[size=48]التاريخ 29شعبان اخر يوم قبل موعد ينتظره كل الشعب الشغوف ،صباحا بعد ان يبتسم الفجر سنه ،تنطلق جاحفل الجيوش المدججة بأكياس وقفف كانها جعب حرب ،شيخ كبير يقطع الخطوات حاملا هموم الزمن وتعبه ،على الخط فتاة عصرية تعتصر ما تبقى لها من يوم شك قبل اليقين لتصبغ وجهها وتعري عن جسدها المحشور بين ثياب ضيقة ،امراة شبه عجوز تسرع الخطى نحو غايتها المنشودة السوق المجاور، يمتلئ المكان بالاجساد وتختنق الخطوات لا مكان لاكثر من خطوة ،يغتنم الفرصة لصوص قد صبغت وجوههم بقتامة الليل ،يتسكعون بين رفوف الاجساد بحثا عن فريسة غافلة ،الشيخ الكبير يعرقل الجموع بعجزه عن السير فيرتفع الصياح امشي يتوقف الشيخ فيحدث احتكاك كريه بين الاجساد ،ويعلو الصياح المزعج امراة قد اكلها الغضب تكشر عن غضبها المكبوث فتقصف الشابة الشبه عارية بسيل من الكلام الجارح ،تنتفض الشابة وتدخل الحرب بشراسة ،فتتدخل بعض النسوة لفض الصراع لكن الصراع يزكم الانوف ،يشم اللصوص رائحة الغفلة فينطلقون نحو الرائحة ،الشيخ يمضي في بطئ شديد نحو طاولة الخضار وخلفه رجل قد حمل السوق بين يديه اكياس تكفي لاطعام قارة افريقيا كاملة،يتكلم احدهم ما بكم هل انتم في حرب فتتناوله الالسن ما دخلك ..فينشب صراع اخر ..يصل اللصوص الى ارض المعركة فيقوم قائدهم بتحليل الوضع الامني..المراة الشابة مخيفة وقد تصرخ ويعلو صراخها خارج النطاق..الشاب الواقف امامها كالظل يشتبه في انتمائه لحزب وراء كل امراة رجل ،وقد يتدخل في الصراع..الحل الامثل هي العجوز فهي فريسة سهلة والصراخ عامل مساعد لحفظ الهدوء،في لمح البصر وفي غفلة برق تختطف الحقيبة الكبيرة من يد العجوز ،ينسل اللصوص بعيدا عن مرمى النيران فيأخذون في تقاسم الاحلام احدهم يمني نفسه بحصة تكفيه للسهر طوال شهر رمضان وأخر يحلم بان تساعده على الانتشاء بالمخدرات بعيدا عن عيون الناس ،والأخر يحلم بكنز علي بابا داخل الحقيبة تفتح حقيبة علي بابا ،يعم الصمت بطاقة الشفاء وصفات طبية تكفي لعلاج نصف سكان المجرة،ارقام هواتف لاطباء في ضغط الدم والسكر،كيس اسود واعد يفتحه اللص الأكثر جراءة ،اقراص وأدوية مسكنة،خيبة امل عارمة ،الشابة تنهي الصراع مع المراة الغضوب بالانسحاب لكنها قبل مغادرتها ارض المعركة تحس بان ظلها الشقيق لا يريد مغادرة كوكبها فتعود لفتح جبهة صراع جديدة الا تستحي رمضان على الابواب ،يلكمها الظل بكلمات نابية فتشتعل الحرب من جديد هذه المرة شاب مع امه واخر مع زوجته يوجهون لكمات حارة للظل فيغيب مع الشفق،ثم تنهال الكلمات الجارحة في حق ام جسد ،اتقي الله نحن في ايام مباركة،يكنس السوق عن بكرة ابيه، ولا يبقى فيه غير اثار خاوية لشعب يعيش صراع يومي لأجل سد رمق لا تسده لقمة ضنك يعيش فصولها كل يوم[/size]