الإنجليز وراء تمزيق دولة الخلافة

9 شعبان 1334هـ - 10/6/1916م

انتهت المراسلات بين شريف مكة، الحسين بن علي، وماكماهون المعتمد البريطاني في مصر، وأسفرت عن قيام الشريف بالوقوف إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا والاتحاديين الذين كانوا يتسلطون على الدولة العثمانية، لتوهمه أن »الإنجليز قوم شرفاء في أقوالهم وأفعالهم في السراء والضراء« [1].

وفي السابع من شعبان 1334هـ قام الأمير فيصل وأخوه عبد اللَّه ابنا الشريف حسين بمهاجمة الجنود العثمانيين في أطراف المدينة المنورة، إلا أن الثورة ضد الاتحاديين لم تعلن رسمياً إلا في التاسع من شعبان 1334هـ عندما أطلق الشريف حسين نفسُه من مسدسه، ومن نافذة قصره رصاصةً باتجاه الثكنة العسكرية في مكة المكرمة.

عُيِّن الأمير فيصل قائداً لقوات العربية الزاحفة من مكة المكرمة شمالاً إلى العقبة، وكان يرافقه ضابط استخبارات بريطاني توماس إدوارد لورانس Thomas Edward Lawrence الذي أصبح يعرف باسم لورانس العرب Lawrence of Arabia ومن ثَمَّ التحق بجيش القبائل تحت إمرة الأمير فيصل.

تمكنت قوات الأمير من الوصول إلى العقبة واحتلالها، وأصبحت قاعدة لعملياته العسكرية، وفي الوقت نفسه تمكنت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال أَلِنبي Allenby وبمساعدة بعض القبائل العربية من احتلال جنوبي فلسطين. عندها قام الإنجليز بمتابعة خطتهم وذلك:

أن يتابع جيش أَلِنْبي Allenbyزحفه على فلسطين لاحتلالها ودخول بيت المقدس.

أن يتابع جيش الأمير فيصل زحفه على شرقي الأردن ومنها إلى دمشق.