الشيخ عبد الرحمن بن سعد الشثري

أما بعد:
وَرَدَ في تسمية فتَّاني القبور عليهما السلام: (منكراً ونكيراً) أحاديث، أصحُّها حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إذا قُبرَ الْميِّتُ، أو قالَ: أحدُكُم، أتاهُ مَلَكَانِ أسوَدانِ أزرَقَانِ، يُقالُ لأَحَدِهما: الْمُنكَرُ، وللآخَرِ: النكيرُ، فيقولانِ: ما كُنتَ تقولُ في هذا الرَّجُلِ؟ فيقُولُ: ما كانَ يقولُ: هُوَ عبدُ اللهِ ورسُولُهُ، أشهَدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، فيقُولانِ: قد كُنَّا نعلَمُ أنكَ تقولُ هذا، ثمَّ يُفسَحُ لهُ في قبرِهِ سبعُونَ ذراعاً في سبعينَ، ثمَّ يُنوَّرُ لهُ فيهِ، ثمَّ يُقالُ لهُ: نَمْ، فيقُولُ: أرجعُ إلى أهلي فأُخبرُهُم، فيقُولانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ العَرُوسِ الذي لا يُوقظُهُ إلاَّ أحَبُّ أهلهِ إليهِ، حتى يَبعثَهُ اللهُ من مَضْجَعِهِ ذلكَ.

وإن كان مُنافقاً قالَ: سمعتُ الناسَ يقولُونَ، فقلتُ مثلَهُ، لا أدرِي، فيقولانِ: قد كُنَّا نعلمُ أنكَ تقولُ ذلكَ، فيُقالُ للأرضِ: التَئِمِي عليهِ، فتَلْتَئِمُ عليهِ، فتَختَلِفُ فيها أضلاعُهُ، فلا يَزالُ فيها مُعذَّباً حتى يَبْعَثهُ اللهُ من مَضْجَعِهِ ذلكَ) الحديث رواه الترمذي ح1071 (بابُ ما جاءَ في عذابِ القبرِ).

وقال الألباني رحمه الله: (إسناده جيد) السلسلة الصحيحة 3/ 465.

وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله: (فأمَّا أحاديثُ عذابِ القبرِ، ومسألةُ مُنكرٍ ونكيرٍ، فكثيرةٌ مُتواترةٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم) مجموع الفتاوى 4/ 285.


وقال أيضاً: (يجبُ الإيمانُ بالملائكةِ والنبيِّينَ، ويُؤمنُ بكلِّ ما أخبرَ به الرسولُ صلى الله عليه وسلم مثلَ: مُنكر ونكيرٍ، والحورِ العينِ، والولدانِ، وغيرِ ذلكَ) المصدر السابق 1/ 295-296.

اللهم أعذنا ووالدينا وذرياتنا وأهلينا وولاتنا وعلمائنا والمسلمين (مِن عذابِ القَبْرِ، ومن عَذابِ النارِ، ومن فتنةِ المحيا والمماتِ، ومن فتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ) البخاري ح1377 ومسلم ح 131-588.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.