ثلاثيّة الأشواق في استقبال شهر رمضان  14319593831


ليالي ( قصيرات ) تفصلنا عن الشهر المبارك - اسأل الله العظيم أن يبلّغنا إيّأه في عفو منه وعافية - .
ولأنه شهر لا يتكرر في العام إلاّ مرّة ، وليس هناك ضامن لكل أحدٍ منّا أنه يدركه كل عام ، لذا كان من الجدير بكل مسلم ومسلمة أن يرى الله تعالى منه ( الشوق ) لهذا الشهر لحب الله تعالى له ولما أودع فيه من الرّحمات والبركات .
وإن من الشوق له حسن التهيّؤ له . وذلك يكون بـ : 

1 - التنقية .
تنقية القلب مما يُشغله عن حسن الاستفادة من هذا الشهر المبارك . وأكثر ما يُشغل القلب عن المتعة والاستمتاع بشهر رمضان هي ( الذنوب ) . فإنها تنكت في القلب نكتة سوداء .
لذا يجدر أن نتعاهد القلب بالتنقية استقبالاً لهذاالشهر العظيم .
وغن أعظم ما يُنقّى به القلب من الذنوب : 
- المحافظة على الصلاة المكتوبة . 
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ( والصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما ) .
فإن كان هناك تفريط في الصلاة من جهتنا أو منجهة أحد من أفراد الأسرة فإنه من الجدير تدراك ذلك من الآن .
- كثرة الاستغفار .
قال الله تعالى ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ) [ نوح : 10 ] .
وفي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " " إِنَّ العَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [ المطففين : 14 ] .
عوّد نفسك وأهل بيتك على كثرة الاستغفار .

2 - التصفية .
وذلك بتصفية النفوس من الشحناء والحقد والبغضاء والخصومات ، سيما بين الزوجين وبين أفراد الأسرة والعائلة .
فإنه من المعيب أن يدخل شهر الرحمة ، وفي نفوس البعض شحناء على بعضهم أو حسد أو بغضاء !
كيف وفي الشهر فرص عظيمة للمغفرة والعفو وإجابة الدّعاء ، والمتشاحنان يؤجّل الله مغفرة ذنوبهما حتى يصطلحا !
ففي الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَيُغْفَرُ لِكُلِّ عَبْدٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا إِلَّا رَجُلًا كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ فَيُقَالُ: أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا أَنْظِرُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا " .
وفي شهر رمضان تفتح أبواب الجنة ، وتُرفع الأعمال .
جدير بكل زوجين أن يجعلا التصافي هو عنوان استقبال هذا الشّهر . لجل ان تشملهما رحمة الله ، فإذا شملتهماالرّ؛مة زانت حياتهما ، وتجمّل حبهما ، وتيسّرت أمورهما .

3 - الشوق .
فإن الشوق لرمضان ، ولما فيه من الرّحمات والبركات والفرص التي لا تكون إلاّ فيه ، مما يحفّز على حسن الاستثمار وحسن التهيّؤ له .
وإن مما يزيد المرء شوقا لرمضان استشعاره أنه الشهر : 
- الذي تفتح فيه أبواب الجنة .
- تصفّد فيه الشياطين .
- تستجاب فيه الدعوات .
- لله في كل ليلة من لياليه عتقاء من النار .
- الأجور المضاعفة فيه .
- الأجواء العباديّة في رمضان .
كل هذا وغيره مما يبعث الشوق والاستبشار بالشهر .

بارك الله أعماركم ، وبلّغنا شهر الخير في عفو منه وعافية .