خاطرة مهربة من زمن الألم

خاطرة مهربة من زمن الألم
خاطرة


....واختفت


يسقيني الليل أقداح الهجر مريرة ، و ينبعث من وجداني صهيل الذكريات ، يكسر صمتها حنين خواطري و تجتاحني في غيابها التنهدات ، يكتوي طول صهري بإجحافها ، و يغتال الإنتظار شجون السمر ، يهتك حرمته ، يقيد الجفن بهمس هو ضالته ، و بالعبرات يسقي انصهار حديثي باللهب ...
كانت تطل علي خجولة ، كقمر يبتسم باستحياء وراء بواسقه ، تضيء الوجود بنور ثغرها ، و تسعد النفس ، تنتشي و تزدهر ...كانت تنحني غصبا عن كبريائها ، وتحضن اللهف منصهرا ، ينسيها نبضي بحديثه أنها نزلت من عليائها ، و في صدري بساط حلم تمتطيه رغبتها ، يجوب بها خلسة فضاءات ذات تعشقها ..... قالت مرة ، ويحك يا هذا ، قربتك حتى خنقت أنفاسك أنفاسي واستويت على عرش الفؤاد مسيدا ...أجهدني حبك وقيدني ، يسوقني إليك كل ليلة مجردة من كل شيء ، أستسلم لسحرك كأنه هو الجلاد و أنا ضحية تبتسم ...
قلت يا سيدتي ...إنها عوارض الجنون بدت واضحة ، يستعبدنا العشق و نحن به أسياد ، و تخضع القلوب لدفء حنونا ، لأننا ألباب و نتجلد ، و منكن يصنع الشغف أساور للأعزاء و تقيد ...
بعد كل هذا يا حسرتي ، تختفي ملهمتي و تطمس آثار الوصل الذي كان يجمعنا ...
فقولوا للعشيقات رفقا بقلوب بين أناملهن ، لا تعرف الغدر و لا تحسن التحايلات ...

مختار سعيدي