سَـعِـيـــــــدُ بْـــنُ الْـمُـسَـيِّـــــــبِ
هُـــــوَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَام المَشْهُور، فَقِيْهُ الفُقَهَاءِ، المُقَدَّم فِي الفَتْوَى فِي عَصرِه، وَكَانَ يُسَمَّى رَاوِيَة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، لِأَنَّه كَانَ أَحفَظ النَّاس لِأَحكَامِهِ وأَقْضِيَتِهِ، وكَانَ أَعْلَم النَّاس بِأَبِي هُرَيْرَة، وزَوْج ابْنَته. مَا كَان أَحَدٌ فِي التَّابِعين أَعْلَمُ بِكُلِ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عٌثْمَانُ، مِنْه، ومَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُهَا لاَ تَفُوتُه التَّكْبِيرَة الأُولَى!!! وحَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّـةً!!!
مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَعِيد سَنَة خَمْس عَشَرة (15 هــ). وكَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ فِقْهًا وَدِينًا وَوَرَعًا وَعِلْمًا وَعِبَادَةً وَفَضْلا، وكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، وكَانَ ذَا هَيْبَة ووَقَار، ما كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى أَنْ يَسْأَلَه عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرُ، وكَانَ يُفْتِي وَالصَّحَابَةُ يَوْمِئِذٍ أَحْيَـاء.
أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وإِلْيَاس وسَعِيد ومَرْيَم وفَاخِتَة وأُمُّ عُثْمَان وأُمُّ عَمْرٍو.
- قَالَ عَنْهُ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: سَعِيد؛ أَحَد المُفْتِين.
- وَقَالَ زَيْن العَابِدِين: سَعِيد؛ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَفْقَهُهُم فِي رَأْيِهِ.
- وَقَالَ القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر: سَعِيدٌ؛ سَيّدنَا وَعَالِمنَا.
- وَقَال قتادة بن دعامة: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَعَلَم بِالحَلاَل والحَرَام مِن سَعِيد بْن المُسَيِّب.
- وَقَال مَكْحُول الشَّامِيّ: طُفْتُ الأَرضَ كُلّها فِي طَلَبِ العِلْم، فَمَا لَقِيتُ أَعَلَم مِن سَعِيد بْن المُسَيَّب، وهُوَ عَالِمُ الْعُلَمَاء.
مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:
- قَالَ سَعِيد بْن المُسَيِّب: مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاء.
- وقَالَ: مَا أَكْرَمَت الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا أَهَانَتِ الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَى بِالْمُؤْمِنِ نُصْرَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ.
- وَقَالَ: لَا تَقُولُوا مُصَيْحِفٌ وَلَا مُسَيْجِدٌ، مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ.
- وَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ، يُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ، وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ، وَيَصِلُ مِنْهُ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّي مِنْهُ أَمَانَتَهُ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ.
- وَقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ فَضِيحَةَ عَبْدٍ، أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ، فَبَدَتْ لِلنَّاسِ عَوْرَتُهُ.
- وَقَالَ: قِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليُسْرَيْن.
عِـــزَّةُ نَـفْـسِـــهِ:
- كَانَ سَعِيدُ بْن المُسَيِّبِ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ. فكَانَ لَهُ فِي بَيْتِ المَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، عَطَاؤُهُ. وَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا، فَيَأْبَى، وَيَقُوْلُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا!!!
- وَفِي يَـــوْمٍ... قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) المَدِيْنَةَ, فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ, هَلْ فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا (يِعنِي: مِن أَتْبَاعِنا)؟ فَخَرَجَ، فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ, فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ, ثُمَّ غَمَزَهُ, وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ وَلَّى. فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الحَاجِب: لاَ أُرَاهُ فَطِنَ. فَجَاءَ وَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيْرُ إِلَيْكَ؟
قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ؟
قَالَ أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ: إِلَيَّ أَرْسَلَكَ؟
قَالَ: لاَ, وَلَكِنْ قَالَ: انْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا، فَلَمْ أَرَى أَحَداً أَهْيَأَ مِنْكَ.
فقَالَ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ.
فَخَرَجَ الحَاجِبُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إلَّا مَجْنُوْناً!! وَذَهَبَ فَأَخْبَرَ عَبْدَ المَلِك، فَقَالَ: ذَاكَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَدَعْـهُ.
وَفَـــاتُـــــه: مَاتَ سَعِيدٌ سَنَة أَربَعٍ وتِسْعِين (94 هــ)، ولَهُ تِسْع وسَبْعُون سَنَة (79). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى
هُـــــوَ: سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ بْنِ حَزْنِ بْنِ أَبِي وَهْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَائِذِ بْنِ عِمْرَانَ بْنِ مَخْزُومِ بْنِ يَقَظَةَ الْمَخْزُومِيُّ، أَبُو مُحَمَّد الْقُرَشِيُّ المَدَنِيُّ. الإِمَام المَشْهُور، فَقِيْهُ الفُقَهَاءِ، المُقَدَّم فِي الفَتْوَى فِي عَصرِه، وَكَانَ يُسَمَّى رَاوِيَة عُمَر بْن الْخَطَّابِ، لِأَنَّه كَانَ أَحفَظ النَّاس لِأَحكَامِهِ وأَقْضِيَتِهِ، وكَانَ أَعْلَم النَّاس بِأَبِي هُرَيْرَة، وزَوْج ابْنَته. مَا كَان أَحَدٌ فِي التَّابِعين أَعْلَمُ بِكُلِ قَضَاءٍ قَضَاهُ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُلّ قَضَاءٍ قَضَاهُ أَبُو بَكْرٍ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عُمَرُ، وَكُل قَضَاءٍ قَضَاهُ عٌثْمَانُ، مِنْه، ومَا نُودِيَ بِالصَّلاةِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا وهُوَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُهَا لاَ تَفُوتُه التَّكْبِيرَة الأُولَى!!! وحَجَّ أَرْبَعِينَ حَجَّـةً!!!
مَـوْلِـــــدُهُ: وُلِدَ سَعِيد سَنَة خَمْس عَشَرة (15 هــ). وكَانَ مِنْ سَادَاتِ التَّابِعِينَ فِقْهًا وَدِينًا وَوَرَعًا وَعِلْمًا وَعِبَادَةً وَفَضْلا، وكَانَ مِنْ أَعْبَرِ النَّاسِ لِلْرُّؤْيَا، وكَانَ ذَا هَيْبَة ووَقَار، ما كَانَ إِنْسَانٌ يَجْتَرِئُ عَلَى أَنْ يَسْأَلَه عَنْ شَيْءٍ حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُ كَمَا يَسْتَأْذِنُ الْأَمِيرُ، وكَانَ يُفْتِي وَالصَّحَابَةُ يَوْمِئِذٍ أَحْيَـاء.
أَوْلاَدُهُ: مُحَمَّد وإِلْيَاس وسَعِيد ومَرْيَم وفَاخِتَة وأُمُّ عُثْمَان وأُمُّ عَمْرٍو.
- قَالَ عَنْهُ عَبدُ اللهِ بْن عُمَرَ رَضْيَ اللهُ عَنْهُ: سَعِيد؛ أَحَد المُفْتِين.
- وَقَالَ زَيْن العَابِدِين: سَعِيد؛ أَعْلَمُ النَّاسِ، وَأَفْقَهُهُم فِي رَأْيِهِ.
- وَقَالَ القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر: سَعِيدٌ؛ سَيّدنَا وَعَالِمنَا.
- وَقَال قتادة بن دعامة: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ أَعَلَم بِالحَلاَل والحَرَام مِن سَعِيد بْن المُسَيِّب.
- وَقَال مَكْحُول الشَّامِيّ: طُفْتُ الأَرضَ كُلّها فِي طَلَبِ العِلْم، فَمَا لَقِيتُ أَعَلَم مِن سَعِيد بْن المُسَيَّب، وهُوَ عَالِمُ الْعُلَمَاء.
مِـن أَقْـــوَالِـــــهِ:
- قَالَ سَعِيد بْن المُسَيِّب: مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ شَيْءٍ إلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاء.
- وقَالَ: مَا أَكْرَمَت الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ طَاعَةِ اللَّهِ، وَلَا أَهَانَتِ الْعِبَادُ أَنْفُسَهَا بِمِثْلِ مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَكَفَى بِالْمُؤْمِنِ نُصْرَةٌ مِنَ اللَّهِ أَنْ يَرَى عَدُوَّهُ يَعْمَلُ بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ.
- وَقَالَ: لَا تَقُولُوا مُصَيْحِفٌ وَلَا مُسَيْجِدٌ، مَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ عَظِيمٌ حَسَنٌ جَمِيلٌ.
- وَقَالَ: لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يُرِيدُ جَمْعَ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ، يُعْطِي مِنْهُ حَقَّهُ، وَيَكُفُّ بِهِ وَجْهَهُ، وَيَصِلُ مِنْهُ رَحِمَهُ، وَيُؤَدِّي مِنْهُ أَمَانَتَهُ، وَيَسْتَغْنِي بِهِ عَنْ خَلْقِ رَبِّهِ.
- وَقَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ فَضِيحَةَ عَبْدٍ، أَخْرَجَهُ مِنْ تَحْتِ كَنَفِهِ، فَبَدَتْ لِلنَّاسِ عَوْرَتُهُ.
- وَقَالَ: قِلَّةُ العِيَالِ أَحَدُ اليُسْرَيْن.
عِـــزَّةُ نَـفْـسِـــهِ:
- كَانَ سَعِيدُ بْن المُسَيِّبِ لاَ يَقْبَلُ شَيْئاً مِنْ أَحَدٍ. فكَانَ لَهُ فِي بَيْتِ المَالِ بِضْعَةٌ وَثَلاَثُوْنَ أَلْفاً، عَطَاؤُهُ. وَكَانَ يُدْعَى إِلَيْهَا، فَيَأْبَى، وَيَقُوْلُ: لاَ حَاجَةَ لِي فِيْهَا!!!
- وَفِي يَـــوْمٍ... قَدِمَ عَبْدُ المَلِكِ بنُ مَرْوَانَ (الخَلِيفَة) المَدِيْنَةَ, فَقَالَ لِحَاجِبِهِ: انْظُرْ, هَلْ فِي المَسْجِدِ أَحَدٌ مِنْ حُدَّاثِنَا (يِعنِي: مِن أَتْبَاعِنا)؟ فَخَرَجَ، فَإِذَا سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ فِي حَلْقَتِهِ, فَقَامَ حَيْثُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ, ثُمَّ غَمَزَهُ, وَأَشَارَ إِلَيْهِ بِأُصْبُعِهِ، ثُمَّ وَلَّى. فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيْدٌ. فَقَالَ الحَاجِب: لاَ أُرَاهُ فَطِنَ. فَجَاءَ وَدَنَا مِنْهُ ثُمَّ غَمَزَهُ وَقَالَ: أَلَمْ تَرَنِي أُشِيْرُ إِلَيْكَ؟
قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ؟
قَالَ أَجِبْ أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ.
فَقَالَ: إِلَيَّ أَرْسَلَكَ؟
قَالَ: لاَ, وَلَكِنْ قَالَ: انْظُرْ بَعْضَ حُدَّاثِنَا، فَلَمْ أَرَى أَحَداً أَهْيَأَ مِنْكَ.
فقَالَ: اذْهَبْ فَأَعْلِمْهُ أَنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ.
فَخَرَجَ الحَاجِبُ وَهُوَ يَقُوْلُ: مَا أَرَى هَذَا الشَّيْخَ إلَّا مَجْنُوْناً!! وَذَهَبَ فَأَخْبَرَ عَبْدَ المَلِك، فَقَالَ: ذَاكَ سَعِيْدُ بنُ المُسَيِّبِ، فَدَعْـهُ.
وَفَـــاتُـــــه: مَاتَ سَعِيدٌ سَنَة أَربَعٍ وتِسْعِين (94 هــ)، ولَهُ تِسْع وسَبْعُون سَنَة (79). رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى