تمكن الجيش اليمني الأسبوع الماضي من إعادة السيطرة على مطار في محافظة حضرموت كان قد استولى عليه مسلحون يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لفترة قصيرة.
وقد استأنف المطار نشاطه الملاحي بعد ساعات فقط من الهجوم، وفق ما قال مسؤولون.
وقال العميد سعيد الفقيه، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة، في تصريح لوكالة سبأ الرسمية يوم الخميس، 26 حزيران/يونيو، "إن قوات حماية مطار سيئون تمكنت من إحباط محاولة مجموعة إرهابية السيطرة على برج مطار سيئون".
وأضاف الفقيه أن المجموعة هاجمت مصنعاً للتمور قبل توجهها إلى المطار، مما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا المدنيين بينهم امرأة مع طفليها.
وأعلن وزير النقل واعد باذيب عن عودة الرحلات من وإلى مطار سيئون عقب زيارة تفقدية قام بها إلى المطار بعد إحباط الجيش محاولة السيطرة عليه.
وأكد في تصريح بثه التلفزيون الرسمي دعمه ودعم كل وزراء الحكومة الآخرين للقوات الأمنية في مكافحة الإرهاب.
من جهته، قال العقيد محمد حزام، نائب مدير عام التوجيه المعنوي بوزارة الداخلية، "إن الأجهزة الأمنية والعسكرية استطاعت تضييق الخناق على العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة وإفشال مخططاتهم الإرهابية والتخريبية".
يُذكر أنه في اليوم نفسه، قام مسلحون من القاعدة في جزيرة العرب بالهجوم على مبنى حكومي مجاور.
إنجازات أمنية
وفي هذا السياق، أشاد سالم المنهالي وكيل محافظة حضرموت بـ "يقظة الأجهزة الأمنية في إفشال مخططات تنظيم القاعدة الذي نفذ عدة هجمات في يوم واحد في مدينة سيئون".
وذكر أن "المدينة عاشت أوقات صعبة لكن نجاح الأجهزة الأمنية في إفشال هذه المخططات ساعد على عودة الحياة الطبيعية في أنحائها وفي أسواقها".
وندد المنهالي بهجوم تنظيم القاعدة على مصنع التمور، وقال "لا أعرف ما الهدف من وراء هذا الهجوم" مشيراً إلى أن غالبية عمال المصنع من النساء الفقيرات.
وعاد العقيد حزام ليؤكد عزم الأجهزة الأمنية على ملاحقة المجرمين وتعقبهم ، وقال إنها "تقوم بتشديد الإجراءات وملاحقة العناصر الإرهابية".
ودعا حزام المواطنين إلى التعاون مع قوات الأمن والإبلاغ عن "العناصر الإرهابية".
هجوم القاعدة على المدنيين
بدوره، أكد فارس السقاف، رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية، أن الضربات المتلاحقة ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أضعفته فأصبح يستهدف المنشآت المدنية والأبرياء من المدنيين ليسجل حضوراً إعلامياً، بدءا من حادثة استهداف مستشفى العرضي في كانون الأول/ديسمبر الماضي ووصولاً إلى استهداف سيئون.
وأشار إلى أن التنظيم بات يسعى إلى تدمير البنية التحتية اليمنية وإثارة الفوضى وبث الرعب في نفوس المواطنين.
ومن جانبه، اعتبر الدكتور أمين الحذيفي، أستاذ القانون الجنائي في جامعة صنعاء، في تصريح للشرفة أن "الهدف الاستراتيجي للقاعدة هو القتل بغض النظر عن وجود ضحايا لعملياتهم سواء من كانوا من النساء أو الأطفال".
وشدد الحذيفي على أهمية بسط الدولة لنفوذها وسلطتها مع دعوة العناصر المنخرطة في صفوف هذه "الجماعات الإرهابية" والتي لم ترتكب بعد أي جرائم إلى العودة إلى "المواطنة الصالحة"، على حد وصفه.