أمست بلاد العرب أكبر ميتم

وكفى به أثرا لفلسفة الفم




لو تمتموا الألفاظ بعدي فاعلمي
أن الفصيح َ يغيظ كلّ متمتم ِ

عجبوا لليل نزار َ كيف تدبلجت
فيه النجوم رؤى تبصّرُ من عمي ْ

أسرج لي َ العنقاء َ سرجَ مسيرة
و لتعذر الحوراء ُ ليس لوَدْزَمٍ

سأسابق الأوهام في كبد الدجى
كمن ارتأى في الوهم أثمن مغنم ٍ

و أصاحب الجن َّ العفيفة في الفلا
و أقول قافية الغر يب ِ الأعجم ِ

لكنني العربي ُّ مهما عــــــــدَّدت
عـدد العدى لغة الأعاجم في فمي

وأصاهر ُ الصهباء و القلم الذي
لــــم يستقم قبلي لنظم منظّمِ

لأتم ٌّ ما شرّعتُ من أمر فقد ْ
يجزيني الرحمن أجر مـــــتمم

ستحيطني الأيّــــــام خبرا ً بالحيــــ
ـاة و يلهم الـــرّحمن من يــستلهم ِ

شبح الفلا و التـــرجمان معاً أنا
ولسوف يــعلم بي الذي لـم يعلم

حسبت بنات الغر ب ِ أنك نجلها
إذ جئت يا ابن العرب كلّ محرّم ِ

مازلت أسقاها و فيّ مـــرارها
ومن ادعى الإقلاع َ عمره مـا ظمي

يا نرد ُ ما بك َ حظ ُّ لاعبِ ميسرٍ
لو في جواك الحظُّ جسمك ما رمي ْ

لا تتخذ خرما ً لجدّي مــــن ددي
لـو جدّ جدّي َ دست ُ كل َّ مخرّم ٍ

و لو اجتمعت َ و كل من نظم القوا
في َ في عدائي لم تزحزح صمصمي

أ خِذَ الفتى بالوعد ملتزما بـه
بالوعد ِ كان الحرُّ أكرم َ ملزمٍ

في كفِّ أهل العلم ِ كأسيَ عذبة ٌ
نزلت على الحرقان منزل بلسم ِ

و بكفِّ آل الجهل كأسي َ علقم ٌ
خــــلطت بما حلبته أم الأرقم

حاذر فإنك لا تغالي حـــــــيطة ً
أبدا ً إذا جاورت َ برثن ضيغم ِ

و طغى عليّ الصدق حتى صرت من
آلاء ِ أولي الصدق قلبي في فمي

ألقمت ُ فتر الكفِّ أسودَ قاتما ً
و كأنَّه ابن الليل ِ من عليا رُمي ْ

هيتت له الصفحات و امتثلت له
من بعد ما حلّت ْ بحضرة محرم ٍ

عذراء َ لم يمسـس قبيله سطرها
حــبر ٌ و لا لطخت بخمرٍ أو دم ٍ

أملي عليه فلا يريني َ عــــــثرة
و كفى به ِ أثرا لـــــــفلسفة الفم ِ

قف ْ بالشفا جنبَ المنارة وانظم ِ
يفديك َ يــــــمُّ سلا و كل ُّ ميمم ٍ

سلّم ْ على مهد ِ النبوّة عابرا ً
و القد س عزّه ِ في صلاتك تُرْحم ِ

حيّ انتفاضة شعبه و اذكر لها
عزما ً سقى صهيون كأس العلقم ِ

وبمكَّة الإحـــــــــرام لو أدركتها
طف ْ و اسعَ لبّ ِ اسجد ْ و كبّر و ارجم ِ

و الشام أقرئها السلام و قل لها
أني بأرض الأرز أعظم مغرم ٍ

حيِّ العراق َ إذا وطأت ترابـها
يبقى التراب ُ وريث كل ِّ مـحطّم ِ

لا يستوي من مات قربـانا لها
و من اشتهى بيع البلاد ِ بدرهم ٍ


لو قطّعوا شريان مصــرَ و ودنّسوا
سبُل َ الكنائس و المساجد ِ بالــدم ِّ

يبقى السلام بها جبِلّة َ ربّـــها
يحمي بها القبـطي ّ ُ ظهرَ المسلم

سجّل ْ على سجّيل ِ أمّـــة ِ أحمد ٍ
{ أمست بلاد ُ العُرْب ِ أكبر ميتم ِ}

حدثت فكان لها الزمان مؤرّخا ً
و تؤرّخ الأزمان خارطة الدّم ِ