الطفولة الضائعة
وعندما أتحدث عن الطفولة الضائعة لا ينبغي أن يفهم من كلامي أنني أقصد الطفولة المشردة أو تلك التي سارت في دروب الانحراف مبكرا بفعل إهمال أولياء أمورها أو غيابهم، بل أعني تلك الفئة من الأطفال الذين ينعمون بوجود أولياء أمورهم في حياتهم والذين تراهم ساهرين على رعايتهم غير أن نوع تلك الرعاية أراها ناقصة وفيها تقصير كبير وكبير جدا.
إن لم يعتد الطفل منذ صغره على نمط حياة فيه انضباط وجد ومعاني سامية تعلمه أن الحياة لم يخلق لها عبثا، كما جاء على لسان العلي القدير في سورة المؤمنون الآية 15:}أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون{.
إن أحسنا فهم هذه الآية وعرفنا كيف نسكبها في أفهام وأفئدة صغارنا، فنعلمهم أن الحياة دار عبور وامتحان وابتلاء وأن الوقت نحاسب فيما أنفقناه، نكون قد بنينا جيلا محصنا أخلاقيا.
عامل مهم آخر جدا على الآباء أن يراعوه رعاية كبيرة وكبيرة جدا، عليهم بغرس حب الله في أفئدة صغارهم، والعمل والحرص على مرضاته.
فالجيل الذي سينهض ببلاده وعالمنا العربي الإسلامي هو صاحب إيمان قوي، كأن نرعى بذور الإيمان في فؤاد الصغير بسقايته السقاية المنتظمة، فيكبر وسط أبوين وإخوة مصلين أخلاقهم الصدق والجد والنزاهة والفطرة السليمة، فهذا سيساهم بشكل كبير في بلورة شخصية الطفل وهو يشرف على سنوات المراهقة التي عادة ما يشكو منها الآباء، فالطفل الذي يتربى في حضن الدين ومعانيه السامية من حب وطاعة الوالدين لن يعرف التمرد وإثبات الذات بشكل مخالف لتعاليم دينه.
ثم إن الطفل الذي يكون قد اعتاد على نظام حياة لا وجود فيه للهو الماجن أو التسلية الفارغة أو للصحبة السيئة، ستنمو شخصيته بطريقة سليمة وعند بلوغه سن النضج سيكون شخصية متوافقة مع نفسها ومع انتمائها الحضاري وسيكون بمثابة العضو الصالح في المجتمع الذي يسعى لعمل الخير ليس لنفسه فقط وإنما رغبة أيضا في إفادة مجتمعه.
لنا أن نتعاطى مع موضوع تنشئة أطفالنا التنشئة الصالحة بجدية تامة وبروح من المسؤولية، فلا يجب أن يغيب عنا أن الفترة الفاصلة بين ستة سنوات واثنتي عشرة سنة هي فترة حاسمة في عمر مشروع الفرد المسلم الصالح.
لا يمكن لنا أن نطمح في الخروج من دائرة التخلف والفراغ والتبعية والاستعباد التي نعيشها بدون التفكير جديا في صنع الإنسان!
فعلى مستوى الجزائر، كل الرؤساء والحكومات والبرامج التنموية التي تعاقبت منذ 1962 إلى يومنا هذا فشلت فشلا ذريعا في صنع الإنسان الجزائري المسلم القوي بإيمانه الإيجابي والفاعل في محيطه الصغير والكبير وهذا لأن النظام السياسي في بلادنا ومنذ الاستقلال ناصب العداء العقيدة الإسلامية من حيث هي شريعة إسلامية ومنهاج حكم وحياة. ولم يتبن قيمها الإسلامية في التعليم والتربية والإعلام والاقتصاد ونحن اليوم نحصد ما زرعه مسؤولينا من 62 إلى يومنا هذا.
فلابد من الرجوع إلى منبع العقيدة الإسلامية لنكون جيلا مسؤولا ومضطلعا بمهامه العقائدية والحضارية.
أكرر وألح على هذا المطلب، من دون تحكيم شرع الله في حياتنا بكل ما تتضمنه من سياسة وثقافة اجتماع وتربية واقتصاد، فنحن إلى خسران مبين.
وعندما أتحدث عن الطفولة الضائعة لا ينبغي أن يفهم من كلامي أنني أقصد الطفولة المشردة أو تلك التي سارت في دروب الانحراف مبكرا بفعل إهمال أولياء أمورها أو غيابهم، بل أعني تلك الفئة من الأطفال الذين ينعمون بوجود أولياء أمورهم في حياتهم والذين تراهم ساهرين على رعايتهم غير أن نوع تلك الرعاية أراها ناقصة وفيها تقصير كبير وكبير جدا.
إن لم يعتد الطفل منذ صغره على نمط حياة فيه انضباط وجد ومعاني سامية تعلمه أن الحياة لم يخلق لها عبثا، كما جاء على لسان العلي القدير في سورة المؤمنون الآية 15:}أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و أنكم إلينا لا ترجعون{.
إن أحسنا فهم هذه الآية وعرفنا كيف نسكبها في أفهام وأفئدة صغارنا، فنعلمهم أن الحياة دار عبور وامتحان وابتلاء وأن الوقت نحاسب فيما أنفقناه، نكون قد بنينا جيلا محصنا أخلاقيا.
عامل مهم آخر جدا على الآباء أن يراعوه رعاية كبيرة وكبيرة جدا، عليهم بغرس حب الله في أفئدة صغارهم، والعمل والحرص على مرضاته.
فالجيل الذي سينهض ببلاده وعالمنا العربي الإسلامي هو صاحب إيمان قوي، كأن نرعى بذور الإيمان في فؤاد الصغير بسقايته السقاية المنتظمة، فيكبر وسط أبوين وإخوة مصلين أخلاقهم الصدق والجد والنزاهة والفطرة السليمة، فهذا سيساهم بشكل كبير في بلورة شخصية الطفل وهو يشرف على سنوات المراهقة التي عادة ما يشكو منها الآباء، فالطفل الذي يتربى في حضن الدين ومعانيه السامية من حب وطاعة الوالدين لن يعرف التمرد وإثبات الذات بشكل مخالف لتعاليم دينه.
ثم إن الطفل الذي يكون قد اعتاد على نظام حياة لا وجود فيه للهو الماجن أو التسلية الفارغة أو للصحبة السيئة، ستنمو شخصيته بطريقة سليمة وعند بلوغه سن النضج سيكون شخصية متوافقة مع نفسها ومع انتمائها الحضاري وسيكون بمثابة العضو الصالح في المجتمع الذي يسعى لعمل الخير ليس لنفسه فقط وإنما رغبة أيضا في إفادة مجتمعه.
لنا أن نتعاطى مع موضوع تنشئة أطفالنا التنشئة الصالحة بجدية تامة وبروح من المسؤولية، فلا يجب أن يغيب عنا أن الفترة الفاصلة بين ستة سنوات واثنتي عشرة سنة هي فترة حاسمة في عمر مشروع الفرد المسلم الصالح.
لا يمكن لنا أن نطمح في الخروج من دائرة التخلف والفراغ والتبعية والاستعباد التي نعيشها بدون التفكير جديا في صنع الإنسان!
فعلى مستوى الجزائر، كل الرؤساء والحكومات والبرامج التنموية التي تعاقبت منذ 1962 إلى يومنا هذا فشلت فشلا ذريعا في صنع الإنسان الجزائري المسلم القوي بإيمانه الإيجابي والفاعل في محيطه الصغير والكبير وهذا لأن النظام السياسي في بلادنا ومنذ الاستقلال ناصب العداء العقيدة الإسلامية من حيث هي شريعة إسلامية ومنهاج حكم وحياة. ولم يتبن قيمها الإسلامية في التعليم والتربية والإعلام والاقتصاد ونحن اليوم نحصد ما زرعه مسؤولينا من 62 إلى يومنا هذا.
فلابد من الرجوع إلى منبع العقيدة الإسلامية لنكون جيلا مسؤولا ومضطلعا بمهامه العقائدية والحضارية.
أكرر وألح على هذا المطلب، من دون تحكيم شرع الله في حياتنا بكل ما تتضمنه من سياسة وثقافة اجتماع وتربية واقتصاد، فنحن إلى خسران مبين.