انتشار الفضائيات الجادة غير الحكومية في سماء الإعلام العربي،أصبح للإسلاميين حضور جماهيري ملحوظ فيها بعد حجب وتعتيم استمرا عشرات السنين وبخاصة في الدول التي تحكمها نظم شمولية تغريبية بالقبضة الفولاذية.
ولقيت هذه المشاركة ردود فعل متباينة،بحسب التوجه الفردي والجماعي،ففي الجملة رحّب الجمهور المتدين بها،لكن أشياع التغريب الغلاة أسخطهم هذا الحضور الذي أسقط كثيراً من ادعاءاتهم الباطلة والتي راجت حيناً من الدهر عندما كان هؤلاء يحتكرون منابر الإعلام والتوجيه وسبل الاتصال الحديثة ذات الانتشار الكبير.
لكن تلك المشاعر الأولية لا تكفي للحكم على أداء زيد أو عمرو من الدعاة والمفكرين الذين تستضيفهم الفضائيات العربية في برامجها ولا سيما الحوارية الجدلية منها.ومن هنا تستمد دراسة الأخ الفاضل:محمد كريم قيمتها باعتبارها رائدة في حقل بِكْرٍ،وعنوانها:تقويم أداء الإسلاميين في الفضائيات العربية،وقد وضع خطتها وأشرف على تنفيذها الدكتور مالك الأحمد،ونشرتها (أبواب الإعلام).
والدراسة الموسعة-312صفحة-تمتاز بالعمق والموضوعية فتركّز على أداء الإسلاميين من ضيوف الفضائيات وليس على أشخاصهم،ولذلك نقرأ إيجابيات في أداء أحدهم ثم نطالع سلبياته أو ضعف أدائه في أمر آخر.
وإذ نؤكد أن هذا العرض لا يغني بأي حال عن قراءة البحث نفسه،نسعى في هذه العجالة إلى عرض أبرز العناوين لأبواب الدراسة وفصولها،الأمر الذي يبين محتواها وأهميتها،ويغري بالرجوع إليها كاملة.
فبعد المقدمة وتوضيح المنهج المتبع في قياس الأداء،يأتي الفصل الأول بعنوان:أداء الإسلاميين في مضمون اللقاء،ويتكون من مباحث عديدة يعالج كل مبحث محوراً من مَحَاوِر الدراسة،مدعماً بالشواهد.فمحور قوة الرد ينقسم إلى قسمين أحدهما لمشاركة الإسلاميين في قناة الجزيرة والآخر لمشاركتهم في قناة العربية،وفي القسم الخاص بكل قناة تأتي النماذج القوية مستقلة عن بند النماذج الضعيفة.وكذلك الأمر بالنسبة إلى محور الاستطراد والاختزال بشقّيْهما: الإيجابي والسلبي،ثم محور قوة المعلومات فمدى المعرفة بالخصم فالاستعمال الجيد أوالضعيف للمرفقات والوثائق،وخُصّص المحور السادس-وهو الأخير-لحُسْن أو سوء اختيار الكلمات الختامية للضيوف الإسلاميين مع إيراد نماذج لكل صنف بحسب القناة على غرار ما تم في سائر المَحَاور.
أما الفصل الثاني فقد عقده الباحث للبلاغة ونوع الخطاب،وتحمل مباحثه العناوين الآتية:قوة العرض-نوع الخطاب(منطقي أو عاطفي أو مزيج منهما)-الفصاحة،في حين يتناول الفصل الثالث أداء الإسلاميين في السيطرة على الحوار ويتكون من مباحث هي:توجيه الحوار-تمرير الأفكار-القدرة على ضبط الانفعال-تجاوز الأسئلة المُحْرِجة-مواجهة المقاطعات-مواجهة الاستدراج والاستفزاز-مواجهة شخصنة الحوار-مواجهة التحيز في الأسئلة...
وكان مسك الختام في الفصل الرابع المخصص لأبرز النتائج مشفوعة بتقويم عام يتألف من قسم يبحث في خلاصة كل محور أو مبحث،وقسم ثانٍ يُجْمِل النتائج المُسْتَخْلَصة من الدراسة بعامة في ثماني عشرة نقطة، نوردها بنصها –باستثناء تصويبات للأغلاط الطباعية أو تقويمات ضرورية وضعناها بين قوسين-وذلك لأهميتها الكبرى سواء أتفقنا معها أم اختلفنا:
1- أن مجال الظهور في القنوات الفضائية يختلف عن الظهور في وسائل الإعلام الأخرى، بل يختلف عن القنوات المحلية، ومن أبرز نقاط الاختلاف أن القنوات الفضائية تعتمد على البث المباشر، وأنها لا تضع حداً لجرأة الأسئلة، وأنها تجمع الأطراف المتضادة في حلقات واحدة للجدال العلني. وهذا مما ينبغي للضيوف الإسلاميين أخذه في الحسبان، (بأن)يعطوا لأنفسهم التقدير المناسب لمستواهم في هذا المجال، ويعمل من يتصدى لهذا النوع الإعلامي على تنمية مهاراته التي تؤهله للمستوى المناسب.
2- أن الفضائيات أعطت مجالاً للإسلاميين لكي يقولوا كلمتهم، ويعرضوا آراءهم للمشاهدين، وهذه ميزة ينبغي ألا تفوت، وخصوصاً مع وجود أصوات قوية للتيارات غير الإسلامية.
3- أن البرامج التي تستضيف الإسلاميين ليست ضعيفة، كما هو معروف عن البرامج في القنوات المحلية، فهي برامج من نوع خاص ونمط جديد، يتم إعداده بجودة عالية، تشمل مجالات عدة، فكما يتضح من محاورات مقدمي البرامج، ومن أسئلتهم، أن هذا الإعداد يشمل تاريخ الضيف الإسلامي، ومحطات عمله، ومواقفه السابقة، ويشمل جوانب القضية المطروحة للمناقشة، وهناك (....)برامج تقدم تقريراً مصوراً ياتي بتفاصيل قد تخفى أصلاً على بعض الضيوف. وهو مما ينبغي أن يدفع الضيف الإسلامي إلى إعداد نفسه قبل الاشتراك في مثل هذه البرامج.
4- أن أداء الإسلاميين متفاوت قوة وضعفاً، وهذا التفاوت له أسباب عديدة، فمنها ما هو شخصي، ومنها ما هو راجع لظروف خاصة كعدم وجود متحدث عن التيار إلا بعض القيادات الضعيفة إعلامياً، أو علمياً إلخ. ومن ثم فإن ضعف الضيف الإسلامي أو قوته، ينبغي أن يأخذ (..... )في حسبانه تلك الأسباب، لكي لا يكون ضعفه أو قوته محسوبَيْن بشكل مطلق على التيار الذي ينتمي إليه.
5- أن نمط العمل الذي يمارسه الإسلاميون له تأثير كبير على قوتهم أو ضعفهم، مع فرض تحييد العوامل الأخرى، فالتيارات التي يغلب عليها العمل السياسي، تكون غالباً مفتقرة إلى التأصيل الشرعي الجيد، والتيارات التي يغلب عليها التوجه العلمي الشرعي، يغلب عليها الضعف في المجالات السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، والتيارات التي يغلب عليها التوجه الدعوي تفتقر أيضاً إلى التأصيل الشرعي.
6- أن كثيراً من الإسلاميين، حتى في مجال العمل الإعلامي في الفضائيات، لم يصل بعد إلى التغلب على التعصب الحزبي، أو السمات الحزبية، فالضيف غالباً، إلا في بعض الحالات أو النماذج، يكون واجهة لحزبه أو تياره، مظهراً لغيره من التيارات أو الحركات بصورة التطرف، محاولاً ترويج رسالته على حساب تلك التيارات الأخرى.
7- أن الإسلاميين في أغلب الحالات لم يصلوا إلى مستوى الأداء المناسب، في مجال الفضائيات، نظراً إلى كثرة السلبيات النوعية في الأداء الإعلامي، من حيث محاور المضمون، أو محاور الخطاب، أو محاور التوجيه.
8- أن أخطر السلبيات التي تواجه أداء الإسلاميين في محاور المضمون: - ضعف التأصيل الشرعي، واختزال بعض القضايا المهمة - ونقص المعلومات، والافتقار إلى الوثائق، والضعف في معرفة الخصم وتحليل موقفه - وضعف القدرة على تلخيص الموقف بصورة مركزة، لا سيما في كلمات الختام.
9- أن أخطر السلبيات التي تواجه أداء الإسلاميين في محاور الخطاب: - ضعف العرض – وعدم القدرة على استعمال العبارات المباشرة - واستعمال الشواهد أو التعبيرات القرآنية في مواضع غير مناسبة - نقص الخبرة في تعبيرات ومصطلحات المجال الذي تدور حوله المناقشة.
10- أن أخطر السلبيات التي تواجه الإسلاميين في محاور السيطرة على الحوار هي: - ضعف توجيه الحوار - وعدم استغلال الفرص المناسبة لخدمة مواقفهم وتمرير أفكار للمشاهدين - غلبة الانفعال السلبي على بعض الضيوف – والتأثر ببعض المقاطعات والاستجابة لمضمونها - والانزلاق في أنواع من الشخصنة.
11- أن بعض الإسلاميين يشارك في حوارات مع من يُعرف باستهزائه بالدين، ويستمر في الحوار معه على الرغم من تكرار استهزائه ومن نتائج ذلك السلبية إسماع الناس هذا الاستهزاء العلني، وتحول الضيف الإسلامي أمام المشاهدين إلى صورة المتشدد الذي يتهم غيره بالكفر، وتنمية الجرأة لدى الطرف الآخر على الاسترسال في استهزائه.
12- أن بعض الإسلاميين يتعامل مع الأطراف المخالفة بمنطق التصنيف، فهذا معتدل وهذا متطرف، ويضع الضيف نفسه دائماً في خانة المعتدلين على حساب باقي التيارات.
13- أن بعض الإسلاميين حين يظهرون في الفضائيات لا يراعون الضوابط الشرعية في الحوار والجدال مع المخالف، ويصل ب(بعض)هم عدم الالتزام بتلك الآداب إلى أنه يصف الطرف الآخر بأقذع كلمات السباب والشتم، وهذا إن وقع من الطرف الآخر فلا يليق بالضيف المسلم أن يزل فيه.
14- أن بعض الإسلاميين يتجرأ على رمي الطرف الآخر بالكفر أو الردة أو الإلحاد، وهذا أقل ما فيه إنه ينفر الطرف الآخر ولا يحببه في الإسلام أو التوبة، وينفر المشاهدين من الضيف الإسلامي.
15- أن القيادات في الغالب تكون أكثر قدرة على المشاركة في مثل تلك البرامج، وهذا لا ينفي وجود نماذج فردية من غير القيادات أو المشهورين تضاهي مستوى القيادات أو قد تتفوق عليها.
16- أن هناك عوامل قد يكون لها تأثير واضح في أداء الضيف الإسلامي، مثل الظروف الأمنية التي تجعل الضيف يتجنب الخوض في بعض القضايا، أو التعصب للانتماء، أو التأثر بمواقف شخصية مثل الشخصيات المعارضة التي أبعدت من عضوية تيار ما، أو مواقف سياسية، أو توجهات حزبية، أو وجود خلفيات عن أداء الطرف المضاد في برامج سابقة. وعلى الرغم من أن هذه العوامل قد يصعب على بعض الضيوف التخلص منها، فإن الضيف الإسلامي ينبغي له التجرد قدر الإمكان للأهداف المشتركة للدعوة الإسلامية، والغايات المأمولة في قضايا المسلمين، لكون هذه البرامج الفضائية تتخطى الحدود، وتصل إلى شتى المسلمين في كثير من الأنحاء والدول.
17- أن الكلمات الأخيرة التي تتاح للضيف الإسلامي ينبغي أن يجتهد في صياغتها صياغة قوية ومركزة، ويوجزها في عبارات سريعة، لأن المشاهد في الغالب لا يتذكر إلا هذه الكلمات الأخيرة، وهنا يكون عامل الوقت مهماً بالنسبة للضيف الإسلامي لكي يقدر الوقت المناسب لإيصال رسالته للمشاهد، وخصوصاً في البرامج كثيرة الضيوف، التي ينقطع فيها الحوار دون تنبيه.
18- من أبرز عوامل نجاح الضيف الإسلامي في تلك البرامج، التأصيل الشرعي القوي للقضايا، والمعلومات الدقيقة، ومعرفة الخصم، والعرض القوي، واستعمال نوع الخطاب المناسب.
ولقيت هذه المشاركة ردود فعل متباينة،بحسب التوجه الفردي والجماعي،ففي الجملة رحّب الجمهور المتدين بها،لكن أشياع التغريب الغلاة أسخطهم هذا الحضور الذي أسقط كثيراً من ادعاءاتهم الباطلة والتي راجت حيناً من الدهر عندما كان هؤلاء يحتكرون منابر الإعلام والتوجيه وسبل الاتصال الحديثة ذات الانتشار الكبير.
لكن تلك المشاعر الأولية لا تكفي للحكم على أداء زيد أو عمرو من الدعاة والمفكرين الذين تستضيفهم الفضائيات العربية في برامجها ولا سيما الحوارية الجدلية منها.ومن هنا تستمد دراسة الأخ الفاضل:محمد كريم قيمتها باعتبارها رائدة في حقل بِكْرٍ،وعنوانها:تقويم أداء الإسلاميين في الفضائيات العربية،وقد وضع خطتها وأشرف على تنفيذها الدكتور مالك الأحمد،ونشرتها (أبواب الإعلام).
والدراسة الموسعة-312صفحة-تمتاز بالعمق والموضوعية فتركّز على أداء الإسلاميين من ضيوف الفضائيات وليس على أشخاصهم،ولذلك نقرأ إيجابيات في أداء أحدهم ثم نطالع سلبياته أو ضعف أدائه في أمر آخر.
وإذ نؤكد أن هذا العرض لا يغني بأي حال عن قراءة البحث نفسه،نسعى في هذه العجالة إلى عرض أبرز العناوين لأبواب الدراسة وفصولها،الأمر الذي يبين محتواها وأهميتها،ويغري بالرجوع إليها كاملة.
فبعد المقدمة وتوضيح المنهج المتبع في قياس الأداء،يأتي الفصل الأول بعنوان:أداء الإسلاميين في مضمون اللقاء،ويتكون من مباحث عديدة يعالج كل مبحث محوراً من مَحَاوِر الدراسة،مدعماً بالشواهد.فمحور قوة الرد ينقسم إلى قسمين أحدهما لمشاركة الإسلاميين في قناة الجزيرة والآخر لمشاركتهم في قناة العربية،وفي القسم الخاص بكل قناة تأتي النماذج القوية مستقلة عن بند النماذج الضعيفة.وكذلك الأمر بالنسبة إلى محور الاستطراد والاختزال بشقّيْهما: الإيجابي والسلبي،ثم محور قوة المعلومات فمدى المعرفة بالخصم فالاستعمال الجيد أوالضعيف للمرفقات والوثائق،وخُصّص المحور السادس-وهو الأخير-لحُسْن أو سوء اختيار الكلمات الختامية للضيوف الإسلاميين مع إيراد نماذج لكل صنف بحسب القناة على غرار ما تم في سائر المَحَاور.
أما الفصل الثاني فقد عقده الباحث للبلاغة ونوع الخطاب،وتحمل مباحثه العناوين الآتية:قوة العرض-نوع الخطاب(منطقي أو عاطفي أو مزيج منهما)-الفصاحة،في حين يتناول الفصل الثالث أداء الإسلاميين في السيطرة على الحوار ويتكون من مباحث هي:توجيه الحوار-تمرير الأفكار-القدرة على ضبط الانفعال-تجاوز الأسئلة المُحْرِجة-مواجهة المقاطعات-مواجهة الاستدراج والاستفزاز-مواجهة شخصنة الحوار-مواجهة التحيز في الأسئلة...
وكان مسك الختام في الفصل الرابع المخصص لأبرز النتائج مشفوعة بتقويم عام يتألف من قسم يبحث في خلاصة كل محور أو مبحث،وقسم ثانٍ يُجْمِل النتائج المُسْتَخْلَصة من الدراسة بعامة في ثماني عشرة نقطة، نوردها بنصها –باستثناء تصويبات للأغلاط الطباعية أو تقويمات ضرورية وضعناها بين قوسين-وذلك لأهميتها الكبرى سواء أتفقنا معها أم اختلفنا:
1- أن مجال الظهور في القنوات الفضائية يختلف عن الظهور في وسائل الإعلام الأخرى، بل يختلف عن القنوات المحلية، ومن أبرز نقاط الاختلاف أن القنوات الفضائية تعتمد على البث المباشر، وأنها لا تضع حداً لجرأة الأسئلة، وأنها تجمع الأطراف المتضادة في حلقات واحدة للجدال العلني. وهذا مما ينبغي للضيوف الإسلاميين أخذه في الحسبان، (بأن)يعطوا لأنفسهم التقدير المناسب لمستواهم في هذا المجال، ويعمل من يتصدى لهذا النوع الإعلامي على تنمية مهاراته التي تؤهله للمستوى المناسب.
2- أن الفضائيات أعطت مجالاً للإسلاميين لكي يقولوا كلمتهم، ويعرضوا آراءهم للمشاهدين، وهذه ميزة ينبغي ألا تفوت، وخصوصاً مع وجود أصوات قوية للتيارات غير الإسلامية.
3- أن البرامج التي تستضيف الإسلاميين ليست ضعيفة، كما هو معروف عن البرامج في القنوات المحلية، فهي برامج من نوع خاص ونمط جديد، يتم إعداده بجودة عالية، تشمل مجالات عدة، فكما يتضح من محاورات مقدمي البرامج، ومن أسئلتهم، أن هذا الإعداد يشمل تاريخ الضيف الإسلامي، ومحطات عمله، ومواقفه السابقة، ويشمل جوانب القضية المطروحة للمناقشة، وهناك (....)برامج تقدم تقريراً مصوراً ياتي بتفاصيل قد تخفى أصلاً على بعض الضيوف. وهو مما ينبغي أن يدفع الضيف الإسلامي إلى إعداد نفسه قبل الاشتراك في مثل هذه البرامج.
4- أن أداء الإسلاميين متفاوت قوة وضعفاً، وهذا التفاوت له أسباب عديدة، فمنها ما هو شخصي، ومنها ما هو راجع لظروف خاصة كعدم وجود متحدث عن التيار إلا بعض القيادات الضعيفة إعلامياً، أو علمياً إلخ. ومن ثم فإن ضعف الضيف الإسلامي أو قوته، ينبغي أن يأخذ (..... )في حسبانه تلك الأسباب، لكي لا يكون ضعفه أو قوته محسوبَيْن بشكل مطلق على التيار الذي ينتمي إليه.
5- أن نمط العمل الذي يمارسه الإسلاميون له تأثير كبير على قوتهم أو ضعفهم، مع فرض تحييد العوامل الأخرى، فالتيارات التي يغلب عليها العمل السياسي، تكون غالباً مفتقرة إلى التأصيل الشرعي الجيد، والتيارات التي يغلب عليها التوجه العلمي الشرعي، يغلب عليها الضعف في المجالات السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، والتيارات التي يغلب عليها التوجه الدعوي تفتقر أيضاً إلى التأصيل الشرعي.
6- أن كثيراً من الإسلاميين، حتى في مجال العمل الإعلامي في الفضائيات، لم يصل بعد إلى التغلب على التعصب الحزبي، أو السمات الحزبية، فالضيف غالباً، إلا في بعض الحالات أو النماذج، يكون واجهة لحزبه أو تياره، مظهراً لغيره من التيارات أو الحركات بصورة التطرف، محاولاً ترويج رسالته على حساب تلك التيارات الأخرى.
7- أن الإسلاميين في أغلب الحالات لم يصلوا إلى مستوى الأداء المناسب، في مجال الفضائيات، نظراً إلى كثرة السلبيات النوعية في الأداء الإعلامي، من حيث محاور المضمون، أو محاور الخطاب، أو محاور التوجيه.
8- أن أخطر السلبيات التي تواجه أداء الإسلاميين في محاور المضمون: - ضعف التأصيل الشرعي، واختزال بعض القضايا المهمة - ونقص المعلومات، والافتقار إلى الوثائق، والضعف في معرفة الخصم وتحليل موقفه - وضعف القدرة على تلخيص الموقف بصورة مركزة، لا سيما في كلمات الختام.
9- أن أخطر السلبيات التي تواجه أداء الإسلاميين في محاور الخطاب: - ضعف العرض – وعدم القدرة على استعمال العبارات المباشرة - واستعمال الشواهد أو التعبيرات القرآنية في مواضع غير مناسبة - نقص الخبرة في تعبيرات ومصطلحات المجال الذي تدور حوله المناقشة.
10- أن أخطر السلبيات التي تواجه الإسلاميين في محاور السيطرة على الحوار هي: - ضعف توجيه الحوار - وعدم استغلال الفرص المناسبة لخدمة مواقفهم وتمرير أفكار للمشاهدين - غلبة الانفعال السلبي على بعض الضيوف – والتأثر ببعض المقاطعات والاستجابة لمضمونها - والانزلاق في أنواع من الشخصنة.
11- أن بعض الإسلاميين يشارك في حوارات مع من يُعرف باستهزائه بالدين، ويستمر في الحوار معه على الرغم من تكرار استهزائه ومن نتائج ذلك السلبية إسماع الناس هذا الاستهزاء العلني، وتحول الضيف الإسلامي أمام المشاهدين إلى صورة المتشدد الذي يتهم غيره بالكفر، وتنمية الجرأة لدى الطرف الآخر على الاسترسال في استهزائه.
12- أن بعض الإسلاميين يتعامل مع الأطراف المخالفة بمنطق التصنيف، فهذا معتدل وهذا متطرف، ويضع الضيف نفسه دائماً في خانة المعتدلين على حساب باقي التيارات.
13- أن بعض الإسلاميين حين يظهرون في الفضائيات لا يراعون الضوابط الشرعية في الحوار والجدال مع المخالف، ويصل ب(بعض)هم عدم الالتزام بتلك الآداب إلى أنه يصف الطرف الآخر بأقذع كلمات السباب والشتم، وهذا إن وقع من الطرف الآخر فلا يليق بالضيف المسلم أن يزل فيه.
14- أن بعض الإسلاميين يتجرأ على رمي الطرف الآخر بالكفر أو الردة أو الإلحاد، وهذا أقل ما فيه إنه ينفر الطرف الآخر ولا يحببه في الإسلام أو التوبة، وينفر المشاهدين من الضيف الإسلامي.
15- أن القيادات في الغالب تكون أكثر قدرة على المشاركة في مثل تلك البرامج، وهذا لا ينفي وجود نماذج فردية من غير القيادات أو المشهورين تضاهي مستوى القيادات أو قد تتفوق عليها.
16- أن هناك عوامل قد يكون لها تأثير واضح في أداء الضيف الإسلامي، مثل الظروف الأمنية التي تجعل الضيف يتجنب الخوض في بعض القضايا، أو التعصب للانتماء، أو التأثر بمواقف شخصية مثل الشخصيات المعارضة التي أبعدت من عضوية تيار ما، أو مواقف سياسية، أو توجهات حزبية، أو وجود خلفيات عن أداء الطرف المضاد في برامج سابقة. وعلى الرغم من أن هذه العوامل قد يصعب على بعض الضيوف التخلص منها، فإن الضيف الإسلامي ينبغي له التجرد قدر الإمكان للأهداف المشتركة للدعوة الإسلامية، والغايات المأمولة في قضايا المسلمين، لكون هذه البرامج الفضائية تتخطى الحدود، وتصل إلى شتى المسلمين في كثير من الأنحاء والدول.
17- أن الكلمات الأخيرة التي تتاح للضيف الإسلامي ينبغي أن يجتهد في صياغتها صياغة قوية ومركزة، ويوجزها في عبارات سريعة، لأن المشاهد في الغالب لا يتذكر إلا هذه الكلمات الأخيرة، وهنا يكون عامل الوقت مهماً بالنسبة للضيف الإسلامي لكي يقدر الوقت المناسب لإيصال رسالته للمشاهد، وخصوصاً في البرامج كثيرة الضيوف، التي ينقطع فيها الحوار دون تنبيه.
18- من أبرز عوامل نجاح الضيف الإسلامي في تلك البرامج، التأصيل الشرعي القوي للقضايا، والمعلومات الدقيقة، ومعرفة الخصم، والعرض القوي، واستعمال نوع الخطاب المناسب.