تتسم بالكثـرة و التنوع.
الزمن العام: و هو عهد الاستقلال تندرج ضمنه الأزمنة الجزئية التالية:
1956-1957-1958 أربع سنوات قضاها في الحي الجامعي:
الفصول: شتاء 1957
الشهور: بداية سبتمبر – يوليوز ...
الأسابيع: أسابيع الصيف – ثلاثة أسابيع
الأيام: الإثنين – الجمعة – يوم الكتابة للفتاة الفرنسية – يوم مقابلتها.
اسثنتاج: اعتمد الفصل على أسلوب الرسالة و هي رسائل محددة الهوية و التاريخ عكسما وقفنا عليه في فصل الوجدان (رسالة إلى امرأة مجهولة مَثَّلّت وسيلة من وسائل مناجاة الذات و عكست الحالة النفسية المضطربة لإدريس)
1) الأحداث:
لم يعد إدريس مباشرة بعد إنتهاء الإمتحان إلى المغرب و ذلك ما فعله زملاءه الذين دخلوا إلى المغرب ليملأ المناصب الشاغرة بسبب نزوح الموظفين الفرنسيين مما هيأ له فرصة السياحة في باريس و قراءة "مؤلف البحث عن الزمن الضائع" لمارسيل بروست----------------التشاؤم" و هي الفترة التي أدرك فيها أن تربيته الفكرية لم تكن بالمستوى تربيته الوجدانية من خلال تصرفاته مع الفتاة الألمانية و التي خصها بعد عودته إلى المغرب برسائل يعبر فيها عن المعاناة التي يعيشها المثقف المحب و يكشف فيها عن حالة البؤس و التردد التي تنتابه منذ الصغر "و انا أشعر بخصاص عاطفي" فقررت أن أقسو على نفسي و أن أنبد التعاطف و التوالد ثم حصل ما حصل و اليوم إذا ما تماديت في سكوتك حكمت علي بحزن مؤبد و يختم الفصل بالرسالة المطولة التي بعث بها إدريس من باريس إلى شعيب يطلب منه أن يزوده بأخبار المدينة و الوطن كاشفاً عن خيبة أمله في استغلال المغرب " كنا طفيلين في مغرب الأجانب وها نحن اجانب في مغرب أشباح العائلة" ص 157.
مبيناً خطأ الخيار المتمثل في عدم اتباع سياسية المبادئ المحققة للتضامن مع قوى التغيير في العالم و الرضى في تحكيم سياسة المصالح و الاعتقاد في الخرافات و الأساطير التي يملكها الغرب أفئدتنا، ويرى أن حالة المغرب لم تتغير في العمق إلا بوضع أساس تصنيع حقيقي أو حتى إذا لم نتمكن على الأقل ندرك واقعنا "---------------" ص161.
و يعين هذا الفصل برسائل إدريس إلى الفتاة الفرنسية مثل اللجوء إلى الكتابة إليها حالة من حالات التعويض عن الحياة الحقة التي لا يحياها إدريس، فكل من راسلهن لا يزدن عن أشباح يخاطبها إدريس كتابة لأنه يحتاج إلى مراسل فكانت الرسالة بذلك وسيلة المناجاة للنفس و الذات. ص163.
مع الإشارة إلى ما منحته إياه السنتان اللتان قضاهما في باريس بعد إنهائه دراسته من فرصة حقيقية للتكوين إذ لم يعد مقيداً بامتحان او مباريات.
2) القضايا:
يمثل فصل العاطفة فصل رصد حالة اليلأس و الإحباط التي تتملك ذات إدريس و هو إحباط يرتبط بعاملين رئيسيين هما:
1. فشله في إقامة علاقات إيجابية مع المرأة و هو أمر يضرب بجذوره أبعد من المرحلة التي تؤطر الأحداث في هذا الفصل، نستحضر في هذا السياق علاقته بالمرأة في الفصول السابقة فهي علاقة تتراوح بين الصور و الأشكال التالية:
أ- الكراهية و الإعراض
ب- التردد و الاضطراب = المؤدي إلى الإنفصال أو عدم قيام أي ارتباط.
ت- السعي لاستجداء اللذة و المتعة الجسدية = علاقته بالبغايا او غيره من المكنة و تتحكم في اتسام علاقته بالمرأة في هذه الصفة عوامل عدة نشير منها بالخصوص إلى التربية التي تلقاها إدريس و إلى وفاة الأم.
2. خدعة الإستقلال: فقد خاب امل إدريس في إستقلال المغرب لما وقف عليه من تخبط في تحديد الخيارات الفكرية و السياسية و الإقتصادية و بذلك فقد مثل إدريس نموذج الرجل الذي أخطأ موعده مع الأحداث.
3. القوى الفاعلة: و يمكن التمييز في هذا المستوى بين الأطراف التالية:
• الأطراف الثابتة: إدريس – شعيب – الراوي
• الأطراف التي تواصل معها إدريس عبر القراءة مثلاً : هيرمان هيسه من خلال روايته " ذئب الفيافي" و مارسيل بروست من خلال روايته " البحث عن الزمن الضائع".
• الاطراف التي تعامل معها عبر المراسلة: الفتاة الألمانية- شعيب –الفتاة الفرنسية.
• الأطراف العابرة: التي كانت تحضر و تختفي حسب الحداث و قد مثل إدريس نقطة تقاطع بين هذه القوى الفاعلة
4) الزمن في فصل العاطفة:
إذا كانت بنية الزمن في الفصل السابق تتسم بالمحدودية فإنها في هذا الفصـل تتسم بالكثـرة و التنوع.
الزمن العام: و هو عهد الاستقلال تندرج ضمنه الأزمنة الجزئية التالية:
1956-1957-1958 أربع سنوات قضاها في الحي الجامعي:
الفصول: شتاء 1957
الشهور: بداية سبتمبر – يوليوز ...
الأسابيع: أسابيع الصيف – ثلاثة أسابيع
الأيام: الإثنين – الجمعة – يوم الكتابة للفتاة الفرنسية – يوم مقابلتها.
اسثنتاج: اعتمد الفصل على أسلوب الرسالة و هي رسائل محددة الهوية و التاريخ عكسما وقفنا عليه في فصل الوجدان (رسالة إلى امرأة مجهولة مَثَّلّت وسيلة من وسائل مناجاة الذات و عكست الحالة النفسية المضطربة لإدريس)