طلب العلم
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
مَن سَلَكَ طَريقا يَبتَغي فيه عِلما سَلَكَ اللّهُ له طَريقا إلى الجَنّة وإنّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ وإنّ العالِمَ ليَستَغفِر لَهُ مَن في السَماواتِ وَمَن في الأرضِ حَتّى الحيتانُ في الماء. وَفَضلُ العالِمِ على العابِدِ كَفَضلِ القَمَر على سائر الكواكِبِ ، إنّ العُلماءَ وَرَثَةُ الأنبياء ، إنّ الأنبياءَ لَم يُورِّثوا دينارا ولا دِرهَما ، إنّما ورّثوا العِلمَ فَمَن أخَذَ بِهِ أخَذَ بِحَظّ وافِر ”
(رواه ابو داود والترمذي واللفظ له)
طلب العلم من أفضل العبادات وهو أفضل من النوافل خاصة إذا عمّ الجهل وقلّ العلماء وانتشرت البدع واتبع الناس الجهلة . وطلب العلم فريضة على كل مسلم ذكرا كان أم أنثى(23) بما يكفيهم من أداء عباداتهم ومعرفة ربهم وإكتساب معيشتهم . أما ما سوى ذلك فهو فرض كفاية يكفي أن يتخصص به بعض الناس وعند ذلك يسقط الفرض عن الباقين ، أما إذا تركه الجميع فالإثم يعم كل من استطاع طلب العلم وقصّر في ذلك ، قال الله تعالى: ” وما كانَ المؤمِنونَ لِيَنفِروا كافّة فَلولا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَة منهُم طائِفَة لِيَتَفَقّهوا في الدينِ ولِيُنذِروا قومَهُم إذا رَجَعوا إليهِم لَعَلَّهُم يَحذَرون ” (24).ـ
وعظ رجل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال: إنه كان يقال إن إستطعت أن تكون عالما فكن عالما ، فإن لم تستطع أن تكون عالما فكن متعلما ، فإن لم تستطع أن تكون متعلما فأحِبَّهم ، فإن لم تستطع فلا تبغضهم ، فقال عمر: سبحان الله لقد جعل الله لنا مخرجا . وقال سفيان بن عيينة(25):ـ
إن كان الرجل ليسمع الكلمة فيصير بها فقيها . وذلك بالطبع إذا وعاها وعمل بها وبلّغها ، فإن من طلبة العلم من يتعلم علما لكنه لا يفقهه ، فيحمله إلى من هو أفقه منه ، ” فرُبّ مُبَلَّغ أوعى من سامِع ” (26). وعن الحسن البصري: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يُرى ذلك في تخشُعه وبصره ولسانه ويده وصلاته وحديثه وزهده ، وإن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة.
والمؤمن يستمر بالتعلم حتى يوافيه أجله وهو يتواضع لمن علّمه ويحترم أهل العلم ويجلّهم فصفة العلم منسوبة إلى أحد أسماء الله الحسنى: العليم . وقد مدح الله الذين يعلمون : ” قُل هَل يَستوي الّذينَ يَعلَمونَ والّذينَ لا يَعلَمونَ ، إنّما يَتَذَكَّرُ أولوا الألبابِ ” ـ(27)ـ
، وقال: ” إنَما يَخشى اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ” (28). فطلب العلم ونشره ليس حكرا على طبقة من الناس إتخذوا العلم مهنة . فلقد كان لأئمة هذا الدين من علماء الصحابة والتابعين وتابعيهم حِرَف يكتسبون منها رزقهم ويتعلمون العلم ويعلمونه الناس خالصا لوجه الله تعالى بدون أية أجور. لذلك على المؤمن المحترف أن يعتبر طلب العلم وتعليمه واجبا عليه قدر ما إستطاع ، وليس ذلك حكرا على من تفرغ للعلم واعتبره مهنة يكتسب منها رزقه ، رغم جواز ذلك ، بل هو اليوم ضرورة للتخصص في حقول معينة لا يستطيع إدراكها غير المختصين.
كما أن العلم بشكله العام لا ينحصر في علوم الآخرة وحدها ، بل إن كل علم يفيد الناس في أمور دنياهم ومعيشتهم دخل تحت هذا الباب ، لكن العلوم (الدنيوية والأخروية) بعضها أفضل من بعض ، وبعضها أكثر وجوبا من بعض حسب حاجة الناس إلى ذلك العلم في أمور آخرتهم أولا ثم في أمور دنياهم . ومما يدخل في علوم الآخرة من العلوم المكملة (كالبلاغة والصرف والنحو مثلا) ما هو أقل ضرورة من علوم الدنيا (كالطب إذا كثرت الأمراض واحتاج الناس إلى ذلك). ففي تعلُّم وتعليم هذه العلوم عبادة إن أخلصت النية لله تعالى . فتخريج عدد كاف من الأطباء هو فرض كفاية لا يسقط عن الأمة ما دامت هناك حاجة للمزيد منهم ، وكذلك بقية التخصصات الضرورية.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
مَن سَلَكَ طَريقا يَبتَغي فيه عِلما سَلَكَ اللّهُ له طَريقا إلى الجَنّة وإنّ الملائِكَةَ لَتَضَعُ أجنِحَتَها لِطالِبِ العِلمِ وإنّ العالِمَ ليَستَغفِر لَهُ مَن في السَماواتِ وَمَن في الأرضِ حَتّى الحيتانُ في الماء. وَفَضلُ العالِمِ على العابِدِ كَفَضلِ القَمَر على سائر الكواكِبِ ، إنّ العُلماءَ وَرَثَةُ الأنبياء ، إنّ الأنبياءَ لَم يُورِّثوا دينارا ولا دِرهَما ، إنّما ورّثوا العِلمَ فَمَن أخَذَ بِهِ أخَذَ بِحَظّ وافِر ”
(رواه ابو داود والترمذي واللفظ له)
طلب العلم من أفضل العبادات وهو أفضل من النوافل خاصة إذا عمّ الجهل وقلّ العلماء وانتشرت البدع واتبع الناس الجهلة . وطلب العلم فريضة على كل مسلم ذكرا كان أم أنثى(23) بما يكفيهم من أداء عباداتهم ومعرفة ربهم وإكتساب معيشتهم . أما ما سوى ذلك فهو فرض كفاية يكفي أن يتخصص به بعض الناس وعند ذلك يسقط الفرض عن الباقين ، أما إذا تركه الجميع فالإثم يعم كل من استطاع طلب العلم وقصّر في ذلك ، قال الله تعالى: ” وما كانَ المؤمِنونَ لِيَنفِروا كافّة فَلولا نَفَرَ مِن كُلّ فِرقَة منهُم طائِفَة لِيَتَفَقّهوا في الدينِ ولِيُنذِروا قومَهُم إذا رَجَعوا إليهِم لَعَلَّهُم يَحذَرون ” (24).ـ
وعظ رجل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فقال: إنه كان يقال إن إستطعت أن تكون عالما فكن عالما ، فإن لم تستطع أن تكون عالما فكن متعلما ، فإن لم تستطع أن تكون متعلما فأحِبَّهم ، فإن لم تستطع فلا تبغضهم ، فقال عمر: سبحان الله لقد جعل الله لنا مخرجا . وقال سفيان بن عيينة(25):ـ
إن كان الرجل ليسمع الكلمة فيصير بها فقيها . وذلك بالطبع إذا وعاها وعمل بها وبلّغها ، فإن من طلبة العلم من يتعلم علما لكنه لا يفقهه ، فيحمله إلى من هو أفقه منه ، ” فرُبّ مُبَلَّغ أوعى من سامِع ” (26). وعن الحسن البصري: كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يُرى ذلك في تخشُعه وبصره ولسانه ويده وصلاته وحديثه وزهده ، وإن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة.
والمؤمن يستمر بالتعلم حتى يوافيه أجله وهو يتواضع لمن علّمه ويحترم أهل العلم ويجلّهم فصفة العلم منسوبة إلى أحد أسماء الله الحسنى: العليم . وقد مدح الله الذين يعلمون : ” قُل هَل يَستوي الّذينَ يَعلَمونَ والّذينَ لا يَعلَمونَ ، إنّما يَتَذَكَّرُ أولوا الألبابِ ” ـ(27)ـ
، وقال: ” إنَما يَخشى اللّهَ مِن عِبادِهِ العُلَماءُ ” (28). فطلب العلم ونشره ليس حكرا على طبقة من الناس إتخذوا العلم مهنة . فلقد كان لأئمة هذا الدين من علماء الصحابة والتابعين وتابعيهم حِرَف يكتسبون منها رزقهم ويتعلمون العلم ويعلمونه الناس خالصا لوجه الله تعالى بدون أية أجور. لذلك على المؤمن المحترف أن يعتبر طلب العلم وتعليمه واجبا عليه قدر ما إستطاع ، وليس ذلك حكرا على من تفرغ للعلم واعتبره مهنة يكتسب منها رزقه ، رغم جواز ذلك ، بل هو اليوم ضرورة للتخصص في حقول معينة لا يستطيع إدراكها غير المختصين.
كما أن العلم بشكله العام لا ينحصر في علوم الآخرة وحدها ، بل إن كل علم يفيد الناس في أمور دنياهم ومعيشتهم دخل تحت هذا الباب ، لكن العلوم (الدنيوية والأخروية) بعضها أفضل من بعض ، وبعضها أكثر وجوبا من بعض حسب حاجة الناس إلى ذلك العلم في أمور آخرتهم أولا ثم في أمور دنياهم . ومما يدخل في علوم الآخرة من العلوم المكملة (كالبلاغة والصرف والنحو مثلا) ما هو أقل ضرورة من علوم الدنيا (كالطب إذا كثرت الأمراض واحتاج الناس إلى ذلك). ففي تعلُّم وتعليم هذه العلوم عبادة إن أخلصت النية لله تعالى . فتخريج عدد كاف من الأطباء هو فرض كفاية لا يسقط عن الأمة ما دامت هناك حاجة للمزيد منهم ، وكذلك بقية التخصصات الضرورية.