عبد الله الدارمي .. المحدث المتقن
ولد الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي الدارمي السمرقندي سنة إحدى وثمانين ومائة من الهجرة، وكانت ولادته ونشأته بسمرقند، واشتهر بالدارمي نسبة إلى بني دَارِم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، تلك القبيلة التي أنجبت أمراء البيان كالفرزدق وغيره.
طوَّف الإمام الدارمي الأقاليم وجاب كثيرا من الأقطار طلبا للعلم، فزار خراسان وسمع فيها من عثمان بن بجلة ومحمد بن سلام، وزار العراق فسمع من عبيد الله بن موسى وأبي نعيم وروح بن عبادة وعبدان، وذهب إلى مصر وفيها سمع سعيد بن أبي مريم وأبا صالح وغيرهما، ورحل إلى الحجاز فسمع من المقرئ والحميدي وابن أبي أويس وطبقتهم، وعرج على الشام فسمع من محمد بن يوسف الفريابي وأبي اليمان وأبي مسهر وطبقتهم.
قال الإمام أبو بكر الخطيب: "كان أحد الرحّالين في الحديث، والموصوفين بحفظه وجمعه والإتقان له، مع الثقة والصدق، والورع والزهد، واستُقضي على سمرقند فأبى، فألحّ السلطان عليه حتى يقلّده، وقضى قضية واحدة، ثم استعفى فأعفي، وكان على غاية العقل، ونهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة، والاجتهاد والعبادة والزهادة والتقلل".
سمع من: يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وجعفر بن عون وبشر بن عمر الزهراني، وأبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ومحمد بن بكر البرساني ووهب بن جرير، والنضر بن شميل -وهو أقدمهم موتاً-، وأبي النضر هاشم بن القاسم وعثمان بن عمر بن فارس وسعيد بن عامر الضبعي والأسود بن عامر، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأبي عاصم وعبيد الله بن موسى وأبي المغيرة الخولاني وغيرهم.
وروى عنه جمع من الأئمة الكبار كالإمام مسلم وأبي داود والترمذي وعبد بن حميد -وهو أقدَم منه-، ورجاء بن مرجى والحسن بن الصباح البزار ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى -وهم أكبرُ منه-، وبقي بن مخلد وأبو زرعة وأبو حاتم وصالح بن محمد جزرة، وإبراهيم بن أبي طالب وجعفر بن أحمد بن فارس وجعفر الفريابي، وعبد الله بن أحمد وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن النضر الجارودي، وعيسى بن عمر السمرقندي وغيرهم.
مناقبه وثناء الأئمة عليه:
كان إماما عالما حافظا متقنا ورعا، قال عنه أبو حاتم بن حبان: "كان الدارمي من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع، وتفقّه وصنف وحدث، وأظهر السنة ببلده ودعا إليها، وذبّ عن حريمها، وقمع من خالفها"، وقال عنه الإمام الذهبي: "قد كان الدارميّ ركناً من أركان الدين".
وقال محمد بن إبراهيم الشيرازي: "كان عبد الله على غاية من العقل والديانة من يضرب به المثل في الحلم والدراية والحفظ والعبادة والزهادة، أظهر علم الحديث والآثار بسمرقند، وذب عنها الكذب، وكان مفسرا كاملا، وفقيها عالما"، وعن رجاء بن مرجى قال: "ما رأيت أحداً أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه".
وقفات مع سيرته:
أهم ما يمكن أن نقف عليه في حياة الإمام أبي محمد عبد الله الدارمي - رحمه الله -:
- سعة حفظه وشدة ضبطه: كان حافظا متقنا ضابطا، قال عنه محمد بن بشار: "حُفَّاظ الدُّنيا أربعةٌ: أبو زُرْعة بالرَّيّ، ومُسْلِمُ بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن بسَمَرْقَنْد، ومحمد بن إسماعيل ببُخَارَى"، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: "غلبَنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع".
- جمعه للأحاديث وكتابه "السنن": صنف كتاب "السنن" الذي اشتهر عند المحدثين بـ"المسند" على خلاف اصطلاحهم، رغم أنه مرتب على الأبواب الفقهية، قال الحافظ ابن حجر: "وأما كتاب السنن، المسمى بمسند الدارمي، فإنه ليس دون (السنن) في المرتبة، بل لو ضُم إلى الخمسة، لكان أولى من ابن ماجة، فإنه أمثل منه بكثير".
وفاته:
توفي الإمام عبد الله الدارمي في الثامن من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة النبوية الشريفة -يوم التروية- بعد العصر، ودفن يوم عرفة، وله من العمر خمسا وسبعين سنة، وصلى عليه أحمد بن يحيى بن أسد بن سليمان، ولما وصل كتاب نعيه إلى الإمام البخاري نكس رأسه ثم رفع واسترجع، وجعلت تسيل دموعه على خديه، رحمه الله رحمة واسعة.
ولد الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام التميمي الدارمي السمرقندي سنة إحدى وثمانين ومائة من الهجرة، وكانت ولادته ونشأته بسمرقند، واشتهر بالدارمي نسبة إلى بني دَارِم بن مالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم، تلك القبيلة التي أنجبت أمراء البيان كالفرزدق وغيره.
طوَّف الإمام الدارمي الأقاليم وجاب كثيرا من الأقطار طلبا للعلم، فزار خراسان وسمع فيها من عثمان بن بجلة ومحمد بن سلام، وزار العراق فسمع من عبيد الله بن موسى وأبي نعيم وروح بن عبادة وعبدان، وذهب إلى مصر وفيها سمع سعيد بن أبي مريم وأبا صالح وغيرهما، ورحل إلى الحجاز فسمع من المقرئ والحميدي وابن أبي أويس وطبقتهم، وعرج على الشام فسمع من محمد بن يوسف الفريابي وأبي اليمان وأبي مسهر وطبقتهم.
قال الإمام أبو بكر الخطيب: "كان أحد الرحّالين في الحديث، والموصوفين بحفظه وجمعه والإتقان له، مع الثقة والصدق، والورع والزهد، واستُقضي على سمرقند فأبى، فألحّ السلطان عليه حتى يقلّده، وقضى قضية واحدة، ثم استعفى فأعفي، وكان على غاية العقل، ونهاية الفضل، يضرب به المثل في الديانة والحلم والرزانة، والاجتهاد والعبادة والزهادة والتقلل".
سمع من: يزيد بن هارون ويعلى بن عبيد وجعفر بن عون وبشر بن عمر الزهراني، وأبي علي عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ومحمد بن بكر البرساني ووهب بن جرير، والنضر بن شميل -وهو أقدمهم موتاً-، وأبي النضر هاشم بن القاسم وعثمان بن عمر بن فارس وسعيد بن عامر الضبعي والأسود بن عامر، وأحمد بن إسحاق الحضرمي، وأبي عاصم وعبيد الله بن موسى وأبي المغيرة الخولاني وغيرهم.
وروى عنه جمع من الأئمة الكبار كالإمام مسلم وأبي داود والترمذي وعبد بن حميد -وهو أقدَم منه-، ورجاء بن مرجى والحسن بن الصباح البزار ومحمد بن بشار بندار ومحمد بن يحيى -وهم أكبرُ منه-، وبقي بن مخلد وأبو زرعة وأبو حاتم وصالح بن محمد جزرة، وإبراهيم بن أبي طالب وجعفر بن أحمد بن فارس وجعفر الفريابي، وعبد الله بن أحمد وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن النضر الجارودي، وعيسى بن عمر السمرقندي وغيرهم.
مناقبه وثناء الأئمة عليه:
كان إماما عالما حافظا متقنا ورعا، قال عنه أبو حاتم بن حبان: "كان الدارمي من الحفاظ المتقنين، وأهل الورع في الدين ممن حفظ وجمع، وتفقّه وصنف وحدث، وأظهر السنة ببلده ودعا إليها، وذبّ عن حريمها، وقمع من خالفها"، وقال عنه الإمام الذهبي: "قد كان الدارميّ ركناً من أركان الدين".
وقال محمد بن إبراهيم الشيرازي: "كان عبد الله على غاية من العقل والديانة من يضرب به المثل في الحلم والدراية والحفظ والعبادة والزهادة، أظهر علم الحديث والآثار بسمرقند، وذب عنها الكذب، وكان مفسرا كاملا، وفقيها عالما"، وعن رجاء بن مرجى قال: "ما رأيت أحداً أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منه".
وقفات مع سيرته:
أهم ما يمكن أن نقف عليه في حياة الإمام أبي محمد عبد الله الدارمي - رحمه الله -:
- سعة حفظه وشدة ضبطه: كان حافظا متقنا ضابطا، قال عنه محمد بن بشار: "حُفَّاظ الدُّنيا أربعةٌ: أبو زُرْعة بالرَّيّ، ومُسْلِمُ بنيسابور، وعبد الله بن عبد الرحمن بسَمَرْقَنْد، ومحمد بن إسماعيل ببُخَارَى"، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: "غلبَنا عبد الله بن عبد الرحمن بالحفظ والورع".
- جمعه للأحاديث وكتابه "السنن": صنف كتاب "السنن" الذي اشتهر عند المحدثين بـ"المسند" على خلاف اصطلاحهم، رغم أنه مرتب على الأبواب الفقهية، قال الحافظ ابن حجر: "وأما كتاب السنن، المسمى بمسند الدارمي، فإنه ليس دون (السنن) في المرتبة، بل لو ضُم إلى الخمسة، لكان أولى من ابن ماجة، فإنه أمثل منه بكثير".
وفاته:
توفي الإمام عبد الله الدارمي في الثامن من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة النبوية الشريفة -يوم التروية- بعد العصر، ودفن يوم عرفة، وله من العمر خمسا وسبعين سنة، وصلى عليه أحمد بن يحيى بن أسد بن سليمان، ولما وصل كتاب نعيه إلى الإمام البخاري نكس رأسه ثم رفع واسترجع، وجعلت تسيل دموعه على خديه، رحمه الله رحمة واسعة.