جولةٌ في عِلْمِ العَرُوضِ

العروضُ هو ميزانُ الشِّعْرِ، بهِ نَعْرِفُ سلامَةَ الوزْنِ في البيتِ الشعريِّ من اختِلالِهِ.

وضَعَهُ الخليلُ بنُ أحمدَ الفراهِيدي المولودُ 100 هـ 718 م والمتوفِّى 170 هـ 786 .

و البيْتُ الشِّعْريُّ : هوَ أحَدُ أبياتِ قصيدةٍ مـا ويَتَأَلَّفُ من شَطْرَيْنِ : يسمّى الأوَّلُ "الصَّدْرُ"

والثاني " العَجْزُ " نحو :

هذَا اِبْنُ خَيْرِ عِبادِ اللهِ كلِّهُمُ هذَا التَّقيُّ النقيُّ الطَّاهرُ العَلَمُ

( الصَّدْرُ ) ( العَجْزُ )

وتُبْنى أبياتُ القصيدةِ كلُّها على وَزْنٍ واحِدٍ نسميهِ ( البَحْر َ) ولِمَعْرِفَةِ وزنِ البيتِ الشِّعْرِيِّ لا بُدَّ من ا

اتِّباعِ الخطواتِ التاليَةِ :

أولا ( كتابَةُ البيتِ كتابةً عَرُوضيَّةً ):

و تَرْتكِزُ هذِهِ الكتابةُ على المبادئِ التاليَةِ :

= كلُّ ما يُلْفَظُ من هذِهِ الحروفِ يُكْتَبُ ،وإِنْ لَمْ يَكُنْ مكتوباً،وكلُّ ما لا

يُلْفَظُ لا يُكْتَبُ وإن كانَ مكتوباً.

= الحرفُ الملفوظُ غيُر المكتوبِ يُكْتَبُ مثل: ( هذَا ) تُكْتَبُ عَرُوضياً هاذَا.

= الحرْفُ المنوَّنُ يتحوَّلُ إِلى حرِفينِ مُتَحَرِّكٍ ثم ساكنٍ نحو بيتٌ تُكْتَبُ بيتُن

أو طريقاً تُكْتَبُ طريقَنْ ..وهكذا .

= الحرفُ المضعَّفُ يُفَكُّ عنهُ التضعيفُ فيتحوَّلُ إلى ساكنٍ ثم مُتَحرِّكٍ نحو:

( شَدَّ ) فتُكْتَبُ: ( شَدْدَ ) وكَلِمَةُ ( الشَّمْسُ ) تُكْتَبُ ( أشْشَمْسُ ).

= ضميرُ الغائِبِ المفرَدِ المذكَّرِ يُمَدُّ إِذَا كانَ الحرْفُ الذي قَبْلَهُ مُتَـحَرِّكاً. وعِنْدَ الضرورةِ نحوَ ( بِهِ )

تُكْتَبُ ( بهي ) و ( رأيْتُهُ ) تكْتَبُ رأيْتهو أمّـا إذا كانَ ما قبلَهُ ساكِناً فيَبْقى على حالِهِ نحوَ ( مِنْه ُ).

يمدُّ الحرْفُ الأخيرِ مِـنَ الشَّـطْرِ الأوَّلِ بحَسْبِ حركتِهِ الأخيرَةِ وكذلكَ الحرفُ الأخيرِ من الشَّطْرِ

الثانـي وعليْهِ فالكتابَةُ العروضيَّةُ للبيْتِ التَّالـي تكونُ على هذَا الشكْلِ :

هذَا اِبنُ خَيْرِ عِبَادِ اللهِ كُلِّهُمُ هذا التقيُّ النقيُّ الطاهرُ العلمُ

هَاْذَ بْنُ خيْرِ عِباْدِ لْلَاْهِ كُلْلَِهُِمُوْ هَاْذَ تْتَقِيْيُ نْنَقِيْيُ طْطَاْهُِر لْعَلَمُوْ

وَنَكْتُبُ قولَ الشاعِرِ بشارٍ بنِ بُرْدٍ :

إذا بلغَ الرأيُ المشورةَ فاسْتَعِنْ برأيٍ نصيحٍ أو نصيحـةِ حازمِ

إِذَاْ بَلَغَ رْرَأيُ لْمَشُوْرَةَ فَسْتَعِنْ بِرَأْيِ نَصِيْحِنْ أَوْ نَصِيْحَةِ حَاْزِمِ

وقولَ عَمْرُو بْنِ كَلْثومَ :

ألا هُبّي بِصَحْنِكِ فاصِبِـحِينا و لا تُبْقي خُمَورَ الأندريـنا

أَ لَاْ هُبْـِبْي بِصَحْنِكِ فَصْبِحِيْنَاْ وَ لَاْ تُبْقِيْ خُمُوْرَ لْأَْ نْدَرِيْـنَاْ

ثانيا: كتابةُ الرُّموزِ العروضيَّةِ: نضَعُ تحتَ الكتابَةِ العروضيَّةِ الرَّمْزَ ( / ) مقابِلَ الحرْفِ المتحرِّكِ،

والرَّمْزَ ( 5 ) مُقَابِلَ الحرفِ السَّاكِنِ.

ثالثا كتابةُ التَّفاعِيلِ: والتفاعِيْلُ هي وحداتُ الوَزْنِ في البيْتِ الشِّعْرِيِّ،


مأخُوذَةٌ مِنْ الفعلِ ( فَـعَلَ ) وهيَ عَـْشُر منها : فَعُوْلُنْ ، مَفَاعِيْلُنْ ، مُسْتًفْعِلُنْ ، فَاعِلُنْ ، فَاعِلاَتُنْ ،

مُفَاعَلَتُنْ ، مُتَفَاعِلُنْ 0

وهذِهِ التفاعيلُ تُوضَعُ تحتَ الرَّمْزِ العروضِيِّ، عَلَى أنْ تكونَ موافِقَةً لِهَذِهِ

الرُّموزِ في حَرَكاتِها وَسُكوناتِها نحو :

هَاْذَبْـنُخَي رِعِبَاْ دِ لْـلَاْهِكُلْ لِهِمُـوْ
/5/5//5 ///5 /5/5//5 ///5

مُسْتَفْعِلُنْ فَعِلُنْ مستفعلن فعلن

رابعا : العروضُ والضَّرْبُ والحشْـوُ :

العروضُ : هيَ التِّفْعيلةُ الأخِيْرَةُ مِنْ صَدْرِ البَيْتِ.

الضَّرْبُ : هي التفعيلةُ الأخيـرَةُ من عَجْـزِ البيتِ .

الحشْـوُ : هو بقيَّةُ التفاعِيْلِ عَدَا تفعيلَــتَيْ العَرُوضِ والضَّرْبِ .

وعليهِ فالعروضُ في بيتِ الفرزدقِ السابِقِ هيَ ( فَعِلُنْ ) والضربُ (فَعِلُنْ ).

خامسا: الرويُّ : وهو النَّغْمةُ أو النَّبْـرَةُ التي يَنْتهي بِها البـيتُ الشِّعْريُّ ويكونُ عادةً آخرُ حرفٍ

منطوقٍ فيُقالُ: قصيدةٌ( ميميَّةٌ ) في بَيْتِ الفرزدقِ المنتهي بحرفِ الميمِ. وقصيدةٌ (داليَّةٌ ) في البيتِ

الذي ينتهي بحرفِ الدَّالِ . وقصيدةٌ ( سينيَّةٌ ) في البيتِ المنتهي بحرفِ السِّينِ . وعلـيهِ فالرويُّ

فـي البيتِ التَّالي يكونُ ( القاف ) نحو:

و ما الحسنُ في وَجْهِ الفَتى شَرَفٌ لهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ في فعلِهِ والخلائقِ

سادسا القافية:وهيَ آخرُ ساكِنَيْنِ منَ البيتِ الشعريِّ ومـا بَيْنَهـما، مع

المتَحَرِّكِ قَبْلَ الساكنِ الأوَّلِ مُباشَرَةً فالقافيّةُ في بيت الفرزدقِ هي رِلْعَلَمُوْ وفي بيتِ بشار هي

(حَاْزِمُوْ ) وفي بيت عمرو بن كلثوم هي دينِاْ .