منتديات احلى حكاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احلى حكاية دخول

موقع خاص بالتصاميم وتحويل الاستايلات واكواد حصريه لخدمه مواقع احلى منتدى


description لماذا غاب الندم ....؟؟؟؟؟ Empty لماذا غاب الندم ....؟؟؟؟؟

more_horiz
لماذا غاب الندم؟



يا من يرى مدَّ البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليَلِ
ويرى نياط عروقها في نحرها *** والمخَّ في تلك العظام النُّحَّلِ
امنن علي بتوبة امحو بهــــــا *** ما كان مني في الزمان الأولِ







لماذا غاب هذا الإحساس المهم-


الذي هو من شروط التوبة الصحيحة-


إن المشكلة الحقيقية هي:


غياب الندم على ما فات من معاصٍ وتقصير..


إنه البرود.


والمطلوب إذن تسخين القلوب ،


والمطلوب إذن دموع ساخنة تذيب هذا الجليد من غياب الندم..



أن الندم يحصل بــ:


1-تعظيم الحق جل جلاله ومعرفة مقامه، ومعرفة ذاته وصفاته وتعبّده بها

2- معرفة النفس وإنزالها منزلتها،
ومعرفة أن سبب كل شر يقع فيه ابن آدم من نفسه.





( 1 ) تعظيم الحق جل جلاله


فإذا أردت أن تعرف عظم الذنب، فانظر إلى عظمة من أذنبت في حقه.


أكبر آفة وقع فيها أهل عصرنا ،وأكبر معصية ارتكبتها قلوب أمتنا:


أن زالت هيبة الله من القلوب.


هذه هي المأساة..


إننا صرنا نخاف من البشر أكثر من خوفنا من الله،


ونستحي من البشر أعظم من حيائنا من الله،


ونرجو البشرأعظم من رجائنا في وجه الله،


لذا لما هان الله علينا هُنّا عليه والجزاء من جنس العمل.



ثم يعلق ابن القيم فيقول:


"من أعظم الظلم والجهل:


أن تطلب التوقير والتعظيم لك من الناس..


وقلبك خال من تعظيم الله وتوقيره!"


وعلينا أن ننتبه إلى هذه الفائدة الغالية:



فإنك توقر المخلوق ،وتجله أن يراك في حال،


ثم لا توقر الله ،فلا تبالي أن يراك سبحانه وتعالى عليها..


أيحب أحدكم أن يراه الناس وهو يزني؟


إذن فكيف ترضى أن يراك الله على هذه الحالة؟


ألا تستحي منه؟


وصدق الله تعالى:


{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا *

هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا}


[ النساء: 108، 109]


والله علمنا؛ قال سبحانه لنا لينبهنا إلى تلك القضية أتم تنبيه.


لفت نظرنا إلى شيء نستشعره ، شيء موجود عندنا وجوداً ماديا،


لأننا ننسى استشعار نظر الله ومراقبته..


فقال جل جلاله:


{وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ *

وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُمْ مِنَ الْمُعْتَبِينَ}


[ فصلت : 22-24] .



لما كانت نفس الناس ضعيفة ،واستشعارهم معية الله صعباً،

سمعكم ، وأبصاركم ، وأيديكم ، وأرجلكم ، وبطونكم ، وفروجكم ..
ذكرهم الله بأن معهم شهوداً :





نعم ستشهد عليك . .


فإذا أردت أن تعصي الله،


فاذكر أن الله معك يسمعك ويراك:


{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ

وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا

ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}


[ المجادلة : 7] .


فإن لم تستشعر تلك القضية


(وعجز قلبك عن استحضار سمع الله وبصره ، فتخشاه ، فتخافه ؛

تخشي بطشه ، تخاف انتقامه ، تستحيي أن يراك على العيب.عليك رقيب . .

وهو الذي يسترك . . فوقك قاهر . . وعليك قادر . . ومنك قريب، يستطيع أن ينتقم ويأخذ حقه

،ولكنه الحليم . . والحيي الستير . . جل جلاله . . وعجز قلبك عن استحضار تلك المعية . .

فلم تستطع أن تختفي من الله . . ولا أن تستتر منه . .)



فتذكر أن معك عيناً ستشهد عليك . . وأذناً ستشهد عليك . . ويداً ستشهد عليك . .

ورجلاً ستشهد عليك . . فإنك إن استطعتي أن تتستري وتختبئي . .

فختبئ من أعضائك، وتوارى منها ، فافعلي .. فإن لم تقدري


فاترك المعصية خوفاً من ذي الجلال جل جلاله . .


يا من تعاني مأساة الذنوب اختبئي من الله فلا يراك عليها . .



فإن نسيت نظر الله وغلبتك شهوتك ، فأعمت عين بصيرتك . .


فاختبئ من يدك التي تعصين الله بها . .


إذا تحركت عينك للنظر ،فتذكر أنها ستشهد عليك يوم القيامة . .


وإذا تحركت رجلك لتعصي،


فاعلم أنها وكل جوارحك عليك شهود يوم تلقين الله عز وجل . .

الم تعلم ان الله سبحانه وتعالى


الجبار المنتقم


يفرح بتوبتك وهو الغني عنك


ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال :

" لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه
من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة , فانفلتت منه ,
و عليها طعامه و شرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها
– قد أيس من راحلته – فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها
ثم قال من شدة الفرح
اللهم أنت عبدي وأنا ربك –
أخطأ من شدة الفرح – "





سبحان الله ...




و ما أجمل تلك الحكاية التي ساقها ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين


حيث قال :

" و هذا موضع الحكاية المشهورة عن بعض العارفين أنه رأى
في بعض السكك باب قد فتح و خرج منه صبي يستغيث و يبكي ,
و أمه خلفه تطرده حتى خرج , فأغلقت الباب في وجهه و دخلت
فذهب الصبي غير بعيد ثم وقف متفكرا ,
فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أخرج منه ,
و لا من يؤويه غير والدته , فرجع مكسور القلب حزينا .
فوجد الباب مرتجا فتوسده و وضع خده على عتبة الباب و نام ,
و خرجت أمه , فلما رأته على تلك الحال لم تملك أن رمت نفسها عليه
, و التزمته تقبله و تبكي و تقول :

يا ولدي , أين تذهب عني ؟
و من يؤويك سواي ؟ ألم اقل لك لا تخالفني ,
و لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك و الشفقة عليك . و إرادتي الخير لك ؟
ثم أخذته و دخلت .



فتأمل قول الأم :




لا تحملني بمعصيتك لي على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة والشفقة .
و تأملي قول الرسول صلى الله عليه وسلم "
الله أرحم بعباده من الوالدة بولدها "
و أين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟
فإذا أغضبه العبد بمعصيته فقد أستدعى منه صرف تلك الرحمة عنه ,
فإذا تاب إليه فقد أستدعى منه ما هو أهله و أولى به .
فهذه تطلعك على سر فرح الله بتوبة عبده أعظم من فرح الواجد لراحلته في الأرض المهلكة بعد اليأس منها .



اسال الله العظيم لي ولك الثبات حتى نلقاه

description لماذا غاب الندم ....؟؟؟؟؟ Emptyرد: لماذا غاب الندم ....؟؟؟؟؟

more_horiz
كالعادة ابداع رائع


وطرح يستحق المتابعة


شكراً لك


بانتظار الجديد القادم


دمت بكل خير
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد