"أي لاعبي كرة القدم أنت".. استفتاء أُجري عشرات المرات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر "فيس بوك" إلا أنه لم يكن دقيقا في كل مرة، وذلك بسبب عدم اختيار طريقة مدروسة للاستفتاء تجعل مَن يجيب على الأسئلة مقتنعا باللاعب الذي يتفق معه بعد ظهور النتيجة.
منطقيا لا تختلف طبائع لاعبي الكرة عن الموظفين في العمل مثلا، فكلا الجانبين ينضوي تحت نطاق العنصر البشري الذي يتعامل ويتفاعل داخل البيئة المحيطة به سواء في النادي أو الشركة أوالمصنع أوالمستشفى أوالمدرسة، وبالتالي من الأوقع أن يتم تصنيف شخصية اللاعب كما الموظف تماما.
ومع بلوغ تكنولوجيا التصوير درجة مدهشة من التطوّر وتركّز الأضواء بشدّة على اللاعبين داخل الملعب وخارجه، بات كل شيء يخصهم مكشوفا أمام الجميع لدرجة جعلت من حركات شفاهم مثل الغناء الشعبي في حفل زفاف بحي عشوائي، وأضحى من السهل تحليل شخصياتهم والوقوف على مزاياهم وعيوبهم، كما في التصنيف التالي:
1 - مثالي
لا شك أن أكثر ما يطمع فيه أرباب العمل هو الحصول على موظف كفء للغاية في وظيفته، محبوب من زملائه لشخصيته الفريدة، لا يتكلم كثيرًا فيما لا يفيد، دقيق في مواعيده، يعشق العمل ولا يكلّ، يأتمر بأمر رئيسه ويحتوي غضبه فضلا عن تمتعه بالاستقرار، وربّما كان الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني الأقرب لهذه الشخصية.
2 – مغرور
هناك خيط رفيع يفصل بين تقدير الذات والغرور، فمن الممكن أن تكون ناجحا ومجتهدًا لكن غرورك يجعلك دائما تنسب الفضل لنفسك في تطور العمل وتطالب الجميع بالاعتراف بقيمتك. وهناك العديد من اللاعبين الذين يتمتعون بهذه الصفة لعلّ من أبزرهم الهولندي أرين روبن جناح بايرن ميونخ الألماني الذي وصفه فرانز بيكنباور الرئيس الفخري لناديه بالأنانية والغرور.
3 – صعب المراس
هو شخص لا يتمتع بالاستقرار في عمله بأي حال من الأحوال رغم كفاءته المشهودة، بمعنى أنه يكون أحد أفضل الكوادر في العمل أو الأفضل على الإطلاق لكنه لا ينصاع بسهولة لأوامر رئيسه ويكره الجواب بـ"نعم" على الدوام ويرفض التقيّد بوجهة نظر مَن أعلى منه رتبة لكونه يملك رؤية يعتبرها الأنسب –في وجهة نظره- وأحيانا يبالغ بإعطاء الأوامر لزملائه من منطلق رغبته في النهوض بالمكان الذي يعمل فيه، ودائمًا ما يسعى للرحيل وخوض تجارب مختلفة، ولا شك أن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي ينطبق عليه هذا الوصف.
4 – مُبالَغ في قيمته
البعض يبالغ في مدح موظفه عندما يجد لديه بعض المزايا الإضافية عن زملائه، ولأن أي شخص في سوق العمل يحتاج إلى دوافع جديدة باستمرار لكي يتطوّر فإنه لا بد أن يشعر بأنه لم يصل بعد لدرجة الكمال.. لكن عندما يتعرض شخص، يعاني من ضعف العزيمة، لعملية "نفخ" فمن الطبيعي أن يظن أنّه لا يوجد من هو أفضل منه في الكون ولهذا يتوقف صعوده عند سقف معين، يتلو ذلك وضعه في هالة لا يستحقّها من القيمة الوهمية، وبالتالي يسقط سريعا عند أي اختبار جاد يواجهه.. والبرازيلي نيمار لاعب سانتوس أحد هؤلاء.
5 – يهوى تلقي النقد والعقوبة
في الأمثال الشعبية يقولون "إن غاب القط العب يا فأر" وهذا ما يسري على الغالبية العظمى من كوادر سوق العمل العربية على وجه الخصوص باستثناء قلة تتحمل المسؤولية بدافع الضمير الحي. هؤلاء لا يعملون إلا بوجود مدرائهم ولو غاب الحزم والرقابة لن يذهبوا للعمل من الأساس وغالبا هم لا يتمتعون بالكفاءة ونطلق عليهم في العامية لفظ "لِعَبي".. وفي الكرة يوجد نماذج كثيرة لذلك مثل البرازيلي أدريانو لاعب فلامنجو.
6 – قائد
قد لا يكون هو الأفضل وسط فريق العمل لكنه يتمتّع باحترافية شديدة واحترام هائل لدى من يكبره سنا وصناع القرار داخل العمل، ينصاع للأوامر ويسعى للاستقرار طويل المدى ويعمل على ذلك، ينتمي بشدة للمكان الذي يعمل به ويدافع عنه باستماتة ويعتبره جزءًا من حياته.. والنموذج الصريح لمثل هذا الشخص هو الأرجنتيني خافيير زانيتي قائد إنتر ميلان.