منتديات احلى حكاية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات احلى حكاية دخول

موقع خاص بالتصاميم وتحويل الاستايلات واكواد حصريه لخدمه مواقع احلى منتدى


descriptionوعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم Emptyوعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

more_horiz
فوائد في قوله تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لاتعلمون)

إن العبد إذا علم أن المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لم يأمن أن توافيه المضرة من جانب المسرة، ولم ييأس أن تأتيه المسرة من جانب المضرة؛ لعدم علمه بالعواقب ؛فإن الله يعلم منها مالا يعلمه العبد.
أوجب له ذلك أموراً هي:
أ) امتثال الأمر:
فإنه لا أنفع له من امتثال الأمر وإن شق عليه في الابتداء...
- لماذا؟
- لأن عواقبه كلها خيرات ومسرات ولذات وأفراح وإن كرهته نفسه فهو خير لها وأنفع.
ولاشي أضر عليه من ارتكاب النهي وإن هويته نفسه ومالت إليه.
لماذا؟
لأن عواقبه كلها آلام وأحزان وشرور ومصائب.
ماهي خاصية العقل؟
خاصية العقل تحمُّل الألم اليسير لما يعقبه من اللذة العظيمة والخير الكثير واجتناب اللذة اليسيرة لما يعقبها من الألم العظيم والشر الطويل.
نظر الجاهل لايجاوز المبادي إلى غاياتها، والعاقل الكيِّس دائما ينظر إلى الغايات من وراء ستور مباديها .
فالعاقل الكيس يرى المناهي كطعام لذيذ قد خلط به سم قاتل كلما دعته لذته إلى تناوله نهاه ما فيه من السم، ويرى الأوامر كدواء كريه المذاق مفض إلى العافية والشفاء كلما نهاه كراهة مذاقه عن تناوله أمره نفعه بالتناول.
ولكن هذا يحتاج إلى:
1)فضل علم تدرك به الغايات من مباديها.
2)قوة صبر يوطن به نفسه على تحمل مشقة الطريق لما يؤمل عند الغاية.
فإذا فقد اليقين والصبر تعذر عليه ذلك وإذا قوي يقينه وصبره هان عليه كل مشقة يتحملها في طلب الخير الدائم واللذة الدائمة.
ب)التفويض إلى الله:
ومن أسرار هذه الآية:
1)أنها تقتضي من العبد التفويض إلى من يعلم عواقب الأمور والرضا بما يختاره له ويقضيه له لما يرجو فيه من حسب العاقبة.
2) أنه لا يقترح على ربه ولا يختار ولا يسأله ما ليس له به من علم فلعل مضرته وهلاكه فيه وهو لا يعلم، بل يسأله حسن الإختيار له وأن يرضيه بما يختاره فلا أنفع له من ذلك.
3) أنه إذا فوض إلى ربه ورضي بما يختاره له أمده فيما يختاره له بالقوة عليه والعزيمة والصبر وصرف عنه الآفات التي هي عرضة اختيار العبد لنفسه.
ج)تفريغ القلب من الشواغل:
منها:1) أنه يريحه من الأفكار المتعبة في أنواع الأختيارات.
2) يفرغ قلبه من التقديرات والتدبيرات التي يصعد منها في عقبه وينزل في أخرى.
ومع هذا فلا خروج له عما قدر عليه فلو رضي بإختيار الله أصابه القدر وهو محمود مشكور ملطوف به فيه وإلا جرى عليه القدر وهو مذموم غير ملطوف به فيه لأنه مع إختياره لنفسه ومتى صح تفويضه ورضاه إكتنفه في المقدور العطف عليه واللطف به فيصير بين عطفه ولطفه (( فعطفه يقيه ما يحذره ولطفه يهون عليه ماقدره)).
المصدر: كتاب الفوائد لابن القيم

descriptionوعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم Emptyرد: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

more_horiz
جزاك الله خير
شكرا للطرح الرائع جعله الله فى ميزان حسناتك

descriptionوعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم Emptyرد: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم

more_horiz
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز

وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد