إن الرياء باب فسيح من الأبواب التي يلج الشيطان منها على قلب الإنسان
ولذلك يجب على المسلم الذي يريد الله والدار الاخرة أن يمحص في قلبه فإن
وجدفيه التفاتاً لغير الله سارع بعلاجه،وأن يفتش في أعماله فإن وجد فيها
شبهه من رياء طهرها، ولما كان الرياء هو التفات القلب لغير الله وترك
مراعاة الخالق مع مراعات المخلوقين سمي شركاً اصغر .
قال النبي صلى الله عليه وسلم (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر)
قالواوما الشرك الصغر يارسول الله ؟ قال (الرياء). وفي الصحيحين من حديث
جندب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من سمع سمع الله به ، ومن يراء يراء
الله به).
ولذلك كان السلف الصالح رضي الله عنهم يخفون طاعتهم كما يخفي الناس معاصيهم
وعيوبهم ، واعلم ان الدافع للرياء هو الطمع في مدح الناس وخوف مذمتهم .
ويمكن التخلص من الرياء با لأمور الآتية :
1- أن تعلم ان مدح الناس لاينفعك إن كنت عند الله مذموماً ، وذمهم لا يضرك إن كنت عند الله محموداً.
2- أن تعلم أن المخلوق الضعيف الذي تطلب مدحه لايملك لك ضراً ولا نفعاً خاصة يوم فقرك الأكبر وحاجتك العظمى .
3- أن تعلم أن الرياء يحبط العمل وربما حوله الى كفة السيئات
4- إن كنت تخشى اطلاع الناس على خبث باطنك فالله تعالى مطلع على ذلك وسيفضحك يوم القيامة أمام الجمع الأكبر .
5- اذا خطر عليك خاطر من الرياء فلتقم بمدافعته والتخلص منه ثم الا لتفات إلى الله بقلبك .
وأعلم أن الشيطان يدعوك لترك العمل ،فإن عجز دعاك الى الرياء فيه ،فإن وجد
منك إخلاصاً قال لك هذا العمل ليس خالصاً وانت مراء ، حتى يحملك على ترك
العمل ، فا نتبه ولا تطع الشيطان فإنه عدو مضل مبين .