في أصـــــل الهمزة
عبدالرحمن الصباغ
الهمزة على الرغم من صغرها فهي تتسبب في مشاكل عديدة تكاد لاتحصى لكاتبي العربية شيبا وشبانا, وقلما كتب عن حرف من حروف اللغة مثلما كتب عنها بالرغم من أنها لاتعتبر واحدا منها ولا حتى حركة شكل من التي نعرفها , وهذا هو بالذات سبب ومصدر الخلط والحيرة في تصنيفها.
والهمزة بالرغم مما تسببه وجع دماغ أحيانا لايمكن الأستغناء عنها أبدا فهي تفرض نفسها بقوة وتأبى كل محاولات الترويض والتطويع , فهناك من نادى بأعتبارها الحرف التاسع والعشرون بدءا من سيبويه الى آخر يقول بأنها مجرد حركة,ولكنها كانت تأبى في النهاية أن تصنف ضمن أي من الحالتين ذلك انها في الحقيقة اشارة فريدة من نوعها تتميز بالحركية المكانية عكس الحروف الصحيحة والمعتلة الثابتة اللفظ , أوالحركات والأشارات التي تسهل كتابتها أيضا . والهمزة تلازم في أغلب الأحيان حروف العلة وتتزاوج معها بسهولة كالأليف والواو والياء وأحيانا تكون لوحدها دونما رفيق. فما سر هذه الأشارة وما هو مصدرها.
لقد كتب الكثيرون عن الهمزة ومنذ بدايات وضع أسس وقواعد النحو العربي واستخدام حركات الشكل والتنقيط والشارات في الكتابة لغرض تقنين وتسهيل كتابتها في مواقعها الصحيحة , وتعددت وتعقدت القواعد والطرق في ذلك حتى أصبحت بحد ذاتها تحتاج الى منهج لفهمها وفك رموزها . وهي بالرغم من تعمقها في تقديم الحلول في طرق كتابة الهمزة والتوصل نوعا ما الى نتائج لاشك مهمة , بقيت في مجملها تتجه الى الباحثين واللغويين والكتاب المحترفين دون كاتبي العربية من جمهور الناس والطلاب منهم يشكل خاص , والسبب يعود لأنصباب هذه الدراسات الزائد على ءايجاد قواعد عامة لتثبيت كتابة الهمزة دون النظر لصاحب القضية وطبيعته بحد ذاته أي الهمزة نفسها مثلهم في ذلك مثل من يبني قفص دجاجة ليؤي حصانا .
لايمكن حل المشاكل التي تتعلق بكتابة الهمزة دون معرفة ودراسة أصول هذه الأشارة الفريدة في الأبجدية العربية لأن في ذلك أساس الحل الفعلي . فمن خلال دراستنا وتتبعنا لجذور الكثير من المفردات في اللغة العربية وكذلك لما آلت وتطورت اليه في مراحل لاحقة في نماذج آليات تخفيف الحروف العربية الصميمة والقوية في اللهجات الشمالية أو الغربية لشبه جزيرة العرب خصوصا في المراكز المدنية البعيدة والتي تحيطها أراضي خصبة و الواقعة على ضفاف الأنهار ,تلك التي تنعم بالحياة الناعمة والطبيعة الوارفة بعيدا عن حياة البادية ذات الطبيعة القاسية , حيث تطرأ تغيرات تدريجية على طبيعة أصوات الحروف آيلة بها نحو التخفيف والتنعيم والأختصار . وهكذا تنتقل أصوات الحروف من شكلها الأصلي الى حرف مقارب له بالصوت ولكن أخف وأقل فخامة فالحاء تصبح هاءا والصاد سينا والطاء تاء والقاف غين أو جيم أوكاف .......الخ , كما هوشأن الكثير من اللغاة في العالم .
أما في حالة الهمزة فصوت الحرف الأصلي لم يتطور ليأخذ شكل حرف آخر مخفف ثابت ومعروف في الأبجدية وانما الى اشارة هي الهمزة ترمز الى صوت مخفف ينطق من أسفل البلعوم قريبا جدا من منطقة مخارج أصوات حروف العين والهاء والحاء المترتبة بالتوالي نحو أعلى البلعوم . ولاتنطق الهمزة كصوتا منفردا الا ما ندر فهي عادة ما تنطق مصاحبة لأحد حروف العلة المتقدمة وهذا هو السبب الرئيسي في عدم اعتبارها حرفا قائما بذاته. كما لايمكن أعتبارها حركة لأنها تتغيربتغير مواقعها وبتغير الحرف الملازم لها كما أتها هي نفسها يمكن أن يوضع عليها علامات النصب والفتح والرفع .
فالهمزة اذن هي شبه حرف وهي بالأحرى علامة أو اشارة تشير الى صوت حرف صحيح مخفف لأحد الحروف الثلاثة التالية العين والهاء والحاء أو الى الهمزة نفسها كصوت أصلي في الكلمة وهذا نادر الحصول لأن أغلب أصوات العربية هي في الواقع صحيحة وقوية .
ان واقع الحال يظهر بأن الهمزة بعد أن خففت من أحد مصادرها الثلاثة المذكورة آنفا والتي يتقدمها بوضوح حرف العين كما سنرى أصبحت حرفا طائرا تبحث عن موضع ترتكز عليه فلذا نجدها تقف تارة على الواو وأخرى على الأليف أو تحته وأحيانا تستطيل فتصبح مدة أو نجدها فوق الياء بعد أن تكون قد طردت نقطتيه التي لم يعد له بهما حاجة فالياء هنا هي مجرد كرسي اذا كانت وسطية . ذلك ان هذه الهمزة بعد أن فقدت حرفها الصحيح الذي تطورت عنه أصبحت وكأنه لم يعد لها مكان بين الحروف الصحيحة القوية بعد أن تغير الصوت ليصبح صوت همزة وهو صوت خفيف لايرقى لمصاف أصوات الأبجدية الثمانية والعشرين لذا لجأت لأحد حروف العلة ترتكز عليه ليعطيها قوة مافقدت من حجم واستمرارية صوتية . أن أكثر الحروف التي تطورت الى همزة هو حرف العين والأمثلة لابأس بها رغم صعوبة ازاحة الغبارعن مفردات أخرى
يجعر = يجأر يسعل = يسأل رحوم = رؤوم
معونة = مؤونة قرعان = قرآن رهيف = رئيف
عصفر = أصفر درع = درء ءالتحم = ءالتئم
عاشور =آشور فجعة = فجأة ضحالة = ضآلة و ضحيل = ضئيل
عيل = أيل بدع = بدء
عازر = آزر بارع= باريء
يعبه = يأبه على= ءالى
عبدالرحمن الصباغ
الهمزة على الرغم من صغرها فهي تتسبب في مشاكل عديدة تكاد لاتحصى لكاتبي العربية شيبا وشبانا, وقلما كتب عن حرف من حروف اللغة مثلما كتب عنها بالرغم من أنها لاتعتبر واحدا منها ولا حتى حركة شكل من التي نعرفها , وهذا هو بالذات سبب ومصدر الخلط والحيرة في تصنيفها.
والهمزة بالرغم مما تسببه وجع دماغ أحيانا لايمكن الأستغناء عنها أبدا فهي تفرض نفسها بقوة وتأبى كل محاولات الترويض والتطويع , فهناك من نادى بأعتبارها الحرف التاسع والعشرون بدءا من سيبويه الى آخر يقول بأنها مجرد حركة,ولكنها كانت تأبى في النهاية أن تصنف ضمن أي من الحالتين ذلك انها في الحقيقة اشارة فريدة من نوعها تتميز بالحركية المكانية عكس الحروف الصحيحة والمعتلة الثابتة اللفظ , أوالحركات والأشارات التي تسهل كتابتها أيضا . والهمزة تلازم في أغلب الأحيان حروف العلة وتتزاوج معها بسهولة كالأليف والواو والياء وأحيانا تكون لوحدها دونما رفيق. فما سر هذه الأشارة وما هو مصدرها.
لقد كتب الكثيرون عن الهمزة ومنذ بدايات وضع أسس وقواعد النحو العربي واستخدام حركات الشكل والتنقيط والشارات في الكتابة لغرض تقنين وتسهيل كتابتها في مواقعها الصحيحة , وتعددت وتعقدت القواعد والطرق في ذلك حتى أصبحت بحد ذاتها تحتاج الى منهج لفهمها وفك رموزها . وهي بالرغم من تعمقها في تقديم الحلول في طرق كتابة الهمزة والتوصل نوعا ما الى نتائج لاشك مهمة , بقيت في مجملها تتجه الى الباحثين واللغويين والكتاب المحترفين دون كاتبي العربية من جمهور الناس والطلاب منهم يشكل خاص , والسبب يعود لأنصباب هذه الدراسات الزائد على ءايجاد قواعد عامة لتثبيت كتابة الهمزة دون النظر لصاحب القضية وطبيعته بحد ذاته أي الهمزة نفسها مثلهم في ذلك مثل من يبني قفص دجاجة ليؤي حصانا .
لايمكن حل المشاكل التي تتعلق بكتابة الهمزة دون معرفة ودراسة أصول هذه الأشارة الفريدة في الأبجدية العربية لأن في ذلك أساس الحل الفعلي . فمن خلال دراستنا وتتبعنا لجذور الكثير من المفردات في اللغة العربية وكذلك لما آلت وتطورت اليه في مراحل لاحقة في نماذج آليات تخفيف الحروف العربية الصميمة والقوية في اللهجات الشمالية أو الغربية لشبه جزيرة العرب خصوصا في المراكز المدنية البعيدة والتي تحيطها أراضي خصبة و الواقعة على ضفاف الأنهار ,تلك التي تنعم بالحياة الناعمة والطبيعة الوارفة بعيدا عن حياة البادية ذات الطبيعة القاسية , حيث تطرأ تغيرات تدريجية على طبيعة أصوات الحروف آيلة بها نحو التخفيف والتنعيم والأختصار . وهكذا تنتقل أصوات الحروف من شكلها الأصلي الى حرف مقارب له بالصوت ولكن أخف وأقل فخامة فالحاء تصبح هاءا والصاد سينا والطاء تاء والقاف غين أو جيم أوكاف .......الخ , كما هوشأن الكثير من اللغاة في العالم .
أما في حالة الهمزة فصوت الحرف الأصلي لم يتطور ليأخذ شكل حرف آخر مخفف ثابت ومعروف في الأبجدية وانما الى اشارة هي الهمزة ترمز الى صوت مخفف ينطق من أسفل البلعوم قريبا جدا من منطقة مخارج أصوات حروف العين والهاء والحاء المترتبة بالتوالي نحو أعلى البلعوم . ولاتنطق الهمزة كصوتا منفردا الا ما ندر فهي عادة ما تنطق مصاحبة لأحد حروف العلة المتقدمة وهذا هو السبب الرئيسي في عدم اعتبارها حرفا قائما بذاته. كما لايمكن أعتبارها حركة لأنها تتغيربتغير مواقعها وبتغير الحرف الملازم لها كما أتها هي نفسها يمكن أن يوضع عليها علامات النصب والفتح والرفع .
فالهمزة اذن هي شبه حرف وهي بالأحرى علامة أو اشارة تشير الى صوت حرف صحيح مخفف لأحد الحروف الثلاثة التالية العين والهاء والحاء أو الى الهمزة نفسها كصوت أصلي في الكلمة وهذا نادر الحصول لأن أغلب أصوات العربية هي في الواقع صحيحة وقوية .
ان واقع الحال يظهر بأن الهمزة بعد أن خففت من أحد مصادرها الثلاثة المذكورة آنفا والتي يتقدمها بوضوح حرف العين كما سنرى أصبحت حرفا طائرا تبحث عن موضع ترتكز عليه فلذا نجدها تقف تارة على الواو وأخرى على الأليف أو تحته وأحيانا تستطيل فتصبح مدة أو نجدها فوق الياء بعد أن تكون قد طردت نقطتيه التي لم يعد له بهما حاجة فالياء هنا هي مجرد كرسي اذا كانت وسطية . ذلك ان هذه الهمزة بعد أن فقدت حرفها الصحيح الذي تطورت عنه أصبحت وكأنه لم يعد لها مكان بين الحروف الصحيحة القوية بعد أن تغير الصوت ليصبح صوت همزة وهو صوت خفيف لايرقى لمصاف أصوات الأبجدية الثمانية والعشرين لذا لجأت لأحد حروف العلة ترتكز عليه ليعطيها قوة مافقدت من حجم واستمرارية صوتية . أن أكثر الحروف التي تطورت الى همزة هو حرف العين والأمثلة لابأس بها رغم صعوبة ازاحة الغبارعن مفردات أخرى
يجعر = يجأر يسعل = يسأل رحوم = رؤوم
معونة = مؤونة قرعان = قرآن رهيف = رئيف
عصفر = أصفر درع = درء ءالتحم = ءالتئم
عاشور =آشور فجعة = فجأة ضحالة = ضآلة و ضحيل = ضئيل
عيل = أيل بدع = بدء
عازر = آزر بارع= باريء
يعبه = يأبه على= ءالى