أثارت حادثة استهداف حافلة عسكرية صغيرة كانت تقل مدنيين إلى مقار عملهم في عدن هذا الأسبوع موجة استنكار رسمي وشعبي.
وقد أفاد موقع 26 سبتمبر التابع لوزارة الدفاع اليمنية يوم الأحد، 15 حزيران/يونيو، أن عناصر يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب قاموا بإطلاق وابل من النيران الكثيفة وبشكل عشوائي على حافلة تنقل الموظفين الإداريين في شعبة الرياضة العسكرية التابعة للمنطقة العسكرية الرابعة، وموظفين في مستشفى باصهيب العسكري بعدن.
وأدى إطلاق النار إلى مقتل ستة أشخاص بينهم امرأتان وتسعة جرحى من الموظفين الإداريين.
وسبق لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب أن شن عمليات استهدف من خلالها عناصر في القوات الأمنية و عاملين طبيين . وفي كانون الأول/ديسمبر الماضي، تبنى التنظيم الهجوم على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء والذي أسفر عن مقتل 56 شخصا بينهم أطباء وممرضون.
وقام وكيل محافظة عدن نائف البكري يوم الاثنين، 16 حزيران/يونيو، بزيارة جرحى الاعتداء الذين يتلقون العلاج حاليا في مستشفى أطباء بلا حدود .
وأشار البكري إلى أن قوات الجيش والأمن تقوم حاليا بملاحقة "العناصر الإرهابية التي نفذت هذا الاعتداء الإرهابي الجبان الذي يعبّر عن فكر هذه العصابات الإجرامية والتخريبية التي تخلت عن كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية".
وفي ردة فعل بعض من العلماء والناشطين الحقوقيين والباحثين على حادثة استهداف الحافلة، قال العلامة زيد بن عبد الرحمن، مدير مركز النور للدراسات، "إن الكلمات لم تعد تستطيع وصف ما يقوم به تنظيم القاعدة، فاستهداف شخص قد يمكن وصفه بجريمة القتل بينما تنظيم القاعدة يستهدف شعوبا ويستهدف أمة بأكملها".
وأضاف عبد الرحمن "إنهم يستهدفون مدنيين وأبرياء ويسعون إلى إزهاق هذه الأرواح".
وأكد عبد الرحمن وهو عضو جمعية علماء اليمن، على واجب كل شخص صاحب رسالة أن يعمل على مكافحة الإرهاب والتطرف في كل حقل يوجد فيه وحينما تتاح له الفرصة بذلك".
أما المحلل السياسي محمد الغابري، فوصف عمليات القتل الإرهابية التي يقوم بها تنظيم القاعدة ضد الأبرياء بـ "عمليات قتل عبثية" لا يهدف من خلالها سوى إلى تسجيل حضوره.
وقال "إن الأعمال التي يقوم بها التنظيم من استهداف للمدنيين الأبرياء من موظفين وأطباء وممرضين لا يمكن أن يقبل بها إنسان عاقل".
تدابير أمنية
وتنفذ القوات الأمنية اليمنية منذ أسابيع حملة أمنية مكثفة ضد عناصر القاعدة في محافظتي شبوة وأبين. ويقوم الجيش حاليا بملاحقة العناصر الذين فروا إلى المحافظات المجاورة لها حيث نجحت الحملة الأخيرة في مهمتها في تطهير تلك المناطق، حسبما أكد العقيد سعيد الفقيه، الناطق باسم وزارة الدفاع.
وقال في تصريح للشرفة "إن الجيش اليمني معني بإجراءات الردع والمواجهات الحاسمة ضد عناصر تنظيم القاعدة من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلد ولأجل الشهداء الذين قدمهم الوطن من أبنائه العسكريين ومن مدنيين".
وأشار الفقيه إلى أن حادثة استهداف مستشفى العرضي في مجمع وزارة الدفاع في كانون الأول/ديسمبر الماضي شكلت بداية العد التنازلي للتحضير للحملة العسكرية على معاقل تنظيم القاعدة الشهر الماضي.
وقال "إن المشاركة المجتمعية في مكافحة الإرهاب بداية بالسياسيين والاقتصاديين وصولا إلى المجتمع من مثقفيه وعلمائه لا تتم فقط عبر الإدانة اللفظية بل يجب أن تقترن بالأفعال، وكل من موقعه من سياسيين وقادة أحزاب ومثقفين وعلماء، بما ينجح جهود مكافحة الإرهاب".
وطالب الفقيه دول الإقليم بشكل خاص ودول العالم أن تستمر في دعم اليمن بشتى السبل لمواجهة تنظيم القاعدة ضمن الشراكة في الحرب على الإرهاب.