ابن جني في المحتسب أنه يحتج بها، قال:
اقتباس:
"وضربًا تعدّى ذلك، فسماه أهل زماننا شاذًّا؛ أي خارجًا عن قراءة القرّاءِ السبعة المقدم ذكرها، إلا أنه مع خروجه عنها نازع بالثقة إلى قرّائه، محفوف بالروايات من أمامه وورائه؛ ولعله، أو كثيرًا منه، مساوٍ في الفصاحة للمجتمع عليه، نعم وربما كان فيه ما تلطف صنعته، وتعنف بغيره فصاحته، وتمطوه قوى أسبابه، وترسو به قَدَمُ إعرابه؛ ولذلك قرأ بكثير منه من جاذب ابن مجاهد عِنان القول فيه، وماكَنَه عليه، ورادَّه إليه، كأبي الحسن أحمد بن محمد بن شَنَبوذ، وأبي بكر بن الحسن بن مقسم. ولسنا نقول ذلك فسحًا بخلاف القراء المجتمع في أهل الأمصار على قراءتهم، أو تسويغًا للعدول عما أقرّته الثقات عنهم؛ لكن غرضنا منه أن نُري وجه قوة ما يسمى الآن شاذًّا، وأنه ضارب في صحّة الرواية بجِرانه، آخذ من سمت العرب مهلة ميدانه، لئلا يُرى مُرًى أن العدول عنه إنما هو غضٌّ منه، أو تُهَمَةٌ له...وأكثر ما فيه أن يكون غيره من المجتمع عندهم عليه أقوى منه إعرابًا وأنهضَ قياسًا؛ إذ هما جمبعًا مرويان مسندان إلى السلف رضي الله عنه فإن كان هذا قادحًا فيه، ومانعًا من الأخذ به فليكونن ما ضعف إعرابه مما قرأ بعض السبعة به هذه حاله، ونحن نعلم مع ذلك ضعف قراءة ابن كثير (ضِئاء) بهمزتين مكتنفتي الألف؛ وقراءة ابن عامر (وكذلك زُيّن لكثير من المشركين قتلُ أولادَهم شركائهم)"[ابن جني، المحتسب، 1: 32-33]
اقتباس:
"وضربًا تعدّى ذلك، فسماه أهل زماننا شاذًّا؛ أي خارجًا عن قراءة القرّاءِ السبعة المقدم ذكرها، إلا أنه مع خروجه عنها نازع بالثقة إلى قرّائه، محفوف بالروايات من أمامه وورائه؛ ولعله، أو كثيرًا منه، مساوٍ في الفصاحة للمجتمع عليه، نعم وربما كان فيه ما تلطف صنعته، وتعنف بغيره فصاحته، وتمطوه قوى أسبابه، وترسو به قَدَمُ إعرابه؛ ولذلك قرأ بكثير منه من جاذب ابن مجاهد عِنان القول فيه، وماكَنَه عليه، ورادَّه إليه، كأبي الحسن أحمد بن محمد بن شَنَبوذ، وأبي بكر بن الحسن بن مقسم. ولسنا نقول ذلك فسحًا بخلاف القراء المجتمع في أهل الأمصار على قراءتهم، أو تسويغًا للعدول عما أقرّته الثقات عنهم؛ لكن غرضنا منه أن نُري وجه قوة ما يسمى الآن شاذًّا، وأنه ضارب في صحّة الرواية بجِرانه، آخذ من سمت العرب مهلة ميدانه، لئلا يُرى مُرًى أن العدول عنه إنما هو غضٌّ منه، أو تُهَمَةٌ له...وأكثر ما فيه أن يكون غيره من المجتمع عندهم عليه أقوى منه إعرابًا وأنهضَ قياسًا؛ إذ هما جمبعًا مرويان مسندان إلى السلف رضي الله عنه فإن كان هذا قادحًا فيه، ومانعًا من الأخذ به فليكونن ما ضعف إعرابه مما قرأ بعض السبعة به هذه حاله، ونحن نعلم مع ذلك ضعف قراءة ابن كثير (ضِئاء) بهمزتين مكتنفتي الألف؛ وقراءة ابن عامر (وكذلك زُيّن لكثير من المشركين قتلُ أولادَهم شركائهم)"[ابن جني، المحتسب، 1: 32-33]