الصيام بغير صلاة
هناك طائفة من النّاس تصوم شهر رمضان المبارك، لأنّهم اعتادوا صيامه تقليدًا للآباء والأجداد، أو أنّهم يصومون لأنّهم يكرهون مخالفة النّاس، ويخافون لومهم وعتبهم عليهم إن هُم أفطروا فجعلوا خشية النّاس كخشية الله أو أشدّ خشية..
وهم يصومون ولكنّهم لا يُصلون، فيتركون أهم ركن في الإسلام وهو الصّلاة..
والله عزّ وجلّ يقول: ''فويلُ للمُصلين الّذين هُم عن صلاتهم ساهون''. والويل هو العذاب أو واد في جهنّم، وهذا لمَن سها عن صلاته فتركها وأهملها تكاسلاً حتّى فات وقت أدائها، فإذا كان الويل لهذا المهمل للصّلاة، فماذا سيكون مصير التارك للصّلاة نهائيًا؟
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه''لا حَظّ في الإسلام لمَن لا صلاة له، فالإسلام جزء لا يتجزأ، والمسلم العاقل لا يقبل لنفسه إطلاقًا أن يتقيّد بجانب من الإسلام، ثم يتحلّل من جانب لآخر، لأنه يكون في هذه الحالة كمَن يعترض على الله جلّ جلاله. ولقد صوّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أسس الإسلام حين قال: ''بُني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلاّ الله وأن محمّدًا رسول الله وإقام الصّلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمَن استطاع إليه سبيلاً''.
والصّلاة ذاتها هي أهم الفرائض والعبادات، ولذلك تحدّث عنها الرّسول عليه الصّلاة والسّلام بأنها عماد الدِّين، مَن أقامها فقد أقام الدِّين ومَن هدّمها فقد هدّم الدِّين، فكيف يرتضي عاقل لنفسه أن يصوم ويزكي وهو يهمل ما هو أعظم وهو الصّلاة..