نص حول يوم المعلم هرباش عمر

ذاك الواقـــف أعــرفـــه !
كنتُ أقـــودُ سيارتي عندمــا رأيتُ منظـــراَ تـرك في نفســـي حزنـــا عميقـــا بَـــات يــؤرَّقني كل ليلـــةٍ .
رأيتـه كهـــلا َ َ قد غـــزى الشّيبٌ رأســـه ٌ يحمــل باليمنى محفظــة منتفخــة و باليســـرى
جريـــدة . يقــف بجانــب الطريق يرمــق ٌ المارة يبحــث عن سيـــارة أجـــرة .
حـــزّ في نفســي مقابلته لأشبــع من رؤيتـــه ......أجــل إنــه هو :
- معلمي وأستــــاذي أعــرفه رغم الشيخوخــةِ التي بـــدت على محيــاه .
كــــان نِِِعــمَ الأبُ و أعــزّ الصديــق ذا فضــل كبيــر على مجتمــع لا ينفصــمُ عنه مادام
الكـــــونُ قائمـــاً . عانقتــه بحـــرارة و ما فتئــت عيناي تحدّقــان نحــو عنوان كبيـــر قد ملأ وجــهَ الجريدةِ: ( *5 أكتوبـــر عيد المعلـــم * )
بقيــت واقفــاً كالوتــــد أٌفسّـــــر هذا اللّغــــز الذي صادفــت فيه معلمـــي يوم عيدهٌ.
فبقـــي هو الآخـــرُ مندهشـــاً يتفحّصنــي و يتفحّص وجهي بدقة ثم قــال بصوت دَافِىءٍ :
* يبـــدو أن الوجه صـــادفته يـــــوماً .*
- فقاطعتــه : بل أياماً و شهوراً . كنــت يومـــا ما تلميذك وإنني أشتغــل حاليـــاً طبيباً
مختصــاً بفرنســا . فمــا هي أحوالـــك ؟ ومــا الشــــيء الذي ينقصــك ؟
فأجهــش معلمي بالبكـــاء قائـــلاً : لا .......لاشـــيءَ ينقصــني و يكفينــي فخــــراً أنني ورّثت علمـــاً وراء البحـــار
عمـــر هرباش