نبذ عن حياة الشيخ بن معطار دفين عين زينة
بسم الله الرحمن الرحيم
مولده ونشأته
ولد العارف بالله الشيخ العلامة والبحر الفهامة بوصيري زمانه وسيبويه أوانه سيدي أحمد بن معطاررحمة الله وقدس سره في السنوات العشر الأولى من القرن التاسع عشر ببادية زاغر بلدية الزعفران ولاية الجلفة ومنذ أن برز إلى عالم الوجود دشن وجوده بمحبة القرآن الكريم وأهله عملا بقوله صلى الله عليه وسلم أهل القرآن أهل الله وخاصته وما إن بلغ سن النبوغ حيث أنتقل إلى زاوية الشيخ سى علي بن عمر بطولقة ولاية بسكرة ومن هناك بدأت قصة الشيخ رحمة الله مع القرآن الكريم إذ أنه تمكن من حفظه في مدة وجيزة وانتقل بعد ذلك إلى دراسة العلوم الإسلامية وتلقين الأوراد علما أنه أخذ الطريقة الرحمانية على الشيخ المختار رفقة المشايخ عبد الرحمان بن سليمان /محمد بن أبي القاسم/ الشريف بن لحرش وبعد تخرجه من الزاوية التحق بعرشه أولاد سي أحمد ليعلمهم القرآن الكريم والسنة المطهرة عملا بقوله تعالى :" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقه في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ".وهكذا أصبح الشيخ رحمة الله جامعا بين الحقيقة والشريعة مجاهدا باللسان والقلم سيرا على خط الآباء والأجداد عامرا وقته بالذكر والتلقين وتعليم الناس ما يهمهم من أمر دينهم وبحكم تنقله بين القبائل وتعليمهم القرآن الكريم كعرش أولاد سي أحمد وغيرهم كما ذكرة سابقا أصبح في فترة وجيزة من أهل الحل والربط سواء في الفتوى أو الإصلاح بين المتخاصمين بل حتى في ميادين القضاء فقد كان فيه الفارس الجموح الذي تعلوه المهابة والذكاء الذي يسبق الريح العاصفة فضلا عن الفقه فقد كان موسوعة في الفقه المالكي حتى أننا نجد له بعض القصائد تتكلم عن الفقه والتوحيد والسيرة ففي التوحيد نجد له مثلا قصيدة في التوسل بأسماء الله الحسنى والتي كانت آخر قصائده ،وفي السيرة له شمائل الرسول ومولد ه ومن كثرة مديحه لرسول الله =ص= لقب كما ذكرنا سابقا ببوصيري زمانه نسبة إلى صاحب البردة والهمزية. في مديحي المصطفى للإمام شرف الدين البوصيري ضف إلى زهده فقد كانت حياة الرجل ممزوجة بالحل والترحال في ميادين الحقيقة سالكا مسلك ابن عطاء الله السكندري رحمة الله مغذيا روحه بنفحاته العطرة عامر وقته بما ينفع الناس حتى يحكي لنا بعض الشيوخ لا أدرى إن كانت القصة صحيحة أم لا .قيل أن وفد من علماء المغرب زاروا الشيخ سي أحمد بن معطار ليختبروه في بعض المسائل الفقهية لكن الشيخ تفطن لذلك ورد عليهم بطريقته الخاصة لأن الشيخ كما قلنا سابقا كان شاعرا قبل أن يكون عالما أو قاضيا وهكذا استرسل الشيخ في قصائده الشعرية المملوءة بالفقه وما إلى ذلك فتعجب ضيوف الشيخ مما رأوا ونظر بعضهم إلى بعض وقالوا جئنا لنعلم هؤلاء العلم فإذا بهم يغنون به وهكذا ذاع صية الشيخ بن معطار رحمة الله وبلغت شهرته ما بلغت مما استدعى حاكم مدينة الجلفة الإرسال في طلبه وتكليفه بمهمة تتمثل في مسألة من مسائل الميراث شائكة الأطوار متشعبة الأوصار لا يستطيع حلها إلا من هم في شاكلة الشيخ لما عرف عنه من رجاحة عقل وسداد رأي لكن الشيخ بذكائه أراد أن يستدرج حاكما مدينة الجلفة إلى ذلك لكي يعفيه من مهنة القضاء التي لم يكن يرغب يوما ما في توليها واتفق معه على شرط كتابي لكن الحاكم لم يكن يعلم أن هذا الشرط هو اعتزال القضاء وبعد أن تمكن الشيخ من حل النزاع بحنكة وذكاء ذكر الحاكم بالشرط الكتابي ألا وهو اعتزال القضاء فتحير الحاكم ولكنه في الأخير وفا بوعده وهذا ازداد ..الشيخ على ما كان عليه من تعليم وتأليف للشعر والإصلاح بين الناس فقد عاش رحمة الله خادما لكتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم .داعيا للخير ناصحا للمسلمين وعامتهم حتى وفاه اليقين وصعدت روحه إلى اعلي عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين كان ذلك في حدود سنة 1220هجري 1873م ودفن بوصية منه في قرية عين الزينة التي تقع شمال ولاية الجلفة على بعد 7 كلم كما ذكر ذالك صاحب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد ولقد ترك الشيخ كثيرا من القصائد في الفقه والتوحيد ومديح المصطفى ، ومدح بعض شيوخه كالشيخ المختار وسيد محمد ابن أبى القاسم الهاملي وقد حصرعدد قصائده 114 قصيدة تيامنا ببركة سور القرآن فرحم الله الشيخ. بقلم تومى محمد كمال
بسم الله الرحمن الرحيم
مولده ونشأته
ولد العارف بالله الشيخ العلامة والبحر الفهامة بوصيري زمانه وسيبويه أوانه سيدي أحمد بن معطاررحمة الله وقدس سره في السنوات العشر الأولى من القرن التاسع عشر ببادية زاغر بلدية الزعفران ولاية الجلفة ومنذ أن برز إلى عالم الوجود دشن وجوده بمحبة القرآن الكريم وأهله عملا بقوله صلى الله عليه وسلم أهل القرآن أهل الله وخاصته وما إن بلغ سن النبوغ حيث أنتقل إلى زاوية الشيخ سى علي بن عمر بطولقة ولاية بسكرة ومن هناك بدأت قصة الشيخ رحمة الله مع القرآن الكريم إذ أنه تمكن من حفظه في مدة وجيزة وانتقل بعد ذلك إلى دراسة العلوم الإسلامية وتلقين الأوراد علما أنه أخذ الطريقة الرحمانية على الشيخ المختار رفقة المشايخ عبد الرحمان بن سليمان /محمد بن أبي القاسم/ الشريف بن لحرش وبعد تخرجه من الزاوية التحق بعرشه أولاد سي أحمد ليعلمهم القرآن الكريم والسنة المطهرة عملا بقوله تعالى :" فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقه في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ".وهكذا أصبح الشيخ رحمة الله جامعا بين الحقيقة والشريعة مجاهدا باللسان والقلم سيرا على خط الآباء والأجداد عامرا وقته بالذكر والتلقين وتعليم الناس ما يهمهم من أمر دينهم وبحكم تنقله بين القبائل وتعليمهم القرآن الكريم كعرش أولاد سي أحمد وغيرهم كما ذكرة سابقا أصبح في فترة وجيزة من أهل الحل والربط سواء في الفتوى أو الإصلاح بين المتخاصمين بل حتى في ميادين القضاء فقد كان فيه الفارس الجموح الذي تعلوه المهابة والذكاء الذي يسبق الريح العاصفة فضلا عن الفقه فقد كان موسوعة في الفقه المالكي حتى أننا نجد له بعض القصائد تتكلم عن الفقه والتوحيد والسيرة ففي التوحيد نجد له مثلا قصيدة في التوسل بأسماء الله الحسنى والتي كانت آخر قصائده ،وفي السيرة له شمائل الرسول ومولد ه ومن كثرة مديحه لرسول الله =ص= لقب كما ذكرنا سابقا ببوصيري زمانه نسبة إلى صاحب البردة والهمزية. في مديحي المصطفى للإمام شرف الدين البوصيري ضف إلى زهده فقد كانت حياة الرجل ممزوجة بالحل والترحال في ميادين الحقيقة سالكا مسلك ابن عطاء الله السكندري رحمة الله مغذيا روحه بنفحاته العطرة عامر وقته بما ينفع الناس حتى يحكي لنا بعض الشيوخ لا أدرى إن كانت القصة صحيحة أم لا .قيل أن وفد من علماء المغرب زاروا الشيخ سي أحمد بن معطار ليختبروه في بعض المسائل الفقهية لكن الشيخ تفطن لذلك ورد عليهم بطريقته الخاصة لأن الشيخ كما قلنا سابقا كان شاعرا قبل أن يكون عالما أو قاضيا وهكذا استرسل الشيخ في قصائده الشعرية المملوءة بالفقه وما إلى ذلك فتعجب ضيوف الشيخ مما رأوا ونظر بعضهم إلى بعض وقالوا جئنا لنعلم هؤلاء العلم فإذا بهم يغنون به وهكذا ذاع صية الشيخ بن معطار رحمة الله وبلغت شهرته ما بلغت مما استدعى حاكم مدينة الجلفة الإرسال في طلبه وتكليفه بمهمة تتمثل في مسألة من مسائل الميراث شائكة الأطوار متشعبة الأوصار لا يستطيع حلها إلا من هم في شاكلة الشيخ لما عرف عنه من رجاحة عقل وسداد رأي لكن الشيخ بذكائه أراد أن يستدرج حاكما مدينة الجلفة إلى ذلك لكي يعفيه من مهنة القضاء التي لم يكن يرغب يوما ما في توليها واتفق معه على شرط كتابي لكن الحاكم لم يكن يعلم أن هذا الشرط هو اعتزال القضاء وبعد أن تمكن الشيخ من حل النزاع بحنكة وذكاء ذكر الحاكم بالشرط الكتابي ألا وهو اعتزال القضاء فتحير الحاكم ولكنه في الأخير وفا بوعده وهذا ازداد ..الشيخ على ما كان عليه من تعليم وتأليف للشعر والإصلاح بين الناس فقد عاش رحمة الله خادما لكتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم .داعيا للخير ناصحا للمسلمين وعامتهم حتى وفاه اليقين وصعدت روحه إلى اعلي عليين مع الصديقين والشهداء والصالحين كان ذلك في حدود سنة 1220هجري 1873م ودفن بوصية منه في قرية عين الزينة التي تقع شمال ولاية الجلفة على بعد 7 كلم كما ذكر ذالك صاحب تنبيه الأحفاد بمناقب الأجداد ولقد ترك الشيخ كثيرا من القصائد في الفقه والتوحيد ومديح المصطفى ، ومدح بعض شيوخه كالشيخ المختار وسيد محمد ابن أبى القاسم الهاملي وقد حصرعدد قصائده 114 قصيدة تيامنا ببركة سور القرآن فرحم الله الشيخ. بقلم تومى محمد كمال