ما هي الشفافية ؟
كلمة مُحببة للنفوس , تعشقها الأنفس الأبية , والأرواح الزكية ..
كلمة تتلخص فيها معاني الصدق , والحقيقة , والوضوح ...
وهي موروث إسلامي عريق بالمعنى لا المبنى .. تجلت تطبيقاً وامتثالاً في صدر الإسلام ,
وكان لها حُذاقها وأمراؤها أمثال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ..
وتوالت عبر العصور نمواً وتطوراً ..
حتى تبناها الغرب بمسماها الحديث .. وأنشأ باسمها مؤسسات وهيئات ..
حقٌ كفلته شرائع السماء , واهتدى إليها من الناس العقلاء ..
هي .. شعار المُصلح .. ورداءه المُزهر .. ودليله المُنير .. وديباجته للنمو والإبداع ..
وضمانته للوصول للحقيقة ..
بها يزدان العمل جمالاً وروعة ومصداقية .. وتزول الضبابية .. ويُعطى كل ذي حق حقه ..
وتوضع الأمور في نصابها الصحيح .. ومعيارها الدقيق ..
بها نُحافظ على مقدرات البلاد والعباد , ونحمي حقوقه ... وننمى طموحه .. ونحقق أماله ..
ونستثمر عُقوله وأفكاره .. ونكسب كفاءاته ورجاله.. ونرفع آلامه وهمومه..
بها تُكشف دهاليز الإجراءات .. وخفايا التوصيات .. ويُفتضح أشباح الظلام .. وسرقة المال العام ..
المتلصصين على حقوق الغير .. المتطفلين على موائد الكرام ..
لا تقتصر الشفافية في سياسة .. ولا تُختزل في مال .. بل هي أشمل وأعم ..
تطال كل مناحي الحياة اليومية ..
ومجالاته الخدمية ..
فكل إدارة ووزارة ومُنشئة وصحيفة .. مُطالبة بالشفافية تطبيقاً وعملاً .. ونبذ الضبابية أصلاً ومذهباً ..
وقطع الطريق على سُراق مقدرات العباد .. وسر نهضة البلاد ..
ولصوص المناصب ومُستعمريها ..
وإقطاعيي الوظائف ومُجيريها ..
وكل أسرة .. يجب أن تعيشها قولاً وعملاً .. وأن تمتثلها سلوكاً وتطبيقاً ..
مع البنين والبنات ..
حتى بين الزوجين .. ومدى الحياة ..
مع الجار الكريم .. والموظف الصغير .. والعامل المسكين ..
حتى مع النفس وهواها .. ومشاغلها وطموحها ...
فإلى مزيداً من الشفافية وعيّاً.. وتطبيقاً ... ومطالبة ..
كم نحن بحاجة إلى هذا المعنى في علاقاتنا مع زوجاتنا وأولادنا ومرؤوسينا ورؤسائنا ومن نتعامل معهم بالبيع والشراء
إذا لم تستطع تطبيق هذا المعنى الراقي في جميع علاقاتك فحاول تربية نفسك عليه قدر المستطاع