وعدت .. كما بدأت يا قلبي
بعد رحلة الحب المظفرة
وحيدا عدت .. حزينا منهزما
بنبض خافت وأحلام مكسرة
وكلماتك الخرساء يائسا ترسلها
على أوراق شوقك المبعثرة
فلا أنت -كما ادعيت- بطلا
ولا حبيبتك -كما وصفت- جوهرة
لملم كلماتك يا صديقي ..
فالكلام بعد الفراق ثرثرة
وأنت أهديت العشق طوعا
وزرعت سماها نجوما منورة
وغنيت للحب ألحانا شتى
في سهرات الليالي المقمرة
وتسلقت جدار قلبها خلسة
وجدار قلب الأميرة ما أكبره !
وحاربت نفسك متحديا ..
وجعلت من عشقها مفخرة
و جاوزت من أجلها كل حدود ..
وبنيت إلى قلبها ألف قنطرة
ونسيت أن المجد لم يكتب ..
لمن لا يحكم على الفؤاد السيطرة
فسور هواها كان عاليا جدا
لم تستطع رغم جهودك أن تعبره
واصطدمت بوحشية حراسها
وعجرفة أناسها المتكبرة ..
و قد تكون أذنبت فعلا ..
حين طلبت من جلادك المعذرة
فلا أنت في بعدها حر ..
ولا ملكت على دلالها المقدرة
فعد أدراجك يا قلبي ..
قبل عواصف الحزن الممطرة
هنا في صدري كان مولدك ..
وهنا في صدري بنيت المقبرة
ضيقة المجال و مضجرة ..
مظلمة سادية الطقس مقفرة
فما حبيبتك "عبلة" أمجدها
وما أنت في الغرام عنترة !!