الزواج المبكر جريمة صارخة بحق "الفتاة والفتى" والأسوء من هذا كله وهو ما لم يُشار إليه فيما سبق قضية "زواج القاصرات".

إن مبدأ الزواج هو الرضا والقبول، فإن كانت الفتاة في عمر لا تتصف فيه بالنضوج والوعي الكافي، فكيف ستطيع تربية أطفالها بشكل سليم وتعليمهم وتحمّل مشقات هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقها وهي ما زالت في سن مبكرة سواء أكانت قاصراً أو مراهقة!!

وبالمقابل كيف سيستطيع الشاب العمل وتوفير مستلزمات أسرته وهو لم يكمل تعليمه؟ ونحن تعلم جميعاً أن الشاب يحتاج سنوات طويلة لا تقل عن الثمانية عشرة عاماً "على الأقل" كي ينهي مرحلة تعليمه الاساسي إن لم يرغب باستكمال دراسته وتحقيق طموحاته المهنية، أليس زواجه المبكر سيقتل هذا الطموح ويحده في أعمال سطحية؟

فالزواج الصحيح هو الزواج المكتمل الإرادة، المبني على النضوح والوعي وتوافر الشروط الأساسية لاستمراره ونجاحه، فمتى تتحق هذه الشروط يجدر الزواج، ولا يجوز تحديده بعمر مبكر و متأخر.

إن هدف الزواج بناء الأسر لا هدمها، لذا أكرر قولي إن كان الزواج المبكر في "بعض المجتمعات أو البيئات" وسيلة للتخلص من عبء الفتاة فإنه جريمة في حق إنسانيتها، أو للتفاخر بفحولة الفتى واستمرار النسل مبكراً فهو أيضاً جريمة في حق طموحاته، والنتيجة ستكون مع "الأجيال القادمة" مجتمع تنعدم فيه الثقافة والوعي يكثر فيه النسل فتزاداد فيه حالات الطلاق وتشرّد الأطفال وربما الانتحار.