جيمس، هنري (1843 - 1916م). من أشهر الكتاب الأمريكيين. استطاع أن يبتدع في قصصه القصيرة ورواياته شخصيات ذات عقد نفسية كبيرة. وغير أسلوبه النثري في مجال الكتابة الذي عمل به لمدة 50 عامًا. كان أسلوب جيمس في البداية مباشرًا وواقعيًا. وكان يستهجن ـ أحيانًا وبحدة ـ السلوك والأخلاق. ولكن أسلوبه أصبح فيما بعد معقدًا. وصارت واقعيته الأساسية عميقة لاستخدامه الأسلوب الرمزي الشعري بكثافة. كما كتب جيمس عن النقد الأدبي. وجعلته آراؤه الإبداعية ومقالاته والتصديرات التي كتبها من أبرز الباحثين النظريين في مجال الرواية.


حياته. ولد جيمس في مدينة نيويورك من عائلة ثرية وبارزة في مجال الفكر. وكان والده فيلسوفًا دينيًا وصديقًا لكبار المفكرين في القرن التاسع عشر الميلادي. وصار أخوه الأكبر وليم فيلسوفًا وعالمًا نفسيًا. وقدم والد جيمس لأبنائه الخمسة تعليمًا غير عادي، تضمن زيارات طويلة إلى أوروبا. ولم يتزوج جيمس أبدًا. وزعم في قصته درس المعلم (1888م) بأنه لكي يكون الإنسان فنانًا، عليه أن يظل بعيدًا عن التزامات الحياة العائلية. وكرس جيمس حياته للفن، حيث كان يكتب يوميًا على الرغم من أنه كان يستمتع بحلقة كبيرة من الصداقات الاجتماعية. غادر جيمس أمريكا إلى أوروبا، وهو في الثلاثين من عمره، لاعتقاده بأن المجتمعات الأوروبية بحكم أقدميتها وتعقيداتها الاجتماعية يمكن أن تقدم له مادة خصبة يستفيد منها في رواياته. وصادق في باريس أشهر الكتاب الأوروبيين، ومنهم جوستاف فلوبير، وإيفان تورجنيف، وإميل زولا. ثم استقر جيمس عام 1876م في إنجلترا. وصار موضوعًا بريطانيًا في عام 1915م لمناصرته بريطانيا خلال الحرب العالمية الأولى.


أعماله. يتضمن الإنتاج الأدبي الضخم لجيمس 112قصة و20 رواية ومجلدين لسيرته الذاتية مع جزء من المجلد الثالث، ومقالات وكتبًا في أدب الرحلة، ونحو 3,000 صفحة عن النقد الأدبي و16 مسرحية. وحقق جيمس شيئًا من النجاح الكبير مع جمهور القراء. وكانت أعماله الأكثر رواجًا رواياته القصيرة مثل ميلر الرائع (1878م)، ودوران اللولب (1898م). ولكن النقاد يبدون دائمًاثناءهم على كل أعماله ماعدا مسرحياته. وبدأ جيمس وكأنه معلم خاص لصغار الكتاب الذين يعدون أنفسهم تلاميذ لجيمس المعلم.

قدم جيمس أيضًا كتاب الرحلات المسرح الأمريكي (1907م) وثلاثة مجلدات عن سيرته الذاتية ولد صغير وآخرون (1907م)؛ مذكرات ابن وأخيه (1914م)؛ السنوات الوسطى (1917م). نشرت الأعمال النقدية الكاملة لجيمس بعد وفاته في فن الرواية (1934م).