أُمُّ المُـؤمِنِيْــن/ عَـائِـشَــــةُ بِـنْـتُ أَبِـــي بَـكْـــــر

هِـــيَ: عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ، زَوجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ، الصِّدِّيْقَةُ الحَسِيبَة النَّسِيبَة الأَدِيبَة الزَّكِيَّة التَّقِيّة السَّخِيَّة، حَبِيْبَةُ حَبِيْبِ اللهِ، المُبَرَّأَةُ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَاتٍ.

مَـوْلِـدُهَـــا: وُلِدَت عَائِشَةُ بَعد مَبْعَث رَسُول اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأربَع أَو خَمْس سَنَوات، أَيْ قَبْل الهِجَرَة بِتِسع سِنِين.

هَاجَرَ بِعَائِشَةَ أَبَوَاهَا، وَتَزَوَّجَهَا نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَم قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بَعْدَ وَفَاةِ الصِّدِّيْقَةِ الكُبْرَى خَدِيْجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ، وَذَلِكَ قَبْلَ الهِجْرَةِ بِبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، وَدَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِن الهِجْرَةِ (2 هـ)، بُعَيْد غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَهِيَ ابْنَةُ تِسْع سَنَوَات (9).

كَانَت ،رَضيَ اللهُ عَنْهَا، بَيْضَاءَ جَمِيْلَةً، لَمْ يَتَزَوَّج النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكْراً غَيْرَهَا، وَلاَ أَحَبَّ امْرَأَةً حُبَّهَا، وَلاَ يُعْلَم فِي أُمَّتِنَا امْرَأَةً أَعْلَمَ مِنْهَا، رَوَت عَن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَيْن وَمائَتَيْن وَعَشْرَة أَحَادِيْث (2210).

رَوَتْ عَـــنْ: النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْماً كَثِيْراً، طَيِّباً، مُبَارَكاً فِيْهِ، وَعَـــنْ: أَبِيْهَا، وَعَنْ: عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب، وَسَعْد بْنِ أَبي وقَّاص، وغَيْرِهم.

حَدَّثَ عَنْهَا: الأَسْوَدُ بنُ يَزِيْد وجُبَيْرُ بنُ نُفَيْر وحَمْزَةُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر وخُبَيْبُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر وزِرُّ بنُ حُبَيْش وسَالِمُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَر وَأَبُو عُبَيْدَةَ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدٍ وَأَبُو سَلَمَةَ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وسَعِيْدُ بنُ المُسَيِّب وَسُلَيْمَانُ بنُ يَسَار وطَاوُوْسٌ بْن كَيْسَان وعَامِرُ بنُ سَعْد بْنِ أَبي وقَّاص وعَامِر بْن شَرَاحِيل الشَّعْبِيّ وَعبَّادُ بنُ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْر، وعُرْوَةُ بْن الزُّبَيْر، وَعَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي مُلَيْكَة، وَابْن أَخِيْهَا: القَاسِمُ بْن مُحَمَّد بْن أَبِي بَكْر وَعُبَيْدُ اللهِ بنُ عَبْدِ اللهِ بْن عُتْبَة بْن مَسْعُود وَعَطَاءُ بنُ أَبِي رَبَاح وَعِكْرِمَةُ القُرَشِيّ وَعَلِيُّ بنُ الحُسَيْن بنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَمُجَاهِد بْن جَبْر وَمُحَمَّدُ بنْ سِيْرِيْن وَمَسْرُوْق بْن الأَجْدَع وَنَافِعٌ العُمَرِيُّ، وخَلْق كَثِير.

- قَالَ عَنْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ). البُخَارِيّ (5/ 3770) ومُسْلِم (4/ 2446)
- وقَالَ أَبُو مُوْسَى الأَشْعَرِيّ: مَا أَشْكَلَ عَلَيْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيْثٌ قَطُّ، فَسَأَلْنَا عَائِشَةَ إِلاَّ وَجَدْنَا عِنْدَهَا مِنْهُ عِلْماً.
- وقَالَ عُروَة بْن الزُّبَير: مَا رَأَيْتُ أَحَداً قَطُّ كَانَ أَعْلَمَ بِآيَةٍ أُنْزِلَتْ، وَلاَ بِفَرِيْضَةٍ، وَلاَ بِسُنَّةٍ، وَلاَ بِشِعْرٍ، وَلاَ أَرْوَى لَهُ، وَلاَ بِيَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ العَرَبِ، وَلاَ بِنَسَبٍ، وَلاَ بِقَضَاءٍ، وَلاَ طِبٍّ مِنْ عَائِشَة.
- وقَالَ مَسْرُوْق: وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَكَابِرَ يَسْأَلُوْنَهَا عَنِ الفَرَائِضِ.
- وقَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح: كَانَتْ عَائِشَةُ أَفْقَهَ النَّاسِ، وَأَعْلَمَهُمْ، وَأَحَسَنَ النَّاسِ رَأْياً فِي العَامَّةِ.
- وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ: لَوْ جُمِعَ عِلْمُ النَّاسِ كُلِّهِمْ، وَأُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، لَكَانَتْ عَائِشَةُ أَوْسَعُهُمْ عِلْماً.

وَفَـاتُهَـــا: تُوُفِّيَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة فِي لَيْلَةِ السَّابِعَة عَشْرَة مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ (57 هـ) وصَلَّى عَلَيْهاأَبُو هُرَيْرَةَ، ودُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ، ولَهَا سِتَّة وَسِتُّوْنَ سَنَة (66). رَضيَ اللهُ عَنْهَا وأَرضَاهَا