حرب تشرين أو حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا بدعم عربي عسكري وسياسي واقتصادي على إسرائيل عام 1973 م .

بدأت الحرب في يوم السبت 6 تشرين الأول (( أكتوبر )) 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان .

تعرف الحرب باسم حرب تشرين التحريرية في سوريا فيما تعرف في إسرائيل باسم حرب يوم الغفران .

حدد الجيشان المصري والسوري موعد الهجوم الساعة الثانية بعد الظهر ، بعد أن اختلف السوريون والمصريون على ساعة الصفر ، ففي حين يفضل المصريون الغروب يكون الشروق هو الأفضل للسوريين ، لذلك كان من غير المتوقع اختيار ساعات الظهيرة لبدء الهجوم .

وقد نجحت مصر في اختراق خط بارليف خلال ست ساعات فقط من بداية المعركة ، بينما دمرت القوات السورية التحصينات الكبيرة التي أقامتها إسرائيل في هضبة الجولان ، وحقق الجيش السوري تقدماً كبيراً في الأيام الأولى للقتال واحتل قمة جبل الشيخ مما أربك الجيش الإسرائيلي كما قامت القوات المصرية بمنع القوات الإسرائيلية من استخدام أنابيب النابالم بخطة مدهشة ، كما حطمت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ، في سيناء المصرية والجولان السورية ، كما تم استرداد قناة السويس وجزء من سيناء في مصر ، وجزء من مناطق مرتفعات الجولان ومدينة القنيطرة في سوريا .



عبر القناة 8,000 من الجنود المصريين ، ثم توالت موجتا العبور الثانية والثالثة ليصل عدد القوات المصرية على الضفة الشرقية بحلول الليل إلى 60,000 جندي ، في الوقت الذي كان فيه سلاح المهندسين المصري يفتح ثغرات في الساتر الترابى باستخدام خراطيم مياه شديدة الدفع .

نفذت القوات الجوية المصرية ضربة جوية على الأهداف الإسرائيلية خلف قناة السويس .، وتشكلت القوة من 200 طائرة عبرت قناة السويس على ارتفاع منخفض للغاية .

وقد استهدفت الطائرات محطات التشويش والإعاقة وبطاريات الدفاع الجوي وتجمعات الأفراد والمدرعات والدبابات والمدفعية والنقاط الحصينة في خط بارليف ومصافي البترول ومخازن الذخيرة .

وكان مقرراً أن تقوم الطائرات المصرية بضربة ثانية بعد تنفيذ الضربة الأولى إلا أن القيادة المصرية قررت إلغاء الضربة الثانية بعد النجاح الذي حققته الضربة الأولى ، وإجمالي ما خسرته الطائرات المصرية في الضربة هو 5 طائرات .



نهاية الحرب

في نهاية الحرب عمل وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر وسيطاً بين الجانبين ووصل إلى اتفاقية هدنة لا تزال سارية المفعول بين سوريا وإسرائيل ، بدلت مصر وإسرائيل اتفاقية الهدنة باتفاقية سلام شاملة في "كامب ديفيد" 1979 .

انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 أيار 1974 حيث وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية .

من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس ، واسترداد جميع الأراضي في شبه جزيرة سيناء ، واسترداد جزء من مرتفعات الجولان السورية بما فيها مدينة القنيطرة وعودتها للسيادة السورية .

ومن النتائج الأخرى تحطم أسطورة أن جيش إسرائيل لا يقهر والتي كان يقول بها القادة العسكريون في إسرائيل ، كما أن هذه الحرب مهدت الطريق لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل والذي عقد في أيلول 1978 م على إثر مبادرة أنور السادات التاريخية في تشرين الثاني 1977 م وزيارته للقدس ، وأدت الحرب أيضاً إلى عودة الملاحة في قناة السويس في حزيران 1975 م .