خاطرة

العصافر لا تزقزق إلا...
هكذا عندما تغير حبيبتي، تهاجمني و بعنف أنوثنها تعاتبني ،و برفق جنونها تضربني ، في حضني و تهجرني ، تحتويني و لا تكلمني...ألتزم السكون ، و يضاهي صدري في اتساعه كل الكون، و أجعلها تغرق ...و تغرق...و تغرق..و تغرق في مزيج من حنان و جنون ...تضم شرودها بسمتي ، وألتهم تغرها بالعيون
و أمسح دمعها ،و أهمس في زوبعتها لحبي لها وحدها ، من دون نساء العالمين ، فيسكنها و يحتويها....أخترقها ، أتلبسها ، و يدب احتراق الحنين في مداركها ، و عنفوان أنوثتها ، و عمق أشواقها ، وشغف رغبتها بكل هدوء...و لما يجتاح كل شيء في ذاتها ، تقول لي و هي تجذبني كالمجنونة ...أكرهك...أكرهك...أكرهك...يا مجرم...يا متهور...يا مغرور....و تبتسم دمعتها في صدري خفية ، و ترد صداها أنفاسي قائلة...أحبك ...أحبك...أحبك يا طفلتي المدللة فوق الشك و فوق كل الظنون ، فتأوي إلي كالعصفورة و تنام ...أحس يدفء أنفاسها تلاطف شعيرات صدري فأضمها و أنام...لأن العصافر تعانق في الليل الحنين، و لا تزقزق الا في الصباح الباكر ، عندما تملأ الأزهار بوهيجها الفضاء ، و تدب في كل الكائنات رغبة الحبور...
مختار سعيدي