أدركيْ يا أختُ معنـى مـا يُقـالْ *** واحذرِي الوهْمَ وقُولِـيْ ذا مُحـالْ

هل رأيت الذئـبَ يومـاً ساعيـاً *** صادقاً يسْعَـى لتقديـرِ الغـزالْ؟!

يخطـبُ الـودَّ ليُهدِيهَـا الـرَّدَى *** وهي لا تـدْرِي بأحكـامِ القِتَـالْ

هـم تنـادوا زَعَمُـوا إنْصَافَهـا *** أيُّ إنصافٍ بـأنْ تبـدِي الجمـالْ

خدعُوهـا إذْ يقـولـونَ الهَـنَـا *** أنْ تخوضِي العيشَ ذا عيشُ الحلالْ

فاتْركِي البيتَ وسيري يـا هُـدَى *** زاحِمِي يا هِنـدُ أكتـافَ الرجـالْ

فـإذا أسمـاءُ يغريهـا الهَـوَى *** وتنـادِي إيـهِ هيَّـا يـا مَـنَـالْ

اتبعينـي إنَّهـا الدنـيـا الـتـي *** سوفَ نحيَاهـا ونبقـى فـي دلالْ

صرختْ شمسُ ولم تفتُـر هنـاءْ *** يا فتـاةَ الديـن عُـودي للكمـالْ

نحـن جرَّبنـا وعشنَـا حسـرةً ** في طريقِ الوهمِ كَم ذُقْنا الوبـالْ

ورأينـا العيـشَ وجْهـاً كالحـاً *** غرَّنا القومُ بدعـوى: كالرجـالْ!

مـرَّت الأيـامُ يحوهـا الرَّجـا *** لكن الأحـلامُ أضحـتْ كالخيـالْ

خرجتْ أسماءُ لـم ترجـع إلـى *** بيتها الحاني ولـم ترجـعْ منـالْ

كان بيتُ العَـزّ يزهـو حِشمـةً *** يبتني الطُّهـرَ ويسمـو كالجبـالْ

ثم عادتْ وهـي حُبْلَـى بالخَنَـا *** واستفاقت بعدمـا كـادتْ منـالْ

فغـدا الكُـلُّ يـوارِي سَــوْءةً *** لم تـزل وصمـةَ عـارٍ وخبـالْ

هل وعيتِ الدرسَ يا أخـتُ وهـل *** قد فهمتِ اليومَ معنى ما يقـالْ؟!

هـم أرادوا أن تكونِـي سِلْـعَـةً *** كي تعيشي بين عُهْـرٍ وانْحـلالْ

هم ذئابُ الغدر في دنيـا الـوَرَى *** يبتغونَ الحسْنَ من ذاتِ الجمـالْ

وقفـتْ رَنْـدٌ تـنـادِي أختَـهـا *** سوفَ نبقى في احتشـامٍ يـا دلالْ

سوف أمضـي فـي حِجَابـي دُرَّةً *** صانها الإسلامُ عـن كُـلَّ ابتـذالْ

لن أحيدَ اليومَ عن ديـنِ الهُـدى *** لن أحيدَ اليومَ عن ديـنِ الكمـالْ