المسجد النبوي هو مسجد النبي محمد صلى الله عليه وسلم وفيه يوجد قبره ، ويعد المسجد النبوي ثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة .

يقع في المدينة المنورة في غرب المملكة العربية السعودية ، وهو أحد ثلاثة مساجد تشد لها الرحال في الإسلام ، فقد قال النبي محمد : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا " .

ويعتبر المسجد النبوي أول مكان في الجزيرة العربية تتم فيه الإضاءة عن طريق استخدام المصابيح الكهربائية عام 1327هـ الموافق 1909م .


حريق المسجد النبوي

في أول ليلة من شهر رمضان المبارك يوم الجمعة عام 654 هـ / 1251 م وبعد انصراف الناس من صلاة التراويح ، ارتفع الصريخ في أرجاء المدينة ينادي باشتعال النار في المسجد النبوي الشريف !! .

وكان السبب أن أحد خدام المسجد الشريف دخل إلى مخزن في الجهة الشمالية الغربية من المسجد ليخرج بعض القناديل التي تعلق في منارات المسجد طوال ليالي رمضان وبيده سراج يستضيء به ، فوضعه على قفص من أقفاص القناديل - وعليه قطعة قماش من كتان - ريثما ينتهي ، فعلقت النار بقطعة الكتان فاشتعلت ، وامتدت النار إلى الحُصُر والبُسُط والقصب الذي في المخزن وحاول الخادم إطفاءها فلم يستطع ، ثم امتدت إلى القناديل المملوءة بالزيت وتزايد اللهب ووصل السقف ، ورأى بعض الناس من خارج المسجد النار فهالهم ذلك ، وتصايحوا وأسرعوا إلى المسجد بوسائلهم البسيطة ، وجرى المنادي في أحياء المدينة حتى وصل الخبر إلى الأمير فهرع مع رجاله ، واجتمع غالب أهل المدينة يحاولون عبثاً إخماد النار التي أمسكت بسقف المسجد وما فيه من حصر وأصبحت تمتد جهة القبلة بسرعة مذهلة أعيت الدلاء المسفوحة عن إيقافها .

وما هي إلا ساعة حتى أتت على جميع المسجد وما فيه من المنبر الشريف والأبواب والخزائن والشبابيك وكسوة الحجرة - وكان عليها إحدى عشرة ستارة - والمقاصير والصناديق وما فيها من كتب ، وبقيت سواري المسجد قائمة كأنها جذوع النخل ، إذا هبت الرياح تتمايل وذاب الرصاص من بعض الأساطين فسقطت ، ووقع السقف الذي أعلى الحجرة على سقف بيت النبي صلى الله عليه وسلم فوقعا جميعاً في الحجرة الشريفة وعلى القبور الطاهرة .

سارع الخليفة العباسي في ذلك الوقت المستعصم بالله إلى الأمر بعمارة المسجد النبوي الشريف بعد الحريق ، فأرسل الصُنّاع والآلات ومواد البناء ، فبدأ العمل فيه سنة ٦٥٥ هـ ولم يكتمل البناء بسبب غزو التتار للدولة الإسلامية واستيلائهم على مقر الخلافة في بغداد ، فتولى سلطان مصر وسلطان اليمن إتمام العمارة .. واقتصر العمل في هذه العمارة على إعادة بناء ما تضرر من المسجد وإصلاحه دون الزيادة فيه .

وبعد الحريق الأول للمسجد النبوي تمت عدة عمارات وإصلاحات للمسجد ، كان آخرها عمارة السلطان المملوكي الأشرف قايتباي سنة 881 هـ ، وفي سنة 886 هـ / 1481 م حصل الحريق الثاني للمسجد .




حريق آخر

بعد سقوط الخلافة العباسية في بغداد سنة ٦٥٦ هـ ، آل حكم المدينة المنورة إلى ملوك مصر الذين لم يزالوا يهتمّون بعمارة المسجد النبوي الشريف .

وفي أواخر القرن التاسع الهجري وتحديداً في رمضان سنة ٨٨٦ هـ اشتعل حريق في المسجد النبوي الشريف في الثلث الأخير من الليل ، حين تراكم الغيم وحصل الرعد فوقعت صاعقة على هلال المنارة الرئيسية فسقط الهلال شرق المسجد وأحدث لهباً وحريقاً ، أحرق المنبر والمقصورة ومعظم العقود والأعمدة ، ولم يسلم منه غير القبة الداخلية على القبر الشريف ، والتي عملت في عمارة قايتباي السابقة وكذلك القبة التي في صحن المسجد .

ومات في هذه الحادثة أفراد منهم رئيس المؤذنين الذي أصابته الصاعقة حين كان يهلّل بالمنارة الرئيسية ، وأتت النار على سقف المسجد وما فيه من خزائن الكتب والمصاحف إلا ما استطاعوا إنقاذه .

وبعد ثلاثة أيام من الحريق تم الاتصال بالسلطان الأشرف قايتباي وإخباره بما حصل للمسجد الشريف فكان وقع ذلك عليه عظيماً ، فأصدر أوامره بعمل الاستعدادت اللازمة لإعادة إعمار المسجد ، وتم بناؤه على يده للمرة الثانية عام 888 هـ .